الحمد لله وكفى,وسلام على عباده الذين اصطفى،أما بعد:
فإني أحمد الله – عزوجل – الذي نصر الحق وأهله،وخذل الباطل ومن نصره (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
ولقد ظن الشيخ ربيع المدخلي ومن وراءه من الغلاة في تبديع الكثير من أهل السنة،وتفريق صفهم،وتشتيت شملهم،أنهم المرجعية الموثوق بها في الدعوة السلفية،وأن من خالفهم؛فهو على باب ضلالة وهَلَكَة،ومن وافقهم – على عُجَرِهِم وبُجَرِهِم – فهو القائم بأمر الله زمن الفتنة والغربة!!
ولكن هيهات هيهات لما يزعمون،وبُعْداً وسُحْقاً لما يظنون ويدَّعون!!
ولقد أظهر الله الحق لطالبه،وقرَّت عيون المتبعين للأثر،لا كمن أَلقى لهواه الحبل على غاربه،وفتح على أهل السنة باب الخلاف والجدل ،ولذلك فقد ارتبط طلاب العلم بالأدلة والبراهين،لا بآراء الرجال المسرفين،الذين يبغون في الأرض بغير الحق،ويظلمون الناس بغير هدى ولا كتاب منير!!
ولقد اطلعت على رسالة الوالد الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله – والتي هي بعنوان : “رفقاً أهل السنة بأهل السنة” كما اطلعت على تحذير الشيخ أحمد النجمي والشيخ عبيد الجابري منها،وكذا كلام الشيخ ربيع حولها،وعلقت على ذلك كله في ثلاثة أشرطة ،بعنوان: “النصوص حجتنا، والعلماء قدوتنا” .
وأحببت أن ألخِّص ما فيها،راجياً من وراء ذلك :أن يقيم الله بهذا الملخص حقاً،ويزهق باطلاً ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )(قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).
ولكن قبل ذلك أذكر شكراً وترحيباً:
فإني أشكر الله عزوجل أولاً ، ثم أشكر إخواننا القائمين على شبكة “الإستقامة السلفية“،والذين أتاحوا الفرصة لطلاب العلم من كل مكان أن يبرزوا ما عندهم من الخير،وأن يدافعوا عن دعوتهم بالحجة والبراهين،بل قد سمحوا للمخالفين ـ وان كانوا لوثوا بعض صفحات هذه الشبكة بنتنهم وزخمهم ـ راجين بذلك أن يتعلم المخالفون الإنصاف والاعتدال،ولكن هذا الصنف- إلا من رحم ربك – لا يزيدهم هذا إلا سفهاً وطيشاً !!
يُجْزُون من عدل أهل العدل مظلمة ومن إساءة أهل السوء أطنانا
ولقد أدت هذه الشبكة دورها ،وقامت بواجبها، ولولا الله ثم هذه الشبكة؛ لسار غلو المخالفين بين طلاب العلم المتأثرين بهم كالنار في الهشيم ،ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا،( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره)(أليس الله بكافٍ عبده ).
ولما رأى القائمون على هذه الشبكة أن الحق قد ظهر،وأن الباطل قد اندحر ؛ رأوا إغلاق صفحة أو منتدى الحوار العام،وإبقاء الأصل الذي تسير عليه الدعوة،ألا وهو بث العلم في الناس , فجزاهم الله خيراً أولاً وآخراً،ووفقهم الله لفعل الخيرات،وترك المنكرات.
لكن لما رأى بعض إخواننا أن شبهات المخالفين لا تنتهي، وأنهم تطاولوا بذلك، ولم يجدوا من يرد عليهم , لأن المنتدى أُغْلِقَ ـ بناءً على الاجتهاد السابق من بعض الأخوة ـ رأى بعض إخواننا فتح المجال لأهل الحق في الرد على المخالفين بالضوابط الشرعية ،ففتحوا شبكة:”ملتقى السلفيين” لمواصلة السيرالقائم على العلم و الحلم في نصرة الحق, فأشكرهم على شعورهم بمثل هذه الحاجة،وأرجو أن يكون جهدهم متمماً لجهد ” الإستقامة”راجياً أن يحافظوا على صفحات هذا المنتدى من المهاترات واللغو واللغط،وأن يحصروه على الردود العلمية النافعةمن جميع الأطراف،وأن يجعلوا شبكتهم منارة للعلم وللتأصيل السلفي الذي حُرمه كثير من الناس ،وجزى الله الجميع خيراً ،ووفقهم لكل خير ورشاد .
وأعود إلى تلخيص ما ذكرت في الأشرطة:
- فأقول – وبالله تعالى أتأيد -: منهجنا هو الاحتجاج بالأدلة،والعمل بمقتضاها،ولا نستكثر بآراء الرجال،ومع ذلك فنعرف للعلماء قدرهم وحقهم بالشرع لا بالهوى، والفترة الماضية فيما يزيد عن حولين كاملين دليل عملي لذلك،فلقد انتصر طلاب العلم للحق،وردوا على من وجَّه الدعوة إلى غير اتجاهها،ولم يكن هناك من يؤيدهم- في تلك الفترة بعينها – من كبار العلماء آنذاك،لأن الأمر ربما ما بلغهم ،أو بلغهم بصورة مشوَّهة،فأرادوا أن يتثبتوا من الحقيقة ،أو رأوا أن سكوتهم أصلح وأنفع لكن طلبة العلم رأوا أن الدفاع عن دعوتهم هو الحق ،فمضوا في ذلك ،واعتذروا عن سكوت علمائهم،فأظهر الله الحق بهذه الجهود الضعيفة , وبارك الله فيها,وقد يجعل الله القليل كثيراً،وكسر الله شوكة الغلو ،ونجا من مخالبه من أراد الله بهم خيراً،وهم خيرة طلاب العلم في أنحاء المعمورة،فلله الحمد والمنة.
- كان المخالفون إذا عجزوا عن مقارعة الحجة بالحجة، وطُلب منهم أن يردوا على ردود إخواننا عليهم؛يوهمون الناس أنهم أتباع العلماء،وأنهم مقلدة لأهل العلم،وأن انضواءهم لصف العلماء – وإن لم يظهر دليلهم – خير من غيره،والحق أن ذلك لإفلاسهم في باب الحجاج والبراهين،فأرادوا أن يستروا انحرافهم وعجزهم بهذه الدعوى المزيفة،التي يقال فيها: عُذْر أقبح من ذنب!!
قُبْحٌ لمن نبذ الدليل وراءه وإذا استدل يقول قال المدخلي
وإلا فهم يعلمون أن كبار العلماء على خلاف ما هم عليه،كيف لا، وقد حَشَدت أقوالهم المقروءة والمسموعة في كتبي وأشرطتي في الرد عليهم؟فكانوا يوهمون الناس أن هؤلاء العلماء سيغيرون موقفهم ،وسيتكلمون في أبي الحسن عما قريب !! وأجلبوا بخيلهم ورجلهم وشبهاتهم على المساكين من المحبين للدعوة بدون البصيرة التي أنارالله بها قلوب طلاب العلم،ويقولون لهم:اصبروا سيتكلم العلماء قريباً في أبي الحسن!!يعنون بذلك كبار العلماء،وإلا فعلماؤهم الغلاة قد ملأوا الدنيا ضجيجاً وعويلاً!!
3- فربطوا الناس بالرجال، وأوهموهم أن العلماء لولا أنهم قالوا بهذا ؛لما قالوا به،حتى نادوا بتقليد الرجال،وحرفوا كلام السلف في معنى التقليد،لينفق مذهبهم المحدَث العاطل،عند من لا يفرق بين الحق والباطل!!
فجاءت الأمور بخلاف هذا،وتكلم العلماء – الآن – بما يُبطل تُرهاتهم،وسَمَّوْا الطريقة التي يسلكها هؤلاء المخالفون فوضى،ومسلكاً فوضوياً،وفتنة- وإن لم يعينوا من هذا حاله باسمه – فكان ماذا؟هبَّ الغلاة محذرين منهم ومن كتبهم!!فهذه سنة أهل الكتاب،وتشبه بهم،حيث كانوا يستفتحون على الذين كفروا من الوثنيين،بقرب زمان نبي،سيناصرونه،ويقتلون خصومهم معه :(فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به )فنعوذ بالله من مثل السوء،ونعوذ به من سلف السوء!!والمراد من ذلك بيان وجه الشبه في هذا الموضع فقط!!
