الردود العلمية المقروءة

الجواب البد يع في رد بعض تشنيعات الشيخ ربيع

الحمدلله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى،أمابعد:
فقد اطلعت اليوم على ماكتبه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي- أصلحه الله –
بعنوان”نقمة أبي الحسن على أبي سعيد الخدري- رضي الله عـنه- وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،في موقفهم من ابن صياد الدجال، والعطف الشديد على هذا الدجال” و “الطعن من أبي الحسن في تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه” فألفيت هذه الأوراق تقطر غيظاً وغضباً، فقلت :إنا لله وإنا إليه راجعون، ونشكوا إلى الله تعالى هذا الحال الذي وصل اليه الشيخ،الذي كنا نظن فيه من الخير أمراً آخر، لكن صدق الله عزوجل القائل:(لاتحسبوه شراًلكم بل هو خيرٌ لكم ).وقدكان سبب تأخيري في النظر في هذه الاوراق : إشتغالي بالكتابة في مسألة المجمل والمفصل، التي خالف فيها الشيخ أهل العلم ، بل وخالف فيها العقل والفطرة ، ولم يكد ينقضي عجبي عندما نظرت في هذه الأوراق هذه الليلة .
وكان الحامل لهذا التعجب من صنيع الشيخ ربيع-عافانا الله وإياه-عدة أمور:
1 – أنني صرحت في أوائل أشرطتي “القول الأمين في صد العدوان المبين”منذ عدة أشهر، أنني أتراجع وأستغفر الله من أي لفظ يفهم منه ـ ولو من بعيد- أي نيل أو غمز في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،وذلك لأنني أعتقد عدالتهم وفضلهم،وأنشر مناقبهم وفضائلهم، وأعادي أعداءهم،وأتقرب الى الله تعالى بالدفاع عنهم – وإن أى لفظٍ أو عبارةٍ توسعت فيها، في شرح حديث ما ،أو تفسير أية ما ، لا بقصد النيل من الصحابةِ رضي الله عنهم- فإني أتراجع عن ذلك اللفظ حياً، ولا يجوز نسبته إلىّ ميتاً، هذا كله صرحت به في الأشرطة السابقة الذكر،وشكرت مقدماً من وقف على شئ من ذلك فيما بعد، فنبهني عليه، أو أرشدني إليه،فإن الحق ضالة المؤمنين،ومع هذا كله ،ومع سماع الشيخ ربيع لهذا الأشرطة،بل وتفريغها له – كما قد بلغني- وبعد هذا وذاك يفرح الشيخ بهذا الموضع الذي زل فيه لساني،وضعف فيه بياني، مع رسوخ حب الصحابة في جناني ، بل أفاديهم بنفسي ومالي ،فيفرح بذلك الشيخ ربيع ، ويعنون بهذا العنوان الذي يفوح بالحقد والتحامل والتهويل ، والذي يصور صاحب هذه الزلةِ وكأنه أحد آيات الضلال ، أوأحد من أنضج الرفض قلبه ، حتى صار من أهل الزيغ والإنحلال!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون، وصدق الله القائل: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراطٍ مستقيم).
2 –  أؤكد هنا مرةً أخرى:أنني أستغفر الله عزوجل من كل كلمةٍ يفهم منها أي غمز في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سواءً سبق ذكرها في الأشرطةِ المذكورةِ،أو كتبها الشيخ ربيع في رسائله ـ التي يحاول فيها أن يشوه بها عقيدتي ـ أو وقف عليها أحد، ولم أعلم بها حتى الآن ،أفعل هذا تقربا ًإلى الله عزوجل ، ومزيداً من الترسيخ لحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلبي، وإن كان هذا لا يعجب الشيخ ربيعاً – فيما يظهر لي- لأنه يريد بقاء شئٍ يتكلم به عليّ!!! بل إن الشيخ ربيعاً لازال يتكلم عن الألفاظ التي قد أعلنت تراجعي عنها !!

