الأسئلة الحديثية

هل هناك فرق بين قول البخاري في ترجمة أحد الرواة: «فيه نظر» وبين قوله: «في إسناده نظر»؟

هل هناك فرق بين قول البخاري في ترجمة أحد الرواة: «فيه نظر» وبين قوله: «في إسناده نظر»؟

نعم، هناك فرق كبير، فالقول الأول يُطلقه غالباً في المتهمين والمتروكين1، وأمّا القول الثاني، فيطلقه ولا يقصد به تضعيف المترجم له، بل قد يضعف السند إليه، فيكون الجرح فيمن دونه لا فيه نفسه، انظر «المغني» ترجمة حُبشي بن جنادة السلولي (1/146) في نسخة (1/219)2

وقد يقصد أنَّ الراوي المترجم له: لم يصح سماعه من شيخه، كما سبق مراراً أنَّ الإسناد قد يطلق عندهم بمعنى السماع، أي في سماعه من شيخه نظر، وإن كان الراوي ثقة أو صدوقاً، انظر «تهذيب التهذيب» (1/384) وأعلم3.

الحواشي

1 قال المعلمي – رحمه الله – في «التنكيل» (ص:412): «… ذكروا أنَّ البخاري يقول: فيه نظر، أو سكتوا عنه»، فيمن هو عنده ضعيف جداً.

قال السخاوي في «فتح المغيث» (ص:161): «كثيراً ما يعبر البخاري بهاتين… فيمن تركوا حديثه بل قال ابن كثير: إنَّهما أدنى المنازل عنده وأردؤها»… إلخ اهـ.

2 ترجمة حبش بن جنادة السلولي قال الذهبي – رحمه الله -: «تناكد ابن عدي وذكره في «الكامل» وشبهته في ذلك قول البخاري في حديثه «إسناده فيه نظر»، قال الذهبي: وذلك عائد إلى الرواة إلى حبش لا إليه اهـ من «المغني».

3 ترجمة أوس بن عبدالله الربعي قال الحافظ في «التهذيب» (1/384)، وقول البخاري في «إسناده نظر، يريد أنّه لم يسمع من مثل ابن مسعود، وعائشة وغيرهما، لا أنّه ضعيف عنده وأحاديثه مستقيمة، اهـ. وانظر «الشفاء» (442-443) والله أعلم.