فالشيخ العباد – حفظه الله تعالى – قد تكلم على المسائل المتنازع فيها- دون النظر إلى نصرة فلان أو فلان – وكان كلامه مؤيِّداً لما أقول،ونُشِر ذلك في “الإنترنت” وكَتَبَ الشيخُ لي رسالة نُصْحٍ حول ما يدعيه القوم علىَّ،فأرسلت لفضيلته جواباً عن رسالته، وذكرت له في الجواب أنه قد سبق قبولي الحق الذي مع المخالفين،ووضحت لفضيلته ما في كلامهم الآخر من تهاويل وافتراء ، وجلس الشيخ مع الشباب اليمني،وسُجِّل ذلك في شريط،ونُشِر هذا الشريط، وأكّد الشيخ موقفه من القضايا المختلف فيها بما يؤيد كلامي مرة أخرى،وأمر بقراءة جوابي إليه أو بعضه على الحاضرين،وبهذا يكون الشيخ العباد قد اتضح موقفه بجلاء قبل رسالته:” رفقاً أهل السنة بأهل السنة”،ولكن المخالفين يحاولون إيهام أتباعهم خلاف هذا،ويتعلقون بخيوط واهية بالية،والغريق يتشبث بطحلب!!ومعلوم أن الشيخ ربيعاً حذَّر من نشر شريط الشيخ العباد المشار إليه آنفاً- أيضاً – فمتى كانوا مع العلماء في هذه الأمور!!!
وإذا قيل لهم : كيف تدَّعون أنكم مع العلماء ، وأن أبا الحسن مخالف للعلماء ، وفلان وفلان وغيرهما من كبار العلماء يؤيدونه ؟!! قالوا : إنهم سيغيرون رأيهم قريباً !! فإذا لم يغيروا رأيهم ، وسئل الغلاة : لقد وعدتم بأن العلماء سيغيرون رأيهم ، ولم يقع من ذلك شئ ؟!! قالوا : لبَّس عليهم أبو الحسن !! وهكذا يتخبط الغلاة ومن استكثروا بالرجال دون الأدلة !!
4- ونُشر كلام الشيخ الفوزان – حفظه الله – وفيه التصريح بأن أبا الحسن من أهل السنة،وهذا مخالف لما يريده المخالفون،ومخالف أيضاً لما كانوا يُمنوّن به مقلديهم؛قائلين لهم :إن المشايخ سيتكلمون في أبي الحسن،وانتظروا المفاجأة الكبرى!! وترقبوا قريباً !! هكذا كتب من نسب لهذه المدرسة الغالية،وبأساليب السَّوَقة،وكأننا في دور إعلان عن السلع والمنتجات الحديثة!!
ولك يا طالب العلم أن تتصور كم هي الاتصالات والرسائل من الشيخ ربيع ومن وراءه بالعلماء الكبار- على مدار السنتين – ليظفروا منهم بكلمة واحدة تطعن في أبي الحسن ،فيطيروا بها كل مطار(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
5- وكذلك نُشرت أجوبة جماعة من العلماء في المسائل الخلافية كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني والجبرين والعباد والعبيكان والراجحي في آخرين من الأحياء والأموات،وكل ذلك يؤيد قولي ،ولله الحمد.
فكنت – بفضل الله عزوجل – جامعاً بين خيرين:اتباع الدليل،والإستئناس به،مع لزوم منهج العلماء – الأحياء منهم والأموات- وأما القوم فما معهم إلا كما تقول العامة بمأرب :” الهنجمة نصف القتال”!!
6- ومع هذا كله: فقد كنت أقرر أن حجتنا في الأدلة، وأن قول العلماء المعاصرين الموافق لما نقول مما يفرحنا،ويجعلنا نطمئن أكثر وأكثر،وإلا فنحن لا نستجيز أن نقول قولاً لم يسبقنا إليه إمام من السلف – ولله الحمد –ومع فرحتنا بذلك؛فإننا لا نقلدهم ،ولو رأينا الدليل على خلاف قول فلان أو فلان؛لما تركنا الدليل لقول أحدٍ كائناً من كان،مع حبنا للعالم،ودعائنا له،أما الشيخ ربيع ومن وراءه؛ فما كانوا يستكثرون إلا بالرجال، وليس معهم حجة على قولهم في موضع النـزاع ،وإنما معهم بعض الآثار يضعونها في غير موضعها،ويدحرجونها من كتابٍ إلى آخر،ورسائلهم دليل على الإفلاس !!! حتى صُرِف الكثير من أتباعهم عن الاتباع إلى التقليد،فأين الإستكثار بالأدلة إلى الإستكثار بآراء الرجال ؟(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب).
أليست ردود طلاب العلم تحمل الحجج من الكتاب والسنة والنقولات عن أهل العلم ، حتى عن المخالفين أنفسهم، قبل أن يتضح للناس سلوكهم هذا المنهج الغالي البالي ؟!! فأين أدلتكم أيها المفلسون ؟ وأين براهينكم يا أصحاب الأماني ؟!!
ثم من أنا بجوار المخالفين هؤلاء – قبل الفتنة – في عددهم وعدتهم وسمعتهم وشهرتهم ، حتى يؤيدني طلاب العلم ، ويتركوا مقالة الشيخ ربيع ومن وراءه؟ أليست هي البراهين والحجج التي تربى عليها طلاب العلم؟ أم هي الافتراءات والأباطيل التي ينشرها الشيخ ربيع ومقلدوه ، قائلين : أبو الحسن اشترى هؤلاء بالأموال،وهؤلاء لصوص أصحاب دنيا!!! (كبرت كلمة تخرج من أفواههم )،(ستُكتب شهادتهم ويُسألون).
إن هذا العراء عن الأدلة، والظلم والافتراء على أنصار الشريعة والملة ؛كان ذلك – وغيره – سبباً في نصرة المظلوم بالقواعد الشرعية،لا بالعصبية الجاهلية،وعند ذاك أدرك حامل اللواء أنه سُقط في يده،فانطلق يصرخ في كل وادٍ(ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) أما أبو الحسن فحذروه،فـ (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) وقاسم أتباعه :إني لكم لمن الناصحين،لكن ومن يغالِب الله يُغْلَبِ .
7- ولما صدرت رسالة الشيخ العباد – حفظه الله – لم يصلني منها حتى الآن إلا نحو خمس عشرة نسخة،فلما قرأت الرسالة؛ أحسست بالموقف العلمي الصحيح من الشيخ العباد ، الذي بيَّن فيه الحق،وأكد فيها موقفه السابق،وأراد أن ينصح الجميع بأن يلزموا الرفق،وحسن الظن،وحفظ اللسان إلا من الخير،ونحو ذلك، فأي عيب في هذا حتى يثور هؤلاء الغلاة ،ويحكموا على من وزَّعها بأنه مبتدع،أو صاحب فتنة،أو مغفل لايدرك،ويمزقها بعضهم،ويطعن آخرون في الشيخ العباد بسببها ؟!
أليست هذه المدرسة قد جرأت الصغار على الكبار ؟وتتظاهر بأنها تدافع عن منهج العلماء الكبار؟والحق أنها تتخذ العلماء وسيلة إلى نشر ما هم عليه من مُحْدَثات الأفكار؟!!
8- إنني أرى أن رسالة الشيخ العباد نصيحة لي أولاً ولكل طالب علم،ولا أعتقد أن الشيخ العباد يقصد بها الشيخ ربيعاً أو غيره،فهذا أمر غيبي، لا يجوز لي الخوض فيه – بخلاف أرباب مدرسة الغلاة – إنما أقول : إن رسالة الشيخ العباد ذكرتْ استنكار منهج أهل السنة والجماعة لهذا المسلك الفوضوي القائم على فتنة التجريح والهجر،وهاأنذا أقول بملء فمي :هذا الذي حذر منه الشيخ العباد ؛هو ما فعله الشيخ ربيع ومن معه،وفيها استنكار امتحان الناس بقول فلان أو فلان،ومن لم يهجر فلاناً ؛ فهو مبتدع ،يُلْحَق به ويُهْجَر،ولم نفعل نحن هذا- ولله الحمد – ولا بَدَّعْناهم إلى الآن،ولا حكمنا بهجرهم إلى الآن ،إنما فعل هذا المخالفون،فعلى من ينطبق هذا المسلك الفوضوي؟(نبئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين).
واستنكر الشيخ العباد على من يمنع محاضرة الشخص في إحدى الجمعيات، التي كان يحاضر فيها – عبر الهاتف – جبلان من جبال السنة،وهما الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين – رحمهما الله تعالى – فهل صدر منا شيء بالإنكار على من فعل ذلك ؟ أم أن المخالفين هم الذين يفعلون هذا ،وقد شاع وذاع ذلك عنهم؟!! وأما نحن فلا نرى مانعاً من المحاضرة عند المخالفين ، إذا كان ذلك يجلب المصلحة للإسلام والمسلمين ، ولهذا الأمر تفاصيل ، ليس هذا موضعها .
واستنكر الشيخ – حفظه الله – على من يَعُدُّ من لم يتكلم في فلان أو الجماعة الفلانية مميعاً،فهل صدر منا نحن شيء من ذلك؟أم أن هذا حال المخالفين،الذين يوجبون على كل أحد أن يحدد موقفه من فلان،ومن الجمعية الفلانية،مع أن الجرح والتعديل ليس لكل أحد ،إنما يكون للمتأهلين – لا المتهورين – والناس تبع لعلمائهم بالبرهان والحجة،إن هذا الحال الذي استنكره الشيخ العباد – حفظه الله – قد اشتهر به المخالفون،وقد امتلأ به عنهم السهل والجبل؟!! ولاأدل على أنهم يعلمون أنهم المقصودون بذلك ، من ثورتهم ضد الكتاب ، فالتصق عار هذه الفوضى بهم ، إلا أن يتوبوا إلى الله ، وإلا فالعامة في مأرب يقولون في مثل هذه الحال : ” جَمْرة في ظهر قنفد ” أي أن الجمرة تأكل في ظهره ، ولا يستطيع أن ينحيها عنه ، فإن تدحرج ليسقطها ؛ ازدادت التصاقاً بظهره ولحمه ، والله المستعان .