 فاعلم أيها الشيخ أنك لا تستطيع أن تزيل نعمةً وهبها الله عبداً من عباده ، إلا أن يشاء الله ، قال تعالى :(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيد ك الخير إنك على كل شئٍ قدير) وقال تعالى:(ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم).
وإني ـ والله ـ لأقبلن الحق منك وإن كنت تريد بإظهاره في الناس ما تريد !!!فالحق أحق أن يتبع، فماذا بعد الحقِ إلا الضلال؟!!. فكلما ازددت تشنيعاً علىَّ،كلما ازددتُ قبولاً للحقِ ورجوعاً إليه، و”الأعمال بالنيات“.
3 –  لم أكن في كلمتي التي طار بها الشيخ ربيع فرحاً، ذا عطفٍ شديدٍ على ابن صياد، كما يقول الشيخ،بل كنت مقرراً أنه ليس بالدجال الذي ما من نبيٍ إلا وقد حذر أمته إياه، وهذا صريح كلامي، كما في( ص4) من رسالة الشيخ نفسه فيما نقله عني ، فقد قلت: وكان جماعةً من الصحابة يظنون أنه الدجال،الذي تحد ث عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا أدلةٌ ليس هذا مجال فصلها، ولا الكلام عليها، الذي يهمنا أن هذا آمرًٌ كان موجوداً في نفوس جماعة من الصحابة : أن ابن صياد هذا هو الدجال الذي سيظهر في آخر الزمان، وستكون فتنته عظيمةً في الأرض..أهـ ولم أذكرابن صياد بكلمة الترضي عليه في هذا الشريط ، ولم أمدحه بأي شئ من كلامي، فأين في هذا العطف الشديد عليه يا فضيلة الشيخ؟!. نعم لم أكن قد نظرتُ ـ في ذ لك الوقت ـ في جميع الأحاديث التي تتكلم عنه، وأن هناك من عده أحد الدجالين ، وإن لم يكن الدجال الأكبر الذي سيظهر في آخر الزمان ، نعوذ بالله من فتنته وفتنةِ كل كذاب مفتر ، فهل يلزم من هذا كله العطف الشديد عليه ، والنقمة على أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ ألا يسعك أيها الشيخ أن تقول – فقط – : هذا تعبيرٌ خاطئ، وأما الرجل فمعروف عندنا في هذا الباب؟ كما اعتذر لك طلبة العلم في قولك:إن سليمان بن داود عليهما السلام لا يفقه الواقع وكما اعتذرت لك في كثير من الطوام ملأت بها بعض أشرطتك ، كما في كتابي : ” تحذير الجميع من أخطاء الشيخ ربيع وأسلوبه الشنيع ” !! وأن الهدهد أعرف بالواقع منه، أم أنها الأمور التي في النفوس ، والتي تجعل الواسع ضيقاً، والقريب بعيدا؟0
4 – والصواب في هذه العبارة أن أقول:إن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه ،ومن كان معه من الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك اليوم ، سمعوا أدلة ابن صياد في كونه ليس بالدجال، لكن قويت في نفوسهم أدلةً أخرى من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن حال ابن صياد، فقدموا هذه الأدلة السمعية والحالية – وهي كثيرة -على مجرد ما سمعوه في ذلك الموقف، وأما أنهم أساءوا الظن به، فأستغفر الله من هذا الكلام ، وأسأ ل الله أن يبد له لي حسنات، وأضعافا مضاعفةٌ، فإني والله لما أنزلت إلّي يارب من خيرٍ فقير0
5 – وأما ما ذكره الشيخ ربيع، وما أسماه بـ “طعن أبي الحسن في تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه”!!! فإن هذا والله لمحض افتراء، وشدة بلاء، وإنه لأشد من الكلام الأول – على ما في كلامه الأول من ظلمٍ وتحامل، والذي أدين الله به :”أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الصحابة خير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبرها قلوبأ، وأعمقها فهماً، وأعظمها أدباً، وأسخاها بذلاً وعطاءأ، وأصبرها عند اللقاء”.
