الأسئلة العامة

بعض الناس ينـام , ويترك السراج دون أن يطفئه

السؤال  : بعض الناس ينـام , ويترك السراج دون أن يطفئه، ولما كُلِّم في ذلك ؛ قال : إني أخاف أنا أنام في الظلام ، فما حكم ذلك ؟

الجواب : قد بوّب الإمام النووي – رحمه الله – في ” رياض الصالحين ” : باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه ، سواء كانت في سراج أو غيره . ثم ساق تحته عدة أحاديث :

عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ” لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ” . متفق عليه .

وعن أبي موسى الأشعري t قال : احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل ، فلما حُدِّث رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بشأنهم ؛ قال : ” إن هذه النار عدو لكم – يعني أنها عدو لأبداننا – فإذا نمتم ؛ فأطفئوها ” . متفق عليه .

وعن جابر t عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: ” غَطُّوا الإناء ، وأوكئوا السقاء ، وأغلقوا الباب ، وأطفئوا السراج ؛ فإن الشيطان لا يحل سقاءً ، ولا يفتح بابًا، ولا يكشف إناءً، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يَعْرِضَ على إنائه عودًا ، ويذكر اسم الله ؛ فليفعل ، فإن الفُوَيْسِقة تُضْرِم على أهل البيت بيتهم ” . والفويسقة : الفأرة ، وتُضْرِم : تُحرِق اهـ .

 

وفي بعض الروايات عند مسلم من حديث جابر : ” إذا كان جنح الليل – أو أمسيتم – فكُفُّوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ ، فإذا ذهب ساعة من الليل ؛ فخلّوهم ، وأغلقوا الأبواب… ” الحديث . وفي بعض الروايات عند مسلم أيضًا من حديث جابر : ” غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ؛ فإن في السنة ليلة ينـزل فيها وباء ، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء ، أو سقاء ليس عليه وكاء ؛ إلا نزل فيه من ذلك الوباء ” .

فالذي ينبغي للمسلم أن يأخذ إرشادات نبيه محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بالجد والحزم ، لأنه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لا يرشدنا إلا لما فيه الخير لنا ، ولا ينهانا إلا عما فيه الضرر والفساد .

وقد رأينا بعض البيوت أو الخيام قد احترقت بسبب هذا الإهمال ، وعدم تنفيذ أوامر الشرع الحنيف ، وأصبح الرجل مَوْتُورًا من أهله وماله، بسبب الجهل أو الإعراض عن تعلم دين الله U .

على أن بعض أهل العلم يرون أن السراج إذا كان في موضع يُؤْمَن معه من المحذور ؛ فلا بأس بذلك ، لزوال علة النهي ، انظر ” شرح مسلم ” للنووي (3/188) ك: الأشربة، و ” فتح الباري ” (11/86-87) ك: الاستئذان ، وأكثرهم حمل الأمر في ذلك على الندب أو الإرشاد ، وأخذ الحذر لا خلاف فيه ، والله أعلم .