إن هذه المسائل – وغيرها – التي استنكرها الشيخ العباد – حفظه الله – ونفى بشدة نسبتها إلى منهج السنة،وسماها فوضى،ومسلكاً فوضوياً،ورأياً يخالف أقوال أهل العلم ، وأن الواجب على صاحبه أن يتهم رأيه إذْ خالف رأي الكبار،إن هذه المسائل وغيرها مما تضمنته الرسالة؛ لاأدعي أن الشيخ العباد يقصد بها الشيخ ربيعاً،فهذا أمر غيبي،ولكني أقول – ولا أنقل عن الشيخ العباد ذلك- : إن الشيخ ربيعاً ومن معه هم المتورطون في هذه المخالفات،فليعلموا أنهم – في ذلك – على خلاف منهج أهل العلم، وعليهم أن يتوبوا إلى الله عزوجل؛ فيريحوا ويستريحوا،وإلا فمن وضع نفسه أمام سهام أهل السنة؛ فقد عرض نفسه للهوان- كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – وسواءً قصدهم الشيخ العباد بذلك أو لم يقصدهم؛ فالواجب عليهم التوبة إلى الله تعالى،لأن هذا حالهم،ولا يشترط أن يقصدهم الشيخ العباد، بل لو برّأهم من هذا كله وزكاهم،وأحسن بهم الظن،وهم يعلمون أن هذا الحال الذي وصفه بالفوضى موجود عندهم،بل يمتحنون به الناس ؛لزمهم أن يتوبوا إلى الله تعالى،فإن الذي يحاسب الناس هو الله عزوجل(مالك يوم الدين)، لا الشيخ العباد ولا غيره (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).
9- إن طالب العلم ليأسف عندما يرى الشيخ الجابري الذي يصرح بأنه ما قرأ الرسالة ،ثم يُحذِّر منها،ويرى أنه لا يوزعها إلا مُبتلى بفتنة أو مُبتلى بغفلة !!
فهل هذه ثمرة علم الشيخ عبيد الجابري: أن يحذر من نشر كتابٍ لشيخه العباد ،مع أنه ما قرأه ؟وهل هذه قواعد علمية سلفية ينطلق منها الشيخ الجابري؟!
والله لوكان الذي كتب هذا الكتاب رجلاً من رؤوس أهل البدع؛لكان على الجابري قبل أن يحذر من كتاب بعينه أن يقرأه،فمعلوم أن القرطبي يؤول كثيراً من الصفات، وكتابه التفسير عمدة في الجملة،ومعلوم أن المبتدع قد يؤلف كتاباً ينصر به الحق في بابٍ ما ،فلا يُحذَّر من هذا الكتاب بعينه،وإن كان مؤلفه يُحذَّر منه في الجملة،وهذا شيخك ربيع في كتاب: ” أضواء إسلامية”ص (192)قال:”وألَّّف البيهقي أيضاً كتاب”دلائل النبوة”في سبع مجلدات،وألَّف في ذلك القاضي عبد الجبار – أحد رؤوس المعتزلة – كتاباً سماه :” تثبيت دلائل النبوة” أتى فيه بالعجب العجاب ، في تقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،حتى إن كثيراً منه لا يُدْرَك أنه من دلائل النبوة ؛إلا بعد تقريره وبيانه”أهـ.
فهذا شيخك يمدح كتاب أحد رؤوس المعتزلة – وحُقَّ له أن يشهد بالحق ممن جاء به ،وإن كان قد غيَّر الآن وبدَّل!!– أما أنت أيها الشيخ الجابري فتهرول هذه الهرولة المذمومة!!،وتحذر من كتاب شيخك العباد،وهو علَم من أعلام السنة في هذا العصر،مع أنك لم تقرأه؟! فيا مصيبة طلاب العلم فيمن يثقون بهم من هذا الصنف،ويا أسفاه على قواعد الميزان العلمي التي يَضْرِب بها الشيخ الجابري عرض الحائط قائلاً : ” ولكن أعلم – بل علمت – بالتجربة أن أهل الأهواء ينتهزون فرصة سانحة لبعض ما يصدر للمشايخ أهل السنة،فيؤولونه لصالحهم،وإن لم يكن في صالحهم”أهـ.
فأصبحت التجربة الجابرية،والمنامات الصوفية،والمصالح الحزبية!!! حجر عثرة أمام العمل بالقواعد الشرعية،ألا فلتبْك على العلم البواكي ، والله المستعان.
ثم ما أدراك بأن طلاب العلم يوزعون الكتاب،ويؤولونه لصالحهم،وليس في صالحهم،وأنت تصرح بأنك لم تقرأ الكتاب؟!! وهذا معناه أنك لا تدري ما في الكتاب،ولا كونه لصالح أي الطائفتين؟!! هل الانتصار لشيخك ربيع يحملك على هذه المجازفات،وإن أوديت بسمعتك ومكانتك في الساحة العلمية،أمام هذا الجيل وما بعده من أجيال؟!!
فإن قيل:إن الشيخ الجابري ذكر تجربته العامة،وليس لها صلة بكتاب الشيخ العباد!!قلت:هذا ضرب من التلبيس،وإلا فالجابري ذكر تجربته هذه،ونزَّلها على طلاب العلم الموزعين لرسالة الشيخ العباد،وبنى على ذلك تحذيره من الكتاب بعد ذلك،فلا يدافع عن هذه المجازفات؛ إلا جاهل لا يدري الحقيقة،أو مبالغ في حسن الظن بالغلاة،أو مقلد متعصب لشيخه بالحق والباطل،وليس هذا شعار ولا دثار المخبتين المنيبين!!.
10 – الشيخ العباد ذم في رسالته منهجاً محدثاً،ووصفه بمواصفات واضحة دقيقة ،والشيخ الجابري نقل الرسالة إلى جهة أخرى، وهي: أن الشيخ العباد يحسن الظن بأبي الحسن،وليس الأمر كذلك.
ولكن العذر – الذي هو أقبح من ذنب – للشيخ الجابري أنه ما قرأ الرسالة – حسب دعواه –ونحن ننتظر منه أن يقرأها،ويوضح موقفه من المسلك الفوضوي المخالف لمنهج أهل السنة،لا أن يشغل نفسه بموقف الشيخ العباد من أبي الحسن ،فإن هذا أمر ليس القصد متجهاً إليه ،إنما الذي يهمنا :ما هو موقفك من فتنة التجريح والهجر؟ وما هو موقفك من امتحان الناس بالشيخ ربيع،وضرورة تقليده، وقبول قوله بدون تمحيص في الرجال والطوائف؟وما هو موقفك من الطعن فيمن لم يتكلم في فلان أو الجماعة الفلانية؟وما هو موقفك فيمن يحاضر عند إحدى الجمعيات المخالفة لكم ؟وما هو موقفك من مقالة:حدِّد موقفك من فلان،و إلا فأنت مبتدع مهجور؟مع العلم بأنك أحد المتولين لِكِبَر هذه الفواقر!!ألا تشعرون – أيها الغلاة – أنكم بذرتم بذور شر وفرقة وفتنة بين طلاب العلم ،والآن قد هبت عليكم ريحها ،ولاح في الأفق فوقكم غبارها ؟!!
11- الشيخ الجابري يقول:” من عرف حجة على من لم يعرف،ومن جرح أبا الحسن،جرحه بأدلة وبينات واضحة مثل الشمس في رائعة النهار،وصريحة في نقد أقواله وأعماله” اهـ . والجواب على ذلك بما يلى:
أ- أن القاعدة صحيحة،لكن من قال لك: إنك أعلم بي من الشيخ العباد؟فالشيخ العباد تكلم في آحاد المسائل المتنازع فيها- ناصراً الحق بدليله – فوافق ما عندي،- ولله الحمد – فلستَ بأعلم بي ولا بالمسائل العلمية من الشيخ العباد!!ومن عرف حجة على من لم يعرف!!فالعباد حجة عليك ،بدون عكس!!