ولقد ذكرت في تلك الجلسة المنافقين الذين كانوا في الصف ، وذكرت من كان يعبد الله على حرف منهم ، وذكرت بعض الصادقين الذين قال الله فيهم: (وفيكم سما عون لهم ) واستدللت بذلك على أننا يجب علينا أن نسعى دائماً في تربية صفوف دعوتنا، ولا نغالي في ادعاء سلامة الصف من هذه الأصناف، التي ما سلم منها الصف الأول، الذي هو خيرُ الصفوف، وأردت بذلك الرد على من يدعي أن الأصناف التي تخرب الدعوة ليست موجودة في صفوفنا، فسياق كلامي يرد على من يدعي صفاء صفوفنا من أمور كانت موجودة في خير ِصفٍ ، أو في خير ِزمان ؟!هذا سياق الكلام في( صـ12) من رسالة الشيخ ، وكان ذلك المجلس في حضور جمع من النا س، وفي المجلس بعض المتربصين ،الذين كشفهم الله عزوجل هذه الأيام ، رغم محاولة الشيخ ربيع التغطية علي فساد حالهم بعباء،أو إطفاء نور الحق الذي كشفهم بالنفخ في الهباء !! وهذا الصنف الذي كشفه الله – رغم الجهود الفاشلة – كحافر حتفه بظلفه ،أو قاطع مارنة أنفه بكفه، وصدق الله تعالى القائل : ( أفمن زين له سوء عمله فرأه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلاتذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليمٌ بما يصنعون)0
ثم كما في( ص13) قلت: والقول بأن هناك خللاً في التربيةِ – أعني في صفوف دعوتنا- ما يستطيع أحد أن ينكر ذ لك ، فما سلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذ لك ، وذكرت قول من قال: والله ما كنا نظن أن فينا من يريد الدنيا حتى نزلت الآية: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الأخرة ) أهـ
فأقررهنا: أن تعبيري بالخلل في التربية قاصداً به من ترك موقعه من الرماة، ونزل للغنائم ، تعبير خاطئ،أستغفر الله تعالى منه ، مع حبي لهؤلاء الصحابة الذين عفا الله عنهم، ورضي عن جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ومع أن قصدي أن الخطأ ممن فعل ذلك ، لأن من تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ، فتأمل الفارق ، فأين في هذه الكلمة أنني أقصد بها أن الخلل في التربية ، من جهةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!!كما قال الشيخ ربيع في الحاشية نحو هذا الكلام ، بل كما هو صريح عنوان رسالته، قد كنت أظن بالشيخ أنه إذا بلغه عن طالب علم أنه يطعن في رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنه يبادر بإنكار هذا على قائله، عملاً بقوله تعالى:(لولا إذسمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذاإفكٌ مبين) إلا أنه لحاجةٍ في نفسه ،لم يقضها بعد، ولن يمكّن منها إن شاء الله تعالى، حمل الكلام على مالايتبادرمنه، وأشاع هذه الفاحشةَ في الناس، وهذا مما عهدناه منه في هذه الفتنة ـ التي افتعلها وتولى كبرها ـ أنه يحوم حول تكفيرالمسلم، أورمي المسلم بما يكفر به، فأين أنت أيها الشيخ من قول الله عزوجل( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرةِ والله يعلم وأنتم لاتعلمون)؟ ولاشك أن رمي الرجل بما يؤول به إلىالكفر ، أشد من رميه بالفاحشة المعروفة، وأذكر الشيخ أيضاً بقوله تعالى :( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا) وبقوله عليه الصلاة والسلام:”المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس” وبقوله عليه الصلاة والسلام:”سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر”وبقوله عليه الصلاة والسلام :”من قال في أخيه ماليس فيه حبس في ردغة الخبال ـ وهي عصارة أهل النارـ أويأتي بالمخرج مما قال “وهيهات أن يكون هناك مخرج من هذه الإفتراء ت؟!!0
أما تخاف الله أيها الشيخ من عاقبة الظلم ، ودعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب؟!!! أليس من الممكن أن تحمل هذه الكلمة على أن الذي وقع بسبب ترك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي في امتثال أمره الخير والنصر، وأن هذا من قبل بعض الصحابة الذين فعلوا ذلك ، لامن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألستُ ممن دافع عنك عندما قرأت ما نشر عنك في “الانترنت “بأنك تقول: خالد بن الوليد كان يلخبط ، وسمرة بن جندب فعل حيلة تشبه حيلة اليهود، وقلتُ ـ مدافعاً عنك مع ظلمك إياي ـ : لو حلفت بين الركن والمقام ، لحلفت بأن الشيخ ربيعاً يعظم الصحابة ، ولم يقصد الطعن فيهم بذلك، ولكنها عبارةٌ خاطئة، والحق قد يعتريه سوء تعبير؟!! لقد قلتُ هذا وأنت مستمرٌ آنذاك والآن – في هذا الدرب المظلم، والمصير المؤلم، وموقفي هذا منك هو مقتضى الدين والعلم والإنصاف والورع، والله المستعان0
وقد فرحت بتوبتك من هاتين الجملتين، ولم أشك في صدقك، مع إعراضك عن بقية المؤاخذات التي نشرت عنك ، والتي فيها كلمات سيئة- أيضا- في حق جماعة من الصحابة ، وسمعنا بها صوتك، وهذه البقايا من جملة مؤاخذات كثيرة مسجلةٍ عندي ، سمعتها، وقد يسمعها غيرك إن شاء الله تعالى بعد ذ لك ، ومع هذا كله فما اتهمتك بهذه الفرى، وكل إناءٍ بما فيه ينضحُ!!.

وقد نشرت ذلك كله ، وكشف الله بذلك حال المخالفين ، فلله الحمد والمنة .

6 – قولي:”انزلق في الإفك أناس صالحون، وعلق الشيخ على ذ لك بقوله:”وهذا دليلٌ آخر على وجود خلل في تربية الصحابة”أهـ( صفحة14) فالجواب من وجهين:
أ-أن “زلق” بمعنى غلط،كما في”لسان العرب ” ،ولا شك بأن الذين جاء وا بالإفك غلطوا في ذلك، وكلام الشيخ عنهم في رسالته :” تنبيه أبي الحسن” أشد من ذ لك، كما نبهت على ذ لك في أشرطتي:” القول الأمين”0