ب- متى جرحتني أيها الرجل بأدلة واضحة صريحة كالشمس في رائعة النهار؟أليس بيانكم الأول في المدينة وما فيه من ثناء علىّ،يُكذِّب كلامك هذا؟ألست أنت قد صرحت بأنك تقبل كلام الشيخ ربيع في الرجال والطوائف بدون تمحيص،وهذا مسجل بصوتك ومنشور،والإقرار سيد الشهود؟فمتى كنت في هذه الفتنة متكلماً بأدلة صريحة،وأنت تقبل كلام شيخك بدون تمحيص؟هل شيخك معصوم ما ينطق عن الهوى؟هل استطعت أنت ومَنْ وراءك تردون – أو تعلنون البراءة من – بلايا شيخكم وطوامه في العقيدة،ومن ذلك كلامه القبيح في الرب عزوجل– وإن كان بحسن نية – وسوء عباراته في الرسل والصحابة،ومجازفاته في النهي عن الدراسة في كتب العقيدة التي تُحذِّر من الفِرَق القديمة،وغير ذلك؟هل استطعت أن ترد أنت ومن وراءك على “قطع اللجاج“و“الجواب الأكمل على من أنكر حمل المجمل على المفصل “و”القول المفحم لمن أنكر مقالة نصحح ولا نهدم“وغير ذلك؟
إنك قد كفيتنا مؤنة الكلام معك؛ حيث قد صرحت بأنك مقلد لشيخك،وأنك تقبل كلامه بدون تمحيص!!وحذرت من كتاب الشيخ العباد ،مع أنك لم تقرأه!! مضحكات،وشر البلية ما يضحك!!
12- لقد ذكر الشيخ الجابري في كلمته أن العالم قد يحسن الظن بمبتدع،ويكون العلماء على خلاف ذلك،فلا يُؤْخَذ بقوله في هذا ، لكن هذا لا يضر العالم،ومثَّل على ذلك بالشافعي مع ابن أبي يحيى،وقد خالف الشافعي من قبله ومن بعده من العلماء- حسب تعبير الشيخ الجابري- ومَثَّلَ أيضاً بموقف اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني – رحمهم الله – من الشيخين سفرٍ وسلمان،وأن العلماء لم يحذروا منهما إلا بعد أربع سنوات إلى سبع سنوات ،والجواب عن ذلك من وجوه:
أ – هاهو الشيخ الجابري يقرر ما كانوا يخالفونني فيه،وقد ذكرت لهم بالمدينة عندما كلموني في الشيخ المغراوي وغيره – حفظهم الله تعالى – أن قولكم فيهم غير صحيح ، ولا يلزمني قولكم بما أعلمه عنهم بخلاف ما تتكلمون به فيهم،والخلاف في الأشخاص ليس خلافاً في الدعوة،فكان منهم من ينكر علىّ ذلك،ويرى وجوب متابعتي لهم في ذلك!!وهاهو الشيخ الجابري يقرر أن المخالفة لا تضر في ذلك ،وهل هذا إلا كلامي بعينه ؟فلماذا كان هذا مقبولاً منكم، مردوداً على غيركم؟!!
وكان تعنتهم في هذا الأمر مما حملني على الكتابة – وكذا كتب غيري من طلاب دار الحديث بمأرب – في أن السلف يختلفون في الجرح والتعديل،ولا يضر هذا دعوتهم،فعدُّوا ذلك تميعاً مني ،ومنهجاً جديداً،كما يتكلم بذلك البرعي – أحد أذنابهم في اليمن – وعدوا ذلك مروقاً من منهج السنة،… إلى غير ذلك مما يجود به قاموسهم!!
والآن هاهو الجابري يقرر ما قررته ، وينقض ما بنوه؟فهل هو وهم يشعرون بذلك؟ أم أن الكلام مع الشيخ العباد يحتاج إلى مكيال،ومع المسيكين أبي الحسن يحتاج إلى مكيال آخر؟!! ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ).
أليس الشيخ ربيع كان يهدِّد الشيخ الحلبي قائلاً له – وقد ملأتْ صرختُه أركان مكتبته – :إنك إذا لم تسقط أنت وأبو الحسن المغراوي؛فسأسقطكما معاً؟فأين القول – عندكم – بأن العالم لا يُتبع على حسن ظنه بالمخالف،لكن هذا لا يضره؟
ج- ألستم تفتون الناس بأن من توقف في تبديع أبي الحسن- فضلاً عن القول بأنه من أهل السنة – فهو مبتدع يُهْجَر؟فأين هذا من استدلالكم بموقف الشافعي مع ابن أبي يحيى،الذي قال فيه أحمد:كل بلاء فيه،مع أن الشافعي – رحمه الله – خالف فيه أهلَ الشأن من السلف،فكيف بمن خالف هؤلاء المتهورين من الخلف ؟!!
د- الشيخ الجابري يوهم بهذا أن علماء اللجنة لم يتكلموا في بعض المسائل في منهج الشيخين سفر وسلمان، ثم رجعوا إلى قول أهل المدينة،وكذلك الشيخ العثيمين والألباني!!!!وكأن العلماء الكبار وإن خالفوا الجابري ومن معه؛فسيرجعون يوماً من الأيام إليهم، وإن طال الزمن!!والحق أن الأمر ليس كذلك،فمن المحتمل أن علماء اللجنة كانوا يناصحون مَنْ ذَكَرَ الجابري بطريقة أو بأخرى،ثم رأوا أن ذلك لم يُجْد، فأفتوا بإيقاف من خالف منهج العلماء الكبار،لما يترتب على ذلك من مفاسد – وإن صلحت نية المخالف – ومع هذه الفتوى،فهل قالوا:هم أخبث من اليهود والنصارى،وأكذب من على وجه الأرض!!وتكلموا بكلامكم يامن تسمون أنفسكم بأهل المدينة؟وهل أنتم الذين تمثلون العلماء في المدينة؟!حتى تقولوا:قال أهل المدينة،فعل أهل المدينة؟!!
هـ _ الشيخ العباد قد أشار إلى أن هذه المرجعية التي تدعونها في الجرح والتعديل لا يُرْجع إليها،إنما يُرْجع في ذلك وغيره للعلماء الكبار ،وهم العلماء الذين تؤخذ عنهم الفتوى في الدين،فليرجع إليهم في الجرح والتعديل والهجر والتحذير،ومن كان عنده – وأنتم بخيلكم ورجِلكم ضمن هؤلاء – أي علم عن الشخص المراد استصدار فتوى فيه؛فليرجع به إلى العلماء الكبار،وهذا سحب للبساط الذي أوهمتم الناس أنكم ملوكه وحماته، أعني مسائل الجرح والتعديل،وما تسمونه بـ ” المنهج ” فهل عقلتم حقيقة هذه الفقرة؟وهل علمتم أنكم لستم المرجع في هذا الباب،وأن عليكم أن توصلوا المعلومات للعلماء،وهم الذين ينظرون في ذلك ،ويصدرون الفتوى؟وما ذاك إلا لعدم أهليتكم في هذا الباب!! أما كلامكم في المخالفين للسنة في بعض المسائل،فلستم أنتم الوحيدين في التحذير من المناهج المنحرفة،فكلنا قد أدلى بدلوه في ذلك،والأجر في ذلك على الله وحده، لكن لا يلزم أن نقول قولكم:فلان أخبث من هو على وجه الأرض،أو نقول بقول محمد بن هادي المدخلي:لو رأيتم سلمان عند الشيخ ابن باز في الحج؛لرأيتموه أذل من إبليس يوم عرفة!! ونحن وإن أنكرنا بعض الأمور ؛ فلا نبخس الناس أشياءهم ، ولا نجازف في الحكم على المخالف ، بل نعطي كل شئ قدره الشرعي ، ولكنكم إنكم قوم مسرفون ،والله لا يحب المسرفين،فاحذروا الإسراف في الأمر،وتدبروا قوله تعالى،(ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه).
و- هذا الذي قرره الشيخ العباد من ضرورة الرجوع للعلماء الكبار – أي بالحق والدليل – في هذه المسائل،هو قولي – ولله الحمد – وهو الذي يحسم باب النـزاع في ذلك ،ويُغلق الباب أمام المتهورين والأحداث،فإنهم قد أفسدوا كثيراً ،لقله الورع والأهلية،وقد قَبِلْتُ التحاكم إلى هؤلاء العلماء، ورفضه الشيخ ربيع ،بحجة أن الشيخ بكر أبو زيد سروري!! والبقية لايدركون هذه الأمور،وأبو الحسن سيلبّس عليهم!! فأين أنت يا شيخ ربيع من دعواك الرجوع للعلماء ،ونصرة منهجهم،وتشبّعك بما لم تعط ؟ أم أنك ترى أنك المرجع الوحيد ،ثم وجدت الناس يتطلعون لفتوى العلماء – لعلمهم بحالك وقدرك – فتريد أن تظهر أنك الحامي لذمار العلماء،ليرجعوا إليك؟وقد فعلتَ،واغتر الكثير بك،فصددتهم عن العلماء،والآن ظهر لكثير من الناس الفرق الواسع والبون الشاسع في مسائل الخلاف المعروفة بينك وبين العلماء :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ.
ز- أن الشيخ ربيعاً كان يصرح في أول أمره أنه لا يبدع ولا يكفر إلا من بدعه أو كفره العلماء،وقد سئل عن الشيخين سفر وسلمان هل تبدعهما؟فقال:لا ،إنما أخذ كلامهما،وأُطْلع عليه العلماء،وهم الذين يتولون الفتوى ،وحذر من التبديع للأسخاص إلابعد الرجوع للعلماء الكبار،وقد نقلت هذا بتمامه عنه في كتابي وأشرطتي :” إعلان النكير على منهج الشيخ ربيع في التكفير” فما باله لم يصبر على ما قرره وقعَّده هناك ؟ واستقل بتبديع من لم يبدعهم العلماء؟بل بتبديع من صرح العلماء بأنهم من دعاة أهل السنة الذين نفع الله بهم في بلدانهم ؟!! هل يدرك الشيخ ربيع تناقضه،وأنه بذلك قد هدم ما بناه؟أم أنه كان يقول بذلك لشيء في نفسه،ولما زال ذلك المانع؛باح بما في نفسه،وطاش لسانه وقلمه في العلماء الكبار والصغار؟!!
لا تنه عن خُلُقٍ وتأتيَ مثله عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم
( تنبيه ): فإن قيل:إن الذي لا تضره مخالفته لعلماء الجرح والتعديل – مع عدم اتباعه على قوله – هو العالم،ولست أنت بعالم !! فالجواب:
أ- أنني أقر بأنني لست عالماً ،وياليتكم تعرفون قدركم،كما عرف غيركم قدره!! وحسبي أن أكون طالب علم،لكن لو ألزمناكم بموازينكم التي تزنون بها أتباعكم ،وتصفونهم بأعلى عبارات التعديل – وإن كان حالهم لا يخفى على العميان – فأنا راضٍ بوضع كتبي وكتبهم على يد لجنة علمية،لتقرر من أسعد الناس منا بقواعد العلماء ،ومن الذي يسلك مسلكهم؟
إن كثيراً ممن يسميهم الشيخ ربيع وحزبه:”مشايخ السنة باليمن ” !! يعرفون هذه الحقيقة،لكن ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )!!
ب- وقد كان شيخكم ربيع – وأنتم من ورائه في ذلك – يصفني بما لا أستحقه- ومن مدحك بما ليس فيك؛فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك – فعلى كلامكم ذاك؛يلزمكم أن تعاملوني بهذه المعاملة،ولكنكم قوم متناقضون!!
فإن قيل: قد لبَّسْتَ علينا،حتى وثقنا بك ،وبالغنا في مدحك!!
قلت: وهل لبَّسْتُ أيضاً على غيركم من العلماء الذين زكوني وزكوا كتبي؟
ثم إذا كان من جاءكم يُلَبِّس عليكم أمر دينكم؛فلستم بأهل لأن تقودوا دعوة!!علماً بأنكم إذا خالفكم أحد ،ممن كنتم تطمعون أن يكون ذنبَاً لكم ؛قلتم:لقد لبَّس علينا،وأما من وافقكم؛فإنكم ترفعونه،والله عزوجل هو الذي يرفع ويخفض،ويعز ويذل.
13- أما تحذير الشيخ أحمد النجمي من رسالة الشيخ العباد بقوله: ” الذي يروِّج هذا؛يدل على أنه مبتدع،ويريد الفتن،حذِّروا منه،حذِّروا منه”أهـ
فالجواب عليه بما يلي:
أ- أوجه السؤال للنجمي والجابري ،وأريد منهما أن يجيبا بصراحة وشجاعة: إذا كان لا يوزع الرسالة إلا مبتدع …إلخ؛ فما حُكْم كاتب هذه الرسالة عندكما ؟!!
ب- ومعلوم أن الرجل قد يوزع الكتاب،وهو لا يعلم بما فيه ،فإذا كان هذا حاله عندكم؛فما حال من كتبه وهو يعلم ما فيه،ويأمر بتوزيعه،ويُكتبَ على غلافه: ” يُهدَى ولا يباع” ؟ أليس هو من أهل البدع والضلالة على لازم قولكم؟ هل تشعرون بذلك؟وهل تلتزمونه،أو تنكرونه؟ وإذا أنكرتموه ،هل أنتم متناقضون أم لا؟وهل تشعرون بذلك أم لا ؟
هذه أسئلة فلْيُجِبْ عنها المنصفون،إذا عجز المسئول عن الجواب عنها،أو تحشرج الجواب بين قلبه ولسانه،والتفت يمنة ويسرة،هل يراه أو يسمعه من أحد؟!!أو أمر بإطفاء المسجل حال الجواب،أو همس في أذن جليسه،أو غمزه في رجله…الخ !!
14- لما سئل الشيخ النجمي عن الكتاب قال :” المهم أنه قد رُدَّ على هذه الرسالة،رَدَّ عليها واحد يمني من طلاب الشيخ مقبل رداً جيداً ،وردّ عليها فوزي الأثري !! البحريني – أيضاً – رداً جيداً،والحمد لله أن أهل السنة أنكروا هذا ” أهـ .
والجواب عن ذلك من وجوه:
أ- ليس المهم أن يُردَّ على الرسالة ،إنما المهم قبول ما فيها من حقٍ ،ونصح مؤلفها فيما يُظَن أنه قد أخطأ فيه،ولكن للأسف أن القوم يغرسون في النفوس أموراً لا تحمد عقباها.
ب- ما هي قيمة رد هذين المذكوريْن؟وهل أجزتم لهما ذلك،وقد كنتم ترون أن من ردّ عليكم؛فقد حارب المنهج السلفي،في صورة الرد على أهله!! فهل اختلفت مكاييلكم،أم لا؟ وهل تشعرون بذلك،أم لا؟ وهل تظنون أن العقلاء لا يدركون هذه الحجج المتهافتة،والردود الساقطة؟!!
زعمت سُخينة أن ستغلب ربَّها ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغلابِ
ج – ثم تأملوا يا طلاب الحق قول الشيخ النجمي :” والحمد لله أن أهل السنة أنكروا هذا” أهـ أي أنكروا هذا الكتاب الصادر من الشيخ العباد – حفظه الله – فمن هم أهل السنة هؤلاء المنكرون لهذا الكتاب؟ “البحريني واليماني، والمدني أعني عبيداً، والجيزاني أعني النجمي؟!!هل أنتم أهل السنة فقط؟وما حكم غيركم؟وماذا ترون في إقرار سماحة المفتي العام والشيخ الفوزان – حفظهما الله تعالى- للكتاب ومؤلفه العباد؟هل هذان ليسا من أهل السنة؟!
إن هذا ليذكرني بما ذكرته مراراً عن هذه المدرسة المسرفة،بأنهم يجعلون أنفسهم أهل السنة،ومن خالفهم؛فهو حرب على السلفية وأهلها!!
كما يذكرني هذا بذنَب صغير لهم عندنا باليمن- هو البرعي – عندما كان يقول: أهل السنة بدَّعوا المغراوي ،فلماذا لا يبدعه أبو الحسن؟ ولو سألته : عُدَّ لي أهل السنة هؤلاء الذين بدَّعوا الشيخ المغراوي؛ بانت لك فضائحهم،وظهر لك التقاء هذا الكلام المتهافت،مع ذلك الكلام الساقط،وكلاهما من مشكاة الغلو والإجحاف،لا مشكاة العلم والإنصاف( تشابهت قلوبهم) .
د- إن المفاجأة المفجعة لطالب العلم، عندما يظهر له أن الشيخ النجمي مدح الردَّيْن السابقيْن ،دون أن يقرأهما،فهذا نص كلامه في المكالمة الأخرى،والمنشورة في ” سحابهم” !! فقد قال:” إن هذا الكتاب – يعني كتاب الشيخ العباد – الحقيقة يعني ما نحب أنه كُتِب،وكان ينبغي أن لا يُكْتب مثل ذلك،على كل حال : قد رَد عليه مَن رَدّ،والذين ردوا عليه بعضهم ما شاء الله؛كتب كتابةً جيدة ،وإن كان لم يذكر اسمه،لكنه رد عليه … بعضه إن شاء الله فيه نظر،والإخوة الذين ردوا سنقرأ ردهم إن شاء الله ،ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه”أهـ
فالظاهر أن الرجل ذٌُكِر له من أحد الغلاة أن الرد جيد،فمدحه لذلك ،واعداً أنه سيقرأ ذلك ،فإذا كان الأمر كذلك؛فقد اجتمع هو مع الشيخ الجابري في مدح أو ذم مالم يقرآه،وهذه جناية على العلم وأهله.
إلا أنني أحتمل له الآن عذراً – وإن لم يحضرني حال كلامي في الأشرطة – وهو لعله يعني أنه سيقرأ كلام مَنْ رَدّ على الكتاب غير البحريني واليماني ،فإن كان ذلك كذلك،وثبت قبل تاريخ المكالمة المذكورة وجود ردود بلغتْه غير الردَّيْن المذكورين؛فتبقى الوجوه السابقة في الرد عليه،و إلا فقد دوخت بالقوم وقواعدهم المتناقضة هذه المحنة،وكشفت ما كان مخبوءاً منهم ،وهذا جزاء الظلم والظالمين.