ب- أن هذا اللفظ الذي ذكرته ، هو بعينه كلام الحافظ ابن كثيرـ رحمه الله ـ فقد قال في تفسير سورة النور (6/31) ط / دا رطيبة: وقد ولق ولقةً- يعني مسطحاً رضي الله عنه- تاب الله عليه منها أهـ وفي الحاشية: في نسخة ” ف “:زلق زلقةً أهـ.فهل ستقول أيها الشيخ :إ ن الحافظ ابن كثير يطعن في تربية الصحابة بهذه الكلمة؟!وهل كلما شرح طالب العلم الحديث ، أو فسر الآية بما هو ظاهر كلام الله أو كلام رسوله عليه الصلاة والسلام ، جعلته رافضياً سباباً للصحابةِ؟ فنريد منك تفسير قوله تعالى:( وعصى آدم ربه فغوى) وقوله تعالى في بعض أهل أحد:(وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من الآخرة) فهل ستتعرض إلى معصية آدم عليه السلام، والمعصية التي وقعت من بعض أهل أحد؟ مع أن الله عزوجل قد تاب على كل منهم ، أم أنك ستقول: إنهم أطاعوا الله بهذه الأعمال، من أجل ألاتقع في الرفض بناءً على قاعدتك، وقاعدة من يقلدونك في ذلك لشئ في نفس الجميع ، ماهم ببالغيه ؟ نعم، أي لفظٍ يخطئ فيه المرء ؛ فمردود، لكن تحفظ للسني كرامته ، ويطالب بترك خطئه اللفظي العقدي،وهذا الذي فعلناه معك ومع غيرك، وما فعلته أنت مع أتباعك ، بل سكت عن طوام عندهم للمعركةِ المصيرية ـ في نظرك ـ بقولك : إن هذه أعظم فتنة رأيتها منذ خلقني الله!! ، وهل ضاق هذا الباب الواسع ـ الذي أدخلت فيه من لا يستحق لكونه من أنصارك ـ أن يلج منه أبو الحسن ؟!! فنشكوا إلى الله قلة الإنصاف، والتمادي في الجور والاعتساف0
جـ – أن الشيخ ربيعاً في شريطٍ له، كما نشر في “الإنترنت “، وقد سمعت هذا الشريط- قال فيه : ” كان الصحابة إذا وقعت فتنةٌ أو إشاعة طاحوا فيها” وذكر ذلك مستدلاً به على أن الصحابة ما يصلحون للسياسة، وقد حاول أن يتخلص من هذا الأمر الخطير، فألزمه أحد الكاتبين في الشبكة بإلزامات ٍ قوية ٍجداً، وكل هذا سيأتي – عندي- في موضعه إن شاء الله تعالى ، فأنا أسأل طالب العلم المنصف، هل كلمة”انزلق” ـ لو سلمت بخطئها ـ أشد، أو كلمة الشيخ التي قالها في نفس حادثة الإفك عن الصحابة ، فقال : ” طاحوا في الفتنة والإشاعاتمستدلاً بذلك على عدم صلاحيتهم للسياسة؟!!فأين الجزارون في ” سحاب”وأختها الصغرى ” أنا السلفي “

 لم نرشفارهم وأمواسهم، ولم نرهم قد شمروا ثيابهم،ليخوضوا في دماءِ هذه الذبيحةِ السمينةِ؟ أم أن دماءكم حرام ، ودماء غيركم أباحها الإسلام ؟!! فتأمل كيف أن هذه المدرسة لاترى الجذع في عينها ، ولا في عين أتباعها، وترى القذاة في عين الأبرياء، ذوي النهج السديد، والطريق الرشيد، البعيد عن استعمال التهديد والوعيد، وإنما جرمهم الأكبر:أنهم قالوا للشيخ ربيع: إتق الله أيها الشيخ، ولاتفرط في جرح صالحي أهل السنة، وأننا لسنا معك على هذا الإسراف ، وإن كنا معك على رد الخطأ منك ومنا ومن أي رجلٍ كان ، لكن حب الهيمنة والسيطرة ، لم يقبل هذه القسمةَ العادلة، وعند ذاك ذهبوا يتلمسون الأخطاء ، ليتظاهروا بثوب الغيرة على السنة الغراء ، لكن هذا لا ينفق إلا على الجهلاء أو أهل الهوى السفهاء،والله عزوجل يقول ( إن الله يدافع عن الذي آمنوا)0
ولما فعلوا ذلك ؛ ابتلاهم الله بكشف كلامهم القبيح ، انظر ” تحذير الجميع ” وإعلان النكير ” وغيرهما ، وصدق الله القائل : ( ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله ) .

  • في( صـ14) استدل بكلامٍ سبق بيان موقفي منه،فمنه ماقد أعلنت تراجعي عنه وهي كلمة الغثائية،أوكلمة التعجل في الحكم،وذلك منذ عدة أشهر، ومنه ما هو كذب وافتراء علىَّ مثل كلمة الأصاغر والأراذل ونحوها، فإن المقصود بذالك بعض أتباع الشيخ ربيع الغلاة في التكفير والتبديع، كما بينت ذلك في أشرطتي السابقة،بل ذكره أيضاً بعض أهل المدينة في بيانهم الأول، ولكن الذي في نفسه شئ، مايرضيه شئ، إلا شئ دون شئ،وصدق الله عزوجل القائل:(ومايضرونك من شئ )

ولو عاملت الشيخ بصنيعه هذا، لشهرَّت به ـ وبصوته ـ في كل مكان، وذكرت أخطاءه في باب العقيدة، وتهاويله، وتناقضاته، وقواعده التي خالف فيها السلف والخلف،وكل هذا من كتبه وأشرطته،لاعن بحثٍ في نيته ، أو تفتيش عن قصده، أو نبشٍ عن ضميره وسريرته ـ كما هي عادته مع من خالفه ،وإن كان محقاً ـ ولم تكن لي عنايةٌ بكتب الشيخ وأشرطته من قبل، لاشتغالي بما هو أكثرُ حقاً ونفعاً منها، إلا أنني أردت أن يعرف الشيخ أن بيته من زجاج، فلا يرمي الناس بالحجارة، وليسلك مسلك أهل العلم سلفاً وخلفاً، في النصح بعلمٍ وحلم، وعفةِ لسان، وصفاءِ جنان، وإلافإن في الناس بقايا، والله المستعان.
8-لازال بعض الجلادين بسياط أشد من أذناب البقر من الكتاب في شبكة ” سحاب ” وغيرها ينشرون عباراتٍ ، قد سبق أن تراجعت عنها منذ أشهر، مما يؤكدأن هؤلاء قد استفادوا من تربية الشيخ ربيع، في التحامل والتعيير والتشهير، وصدق الله عزوجل القائل:(إنهم يكيدون كيدا وأكيدُ كيدا) ، فأين غيرة هؤلاء عندما ذُكِرَتْ أخطاء للشيخ ربيع في الصحابة بل والأنبياء، على شبكة “الإنترنت” قبل أشهر؟!.وسننظر إن شاء الله غيرتهم المزعومةُ عندما تنشربقية الأخطاء ـ إن قدرالله ذلك ـ
9 – الشتائم التي وجهها الشيخ ربيع لشبكة الإستقامةِ، ماتزيد القائمين عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ إلاصلابةً في الحق، فإن المنصفين المطالعين في كل من شبكة”الإستقامة ” و ” سحاب ” و ” أنا السلفي” يرون البون الشاسع بين الأولى والأخيرتين، وإن كنت لازلت أطالب إخواننا في”الإستقامةِ ” بجهدٍ أكبر، في جعل شبكتهم أقرب إلى الحق مااستطاعوا إلى ذلك سبيلا، فالحق ضالة المؤمن،لكن الحامل لهذا السيل من الشتائم لهذه الشبكةِ أنها أفسحت المجال لأهل الحق المظلومين أن يدافعوا عن دعوتهم السلفية الصافيةِ من القواعد الخلفيةِ ، وأن يدافعوا عن أنفسهم، فاحْمرّت لذلك أنوفٌ ، ولعل الشيخ كان يحب أن ينشر في العالم تجاوزاته واعتداءاته على الأبرياء، أو ينشرتهاويله وتحميله الكلام مالا يحتمل، ويحرم على غيره أن يدافعوا عن أنفسهم ولو بعلمٍ وأدب، ولاشك أن هذا من الحيف والميل ،الذي لا يقره دين ولاعرف ولاعقل ، فهلا اطلع الشيخ على مايكتبه الجلادون في”سحاب” بدون رادع ديني أوقليل من الأدب، وهلا اطلع على عدة تدخلات من المشرفين علىالإستقامة، في إلغاء عدة مقالات تنال من الشيخ ربيع ـ وإن كان لها وجهٌ من الحق ـ ؟أليس في هذا ما يدل على الفارق بين”الإستقامةِ”والسراب؟ إن شبكة”سحاب”وأختها الصغرى ” أنا السلفي”قد أصبحتا عاراً على الدعوة السلفيةِ، وجلبتا إليها الشماتة من الخصوم ـ وإن كان هناك بعض الأفاضل قد يكتبون فيهما،فنسأل الله لنا ولهم العون ـ والله المسؤل أن يوفق الحميع لما يحب ويرضى.