هـ – لو نظرتَ أخي الكريم في رسالة الشيخ العباد التي لا تزيد عن ( 62 )صفحة من المقاس الصغير، وهي تضم بين دفتيها ( 26) آية ، (34) حديثاً، (42) نقلاً عن العلماء، وهم يحذرون منها ويمزقونها ،ونظرتَ في ردودهم التي ينشرونها في الآفاق،وهي كثيراً ما تكون خالية عن ذكر الله،وقد شحنوها بالسب والشتم والافتراء،والتدخل في الضمائر،والغوص في الغيبيات؛لعلمتَ أن كل فتاةٍ بأبيها معجبة،وعلمتَ صِدْق من قال:
أتانا أن سهلاً ذم جهلاً علوماً ليس يدريهن سهلُ
علوماً لودراها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهلُ
- ثم جاء البطل الهمام، و الفارس المقدام ، ربيع السنة !!! و حامل اللواء !!! و محنة أهل البدع !!!!!! ليظهر لنا في جوابه السياسي عن هذا الكتاب ما يحَّير الألباب ، و يغلق الأبواب،ويثير الارتياب!!
فقد سئل في مكالمة عن هذه الرسالة ، وعمن يوزعها بكميات هائلة ، ويصورها ، وينشرها ، فقال : ” هذا ما يضرني …و العلماء يُصّوِّبونني جميعاً …. هكذا عالم واحد خالفه عشرات العلماء …. ثم الكتاب في جملته نصيحة ، و المآخذ التي فيه عليهم ، هم الذين طعنوا في العلماء ، و جرحوا بالكذب و الفجور ، و السلفيون لو هم أهل فتنة ؛ فسَّروا كلامه ونشروه ضد هؤلاء ….” و رداً على سؤال : ما ردكم على من ينشر هذه الرسالة ؟ قال :” لو تبون تنشروا انشروا ضدكم ،وقولوا : والله نحن كذَّابين ،و نفتري على العلماء ، و الشيخ العباد يديننا بهذا الفجور” اهـ و الجواب على هذا الخبط من وجوه :
- قوله :” مايضرني ” إحساس منه بأن الكتاب ينقض عروش الغلاة ، سواء قصده الشيخ العباد بذلك أم لا ، إنما هذا واقعه ، و الكتاب يحذر من الغلو ، الذي أثبتنا تورط هذه المدرسة في حمأته.
- قوله : ” و العلماء يصوبونني جميعاً ” هذا من باب قول الشيخ النجمي : ” أهل السنة أنكروا هذا ” و قد سبق الرد عليه ، ثم من هم هؤلاء العلماء ؟ لا تراه يعُدُّ إلا حزبه و مقلديه !! وهكذا من الاستكثار بالرجال أمام الاستكثار بالأدلة !!
- قوله : ” هكذا عالم واحد خالفه عشرات العلماء ” يدل على أنه يعلم أن كتاب الشيخ العباد على خلاف ما هو عليه ، وما عليه عشراته !! فلماذا يقول : الكتاب ضدهم – يعني المناصرين للحق أبا الحسن و إخوانه من طلبة العلم -؟
ثم إن المطلوب منه أن يعد لنا هؤلاء العشرات ، و هم ثلاثون فما فوق ، كما هو ظاهر من صيغة الجمع، فنقول له مقالة ابن سيرين : سموا لنا رجالكم ؟ و عندما يسميهم – أخي الباحث عن الحق – ستفاجأ بأسماء كثيرة منهم لا يعرفهم طلاب العلم فضلاً عن العلماء ، و لو نظرت فيما يكتب كثير منهم و يسجلون ، لرأيت التخليط و التهافت !!
فأقول له ما قال ابن القيم في ” اعلام الموقعين ” : ” أين الاستكثار بالرجال إلى الاستكثار بالأدلة ” ؟ على أن الكثير ممن يسميهم لا يستحقون أن يُلْحقوا في هذا الباب بمن يُسْتَكْثر بهم ، فها أنذا أعصر ذهني لأسمي من معهم على غلوهم :
- ربيع بن هادي المدخلي،وهو كبيرهم الذي علمهم الغلو،وقد كانت له جهود نافعة،ثم نقض غزله ،وأطلق للغلو عنانه وحبله!!
كدودة القز ما تبنيه تهدمه وغيرها بالذي يبنيه ينتفع
- فالح الحربي: وهو غير راض عن الربيع فضلاً عن الخريف!!ويرى أنه وحيد عصره،وقريع دهره،ولا يُبْقي ولا يذر،ولا يُحْسن الأجوبة الربيعية السياسية،ولذلك فإنه يحرج القوم كثيراً،حيث يبدي عنهم الذي يظنون أنهم قد أخفوه على العلماء!!وقد قال فيه الشيخ العباد:طالب علم صغير!!رداً على من سأله:هل فالح من كبار العلماء؟!!
- عبيد الجابري: الذي يقبل كلام الشيخ ربيع بدون تمحيص- على خيرٍ فيه وسكينة لو سلم من مجالسة هؤلاء- لكن الأمر كما قال القائل:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا
- أحمد النجمي: الذي يقول: من تحفظ في كلام الشيخ ربيع في أبي الحسن ؛ فهو دليل على أنه حزبي!!ويعد نفسه ومن معه أهل السنة فقط!!وقد زُجَّ به في فتن ربيع التي يرقق بعضها بعضاً،وقد كان الأولى به أن يشتغل بزاد الآخرة،لا بنصرة هذه الفرقة الخاسرة،وترويج هذه البضاعة البائرة!!
- محمد بن هادي المدخلي: المسرف في الأحكام،الباغي على العلماء،وما أظنه ولا غيره ينجون من دعوة عالم أو طالب علم مظلوم.
- زيد المدخلي – و لا أعرف عنه كلاماً كثيراً في ذلك –
- الشيخ محمد البنا ، و هو رجل طيب،أحسن بربيع الظن؛ وبعض من سبق كذلك،فأحسن الله للجميع الخاتمة،وأنا مسامح له.
- محمد بازمول ، و قد حمله على ذلك الخوف من مخالفة الشيخ ربيع ،فيُصْبَر عليه فترة،ليُعرف بعد ذلك قوله !!وإلا فمن جالس جانس !! وأذكِّره الله في العلم وحقه !!
- الشيخ صالح السحيمي ، و ما أظنه راضياً عن كثير من هذا التهور ، و لا أظنهم راضين عنه ، و لكنه لا يعدل بالسلامة من شرهم شيئاً،ويرى أن أخف المفسدتين مجاراتهم، فوا أسفاه!!
فهؤلاء تسعة ، وبعضهم – بل وكثير منهم في الحقيقة – شبه مغمور ، وعِلْمُه و أثره محدودان ، فأين بقية العشرات يا حامل اللواء ؟
و سأساعدك فأعد لك جماعة آخرين :
1- بخاريهم الذي يريد أن يحافظ على سمعته عندهم، ودورة فرنسا عند الغلاة!!!
2- و إمامهم محمد الولاّج الخراج في الجماعات!!!
3- و برعيهم الموسوس
4- و حجوريهم – وهنيئاً لهم به فالطيور على أشكالها تقع -!!!
5- ووصابيهم محمد بن عبدالوهاب الذي يقول : إن ملَك الموت قد يخطئ ، فيقبض روح رجل غير المأمور به ، و دليله على ذلك : أن هناك من جُهِّزَ للدفن ، ثم قام قبل دفنه !!! مع أنه ينافح عن كون الشيخ ربيع لا يخطئ في الجرح والتعديل ، لأنه متخصص فيه !! فهل يخطئ ملك الموت في تخصصه ، ولا يخطئ ربيع في تخصصه ؟!! فيا فضيحة من كان له قلب ، وما لجرح بميت إيلام !!
وهؤلاء – في الجملة – لهم أوابد سبق بيانها ، بما لا حاجة إلى ذكرها هنا، ولبعضهم بعض الجهود العلمية،والأخلاق الرضية،لكن الغلو قد اجترفهم،علماً بأن أكثر هذه الأسماء ما عُرفت إلا بالسب و الشتم في هذه الفتنة ، و إلا فزنوا مؤلفاتهم بميزان النقد العلمي ، ستعرفون قدرهم،فإن كثيراً منهم قد لبسوا من الشهرة – عند مقلديهم – مالبسته البصلة من القشور!!
6- و لا أنسى البحريني المتطاول على سادة الدنيا،ولو عرف قدره؛لأراح واستراح!!!!
فهؤلاء على ما في جملتهم من كُسَير و عُويْر و ثالث ما فيه خير – و إن كان فيهم بعض الفضلاء الذين أسال الله أن يختم لهم بالحسنى ، وأن يعافيهم من براثن الغلاة – عدتهم خمسة عشر ، فأين هؤلاء من الشيخ العباد ، الذي استدل على كل كلمة يقولها بآية أو حديث ، أو أثر؟! و أين هؤلاء ممن وافقه على كتابه : سماحة المفتي العام ، و فضيلة الشيخ الفوزان ؟! ثم أين بقية علماء الأمة في الحرمين و نجد ؟ و أين بقية كبار طلاب العلم في اليمن و الشام و مصر و الخليج و المغرب و بلاد العجم ؟! إن هذا تشبع – أيها الشيخ – بما لم تُعْطَوْا ،و تلبيس مفضوح على المخلصين من أتباعكم!!فآن الأوان أن تكفوا وتنصحوا للأتباع!!!!