10 – نصيحتي لأخواني طلاب العلم أن يتقوا الله في هذه الدعوة، التي أعزنا الله بها، وأن يحافظوا على أصولها وقواعدها وضوابطها المأخوذة من الكتاب والسنةِ، وفهم سلف الأمةِ،وأن يجعلوا ذلك في نفوسهم أكبر من كل أحد من الخلق، وأن يعلموا أنهم إن لم ينصروا الحق وأهله ، فسيتعرضوا لرحى هذه الأفكار الدخيلةِ يوماً من الدهر،ومن كال بمكيال كيل له به، وليس أحدٌ منا معصوماً، فكلنا ذاك الرجل الذي يخطئ ويصيب، لكن إصلاح الخطأ له مسالك شرعية معروفة ، ومن أتى البيت من غير بابه ، فقد سعى في خرابه، فلا يهولنك يا عبد الله إرجاف المرجفين، فماهي إلا فترةٌ يسيرة بين الإبتلاء والتمكين،وعندالصباح يحمد القوم السرى،فاحذر أن تضخم الخطأ اليسير، أوتتدخل في نية مسلم بخلاف ظاهره، أوتهدر كل ماعنده من الخير لاجتهاد ٍتخطئه فيه، وقد يكون الحقٌ معه،ولوسلمنا بكونه إجتهاداً خاطئا،فهل يلزم من ذلك انحراف صاحبه عن السنة،أوخلل في معتقده؟!!فإياك إياك أن تقول الكلمة تنوي بها شيئاً،وأنت تعلم ماذا سيبني عليها مراسلو الشبكتين من أحكام،فتكون ممن أعانهم على الإثم والعدوان،لأنهم فهموامنها خلاف قصدك، ونشروه في البلدان،وتزعم أنك لم تقل لهم هذا،فإن هذا لايغني من الحق شيئأ،إلا أن تبين موقفك بجلاء،حتى لا ينتحلك المبطلون ، وإلا فكلناذاك الرجل الذي يخطئ ويصيب ، ويعلم ويجهل ، وما أمسى عند جارك، أصبح في دارك، فاحذرأن تفعل هذا كله أوبعضه إرضاءً لفلان ، أوتفادياً لسخطه،أوتزلفاًله،أوفراراً من ضغوطٍ وهميةٍ ،من أناس لايفهمون الأحكام الشرعية،فينادون: الهجر الهجر!! وأين هم من أحكام وضوابط وفقه هذا الباب العظيم ؟!!،فلا تضعف أمام هذا الإعصار الذي ما يضرإلا أهله(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) .

فاحذر أيها الضنين بدينك ، الموقن بوحشة القبر،ومعضلةِ المرور على الصراط ،أن تتنازل عن شئ من الحق ،لشئ من الأسباب السابقة، ِفإن الله عزوجل يقول:(ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذجاء ني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) .

11 – النهايةِ أكرر شكري لكل من وفقه الله عزوجل لنصحي ،أوتقويم إعوجاجي، بالطرق الشرعية ، سواءً فيما سبق من خطأ أو فيما لم أعلمه بعد، وأسأل الله عزوجل أن يشرح لذلك صدري،وأن ييسرلذلك أمري، وأن يجعل لي من لدنه سلطاناً نصيرا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وسلم تسليماً كثيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني.
3 رجب/ 1423هـ .