(د)قوله : ” إن الكتاب في جملته نصيحة “!!
نعم، هو- و الله – نصيحة لي ولك و لجميع المسلمين ، لكن لماذا لا تحب النصيحة ،وتبغض الناصحين ؟ لماذا يُحذِّر أصحابك من النصيحة و نشرها ؟ لماذا يمزقها بعضهم ؟ لماذا تطعنون في الناصح ؟ فها أنتم ثلاثة – المدخلي والنجمي والجابري – وكل منكم قد تكلم بكلام ، ألا يدل ذلك على عدم تأسيس أمركم على بينة و بصيرة ؟ واحد يقرأ الكتاب و يحذر منه ، والآخر لا يقرأه ، ويحذر منه ، وآخر يقول : هو لصالحنا ، و المآخذ التي فيه على خصومنا ؟! ما هذه الحالة التي أصابتكم ؟
أما إني أعلم أن قول الشيخ ربيع هو قولهم ، لكنه يُحاول أن يُسيِّسَ الجواب بسياسة مكشوفة، والشيخ النجمي صرح بما عنده و عندهم ، والشيخ الجابري ظهرت حقيقته على فلتات لسانه ، و إن تستَّر بقوله : ” أنا لم أقرأ الكتاب ” !!!
(ه)قوله : ” و المآخذ التي فيه عليهم ” اهـ فإذا كانت علينا : فهل تسمى – عندك – مآخذ ؟!! إنما هي مؤيدات و دعامات لكم ، فكيف تسميها مآخذ ؟ في عُرف من هذا ؟ و بلغة من تتكلم يا حامل اللواء ؟!
ثم إذا كانت المآخذ – حسب تعبيرك – علينا ، فلما تحذرون من نشر الكتاب ، و الطلاب السلفيون ينشرون ما يقتلع جذورهم- حسب رغبتكم – و يريحكم منهم ؟ هل أنتم مشفقون علينا،راحمون لنا؟!!!!هل سمع أحد بمثل هذا التخبط ممن تُخْلَع عليه حلل الاطراء و الثناء ؟!
(و)قوله : ” هم الذين طعنوا في العلماء ….الخ ” من هم العلماء الذين طعنا فيهم ؟فها أنت الذي توليت كِبَرَ الافتراء و الظلم علينا؛قد أرسلت لك أخطاءك في أشرطة تسعة سراً و نصحاً !!
ورددت عليك – في عدة كتب – بطريقة علمية ، و بينت بالأدلة حالك و حال مقالاتك ، و أنت تقول لأتباعك: لا تَغْتَرُّوا بهذا الأسلوب اللين ؟ فهل نحن الذين تكلمنا بالكذب و الفجور ؟!
و الحقيقة المرة:أنك تعد من لم يكن شاة تقوده حيث شئت؛ طاعناً في العلماء بالكذب و الفجور ، و الحمد الله الذي بصرنا بكم و بأمثالكم(قد نبأنا الله من أخباركم) !!
(ز)ثم قولك : ” لو تبون تنشروا انشروا ضدكم …. “أهـ
فإذا كنا ننشر ضدنا ، فلماذا تغضب ؟! لكنك تعلم أن الكتاب ليس ضدنا ، لأنه يتكلم عن أمور وأمثلة واضحة ، لا تجدها إلا في واديكم المليء بالشوك و الحنظل !! و إذا كان الكتاب ضدنا ، فسل النجمي و الجابري لماذا يحذِّران من نشره ؟! بل سل نفسك ، لماذا تقول : “عالم واحد خالفه عشرات العلماء ” ؟!
من المراد بقولك ” عالم واحد ” ؟! إنه العباد ،وتدعي أن كتابه هذا لا يقره عشرات العلماء، الذين تدعي أنهم يصوِّبونك !!
إن الشيخ ربيعاً يُمِّوه على الناس بتزكيات قديمة من المشايخ له في قضايا معينة ، و يريد أن يمططها،فيغطي بها جميع أموره – لا سيما في مواضع النـزاع – فلما كثر الشد من أطرافها ، لتمتد و تتسع ، انشقت من الوسط ، و سقط الجاذبون من الأطراف على أستاههم ، و كُشِف الغطاء ، فظهرت الدعاوى الفارغة ، و الأماني الكاذبة ( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).
وأنا أطالب الشيخ ربيعاً أن يسمي عالماً من كبار العلماء ،أو من علماء اللجنة ،قد وافقه على شيء من مسائل النـزاع التي واجهه فيها طلاب العلم!! أو يسمي أحد العلماء الأموات الذين يقولون بقوله،ويثبت ذلك من كتبهم أو من أشرطتهم!! وأنَّى له ذلك؟!!إنما يتمسك بظاهر بعض الكلمات،التي وردت في مواضع معينة،ثم يستعملها في غير موضعها،أو يتغافل عن ضوابطها!!كل هذا ليعلم الناس من أسعد الطائفتين بالسلف،وبمن جرى مجراهم من الخلف،والحمد لله رب العالمين.
(ح)ما حالنا و حالكم إلا كحال من سرق ديكاً ، فقام الخطيب قائلاً ، ما بال الرجل يسرق ديك جاره ، و يأتي يصلي معنا ، و إن ريش الديك لفوق رأسه !! فالأبرياء لم يحركوا ساكناً ، أما صاحب الجريمة ،فقد مدّ يده يلمس رأسه ، و ما عليها من ريش ، فرآه الخطيب و هو يمد يده، فقال: أنت يا فلان ، هات ديك فلان ، فاعترف !!
إن الكتاب – كما تزعم نصيحة – فلماذا تضيقون به ذرعاً ؟ و لماذا تحذرون من مادته و نشره ؟ بل تعدون موزِّعه مبتدعاً صاحب فتنة ؟ فما الظن بمؤلفه عندكم؟!
(ط)قوله : ” قولوا: و الله نحن كذابين، و نفتري على العلماء ، و الشيخ العباد يُديننا بهذا الفجور ” اهـ
سبق أن أوضحت من الذي يفتري الكذب ، و لكن الأمر كما قيل : ” ضربني و بكى، و سبقني و اشتكى “وقديماً قيل:” رمتني بدائها وانسلت”،فيا سبحان الله،كم حاول هذا الرجل أن يسقط مخالفه ،وأن يُشوِّه سمعته بأي قبيح، و رماه بكل حجر و مدر ، وادعى أن فرعون أخف شراً منه ، و أن مخالفه أكذب من هو على وجه الأرض ، و أخبث من كل أعداء السلفية عبر التاريخ ، و لو خرج الدجال؛لهرول وراءه مخالفوه ، و لو خرج من يدعي الربوبية و النبوة ؛ لركضوا وراءه ، و ممن استفاد من هذا الموطن الآسن حجوريهم يحيي، فقال : أبو الحسن و من معه لا يَرِدون الحوض على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم القيامة !!! و ممن أتقن فهم هذا ، و أصدره في فتوى:شيخهم المعمَّم محمد الوصابي، فقال : لا يجوز الصلاة وراء أبي الحسن و أصحابه ، و لا تجوز الصلاة عليهم ، و لا عيادتهم إذا مرضوا ، و لا يدفنون في مقابر المسلمين ، أو بهذا المعنى !!! غير أن اليمن – و لله الحمد – ليس فيه قبور للمشركين !!!فعلى ميزان هذه الفرقة:من هم الكذبة الفجرة ؟!
و مع ذلك فنحن نقول : هؤلاء إخواننا بغوا علينا ، و هم من أهل السنة ، لكنهم جهلة ، فلا نعاملهم بجهلهم ، و لسنا نبدِّع من بدَّعنا ، أو نُكفِّر من كفَّرنا ، فإن هذه الأحكام سمعية ، لا تخضع للهوى و النفس، و لو أنني قلت : و العباد يُدين الشيخ ربيعاً بهذا الكتاب ،ويقصده بما فيه؛لأقام حامل اللواء الدنيا ، ولم يقعدها ، و قال : يا شيخ عبد المحسن إن هذا يزعم أنك تناصره، و تعنيني بالكتاب ، يا شيخ عبدالمحسن اسعفنا بكلمة…. الخ !!
و أما هو فلا بأس أن يقول ” قولوا ….. و العباد يديننا بهذا الفجور ” !!
يا أيها الرجل، اعمل لما بعد الموت!! فإننا نراك تبحث – بلهفة – عن موافقة صغار طلاب العلم ، و تنشر ذلك في ” سحابكم ” ، و لو كانوا من الأعاجم الذين لا يُعرفون ، و تنشره بالصوت ، و الزمان والمكان،فهل يعقل أنك تجد في كتاب الشيخ العباد لك مدخلا ولا تصيح به؟!
فمن ذا الذي يصدقك في قولك:” والسلفيون – يعني نفسه ومن معه على رأيه فقط – لو هم أهل فتن؛فسروا كلامه – يعني الشيخ العباد في رسالة:”رفقاً أهل السنة …” – ونشروه ضد هؤلاء….” أهـ أليس قولك : ” على الكتاب ملاحظات ومآخذ ،وهي منصبة على رءوسكم ” أليس هذا من التفسير لكلام الشيخ العباد بالباطل؟ومن التفسير المخالف لفهم أصحابك الذين حذروا من الكتاب ومزقوه؟!!
إن الذي يعرف حالك فيما مضى؛ يدرك أنك تعلم أن الكتاب قد نقض عرشك وعروش الغلاة, وأن الكتاب يريد أن يضع الأمور بيد المأمونين على هذا الأمر, لافي يد الأدعياء, الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً وعويلاً, بدون بينة ولا برهان, وهنا قامت قيامتكم!!!
ومهما انخدع بكم من انخدع ممن يحب السلفية،ولكنه لا يحسن معرفة السبيل؛فسيعودون إلى الحق،وإلى طريق العلماء الكبار – إن شاء الله تعالى – والموفق من وفقه الله تعالى.
16- وفي مكالمة أخرى للشيخ ربيع بتاريخ 12/5/1424هـ سئل حامل اللواء بحق – كما يُدَّعَى !!! -عن كتاب الشيخ العباد، فذكر أن البشر يخطئون ويصيبون،مهما بلغوا من العلم والفضل ،وهو كذلك أيها الشيخ ، لكن نريد منك أن تشعر بأنك من جملة هؤلاء البشر- أيضاً -!! ونريد أن يُسلِّم أتباعك بأنك تخطئ وتصيب أيضا, أما أن بعضهم يخترع القول بأن ملك الموت قد يخطئ في قبض الأرواح, والله تعالى يقول:(فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وأما أنت لاتخطئ في الجرح والتعديل, فهذه آبدة يشهد بها التاريخ!!!
17- وقال أيضا:”والشيخ العباد يريد أن يطفئ الفتنة, ولكنهم ألهبوها من جديد بهذا التصرف, كان ينبغي أن يستفيدوا من ملاحظاته التي لاتنصب إلا على رءوسهم …”.اهـ
والجواب: نعم الشيخ العباد ـ جزاه الله خيرا- يريد أن يطفئ الفتنة,ونصح الجميع،وحذّر من الأخطاء الواقعة،والمسلك الفوضوي،أخطاء الواقعة،والمسلك الفقفففففوكل أدرى بمن على رأسه ريشة الديك!! فلماذا تغضبون؟ ولماذا يقول أصحابكم: لايوزعه إلا مبتدع، أو صاحب فتنة, مع أنه لايوزع إلا مايطفئ الفتنة؟!فإما أن الشيخ العباد أراد أن يطفئ الفتنة, ووُفِّق في كتابه ذلك؛ فلماذا تحذرون من توزيع كتابه؟ وإما أنه أراد أن يطفئ الفتنة, لكنه لم يحسن السبيل, فأتى في كتابه بما يشعلها, فيكون من يوزعه ـ عندكم ـ سواء علم بذلك أم لم يعلم صاحب فتنة, فهذا اتهام منكم للشيخ العباد, وأنت تحاول إظهار إجلاله, فرميته بما لايليق به!! فهل أدركتم ذلك؟ أم منهجكم هذا الفوضوي لم يسمح لكم بإدراك ذلك؟!وكان الأولى بكم أن تستفيدوا من هذا الكتاب، أو من هذا العتاب:
لعل عتبك محمود عواقبه وربما صحت الأجسام بالعلل
ثم كيف ألهب الفتنة موزعو الكتاب من جديد, دون أن يستفيدوا من النصح؟ وهم يقولون: الكتاب نصيحة لنا جميعا, ونحن ندين الله بما فيه، وإن كان عندنا شيئ يخالفه؛ فنحن راجعون عنه؟!
ألا يكون المحذِّرون من الكتاب, الفاتحون للشباب باب الطعن في الشيخ العباد وكتابه؛ هم الذين ألهبوا الفتنة من جديد, ولم يستفيدوا من النصح الذي لاينصب إلا على رءوسهم؟!
أما آن لكم أن تتوبوا من قلب الحقائق, وتزوير الوقائع, ولبس الحق بالباطل؟!
أما آن لكم أن تدركوا كم في ذمتكم من الصرعى والمحطمين في هذه الفتنة وغيرها من الفتنة، وقد ربطتموهم بآراء الرجال, وزهدتموهم ـ من حيث لايشعرون ـ في الأدلة والبراهين؟!! فجاءت فتاوى العلماء موافقة للأدلة ؛ فسقط في أيديكم !!!
ألا تخشى أيها الرجل أن تحمل وزرك ووزر من اتبعك على ذلك إلى يوم القيامة؟!
ألا تدرك أيها الرجل أن ما تسميه جرحا وتعديلا وجهادا سلفيا, وما تقوم به من امتحان للأشخاص وطلب تحديد مواقفهم, وإثارة الفرقة بين الصفوف, وكل هذا قد وصفته في بيانك مع أهل الشام بتاريخ 12/9/ 1423هـ في منـزلك بمكة بأن اليقين الجازم بأن الخلافات الواقعة بين السلفيين خلافات من نزغ الشيطان, وأن الجميع أدركوا آثار هذه الخلافات السيئة, وتبعاتها الخطيرة, فإن كنت تدرك هذا؛ فلماذا لاتكف عما أنت فيه؟ وإن كنت لاتدرك هذا؛ فلماذا توقع على هذا البيان؟!
(فضائح)لو قُسِمْن على غوان ……… لما أُمهرن إلا بالطلاق
18- وقال أيضاً:” الشيخ العباد لايعتقد في ربيع ومن معه أنهم يطعنون في العلماء لاكباراًَ ولا صغارا, وإنما ـ والله أعلم ـ هذه إشارة منه إلى هؤلاء الظلمة الحزبيين الهالكين, إشارة إليهم لكن لم يستفيدوا.”أهـ
أقول : وسواء اعتقد الشيخ العباد هذا أو لم يعتقد فيك وفيمن معك, فالعباد ليس هو الذي يحاسبك, إنما الذي يحاسب الجميع هو الله (مالك يوم الدين)(واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فحذروه)(ليسأل الصادقين عن صدقهم)فكيف بالكاذبين،كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى؟!!
وهاأنذا أوقفك وأوقف بعض من معك على كلامكم في العلماء الكبار والصغار،وقد ذكرتُ هذا من قبل, ولم تستطيعوا الإنكار, فلماذا تقول: الشيخ العباد لايعتقد هذا فينا؟, نعم قد لايعتقد هذا فيكم, لعدم وقوفه على كلامكم؛وأما من وقف على كلامكم اعتقد هذا فيكم ـ ولا بد ـ وهاهو كلامكم:
أـ لقد قلت لجماعة زاروك في منـزلك: هاتوا لي ثلاثة سلفيين من جامعة الإمام؟
أي أنك لاتجد في الجامعة ثلاثة سلفيين!!!
ب ـ قولك لي في الشيخ ابن جبرين: مبتدع!! وكذا قال محمد بن هادي,وزاد على ذلك أشياء أخرى،وقال النجمي: إخواني.
ج ـ قولك في الشيخ بكر أبو زيد: سروري قطبي!!! وكذا قال غيرك.
د ـ قولكم في الشيخ ابن قعود: إخواني بَنَّائي, وكذا يقول محمد بن هادي.
هـ قول محمد بن هادي: لايوجد في الرياض سلفي إلا فلان بن فلان!!
و ـ وقول محمد بن هادي: لايوجد في الحجاز سلفيون إلا قلة قليلة،وهو مسجل بصوته!!!
ز ـ وأما طعنكم في طلاب العلم الكبارفي المملكة والشام واليمن والخليج والمغرب ومصر وغيرها ما بين قطبي ،وحزبي ،وسروري،وعرعوري،ومغراوي،ومتستر، ومميع،ولص،ودنيوي،وخبيث،ومراوغ،….الخ ما في قاموسكم العفن؛فحدث ولا حرج،وحيث تكون الجيفة تجتمع الغربان!!
ح ـ وقول صالحكم البكري لما سئل عن الفوزان فقال: نُصْ ونُصْ, أي نصفه سلفي ونصفه…!!!! وسلوا أثريكم البحريني, وحجوريَّكم اليماني, وسل نفسك وأصحابك عن الشنقيطي وغيره, وسل فالحكم الحربي عن ابن باز وابن عثيمين والألباني, وسله عن طلاب العلم شرقا وغربا,وسل نفسك عن قولك:”والله سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني”!!وقولك :ابن باز مُلَبَّس عليه!!وهلمّ جراً!! صدق من قال: “من كان يتعلم الوقيعة في الناس, قبل أن يتعلم المسألة من الدين؛ فمتى يفلح”؟!!
إن السلاح جميع الناس تحمله وليس كل ذوات المخلب السبعُ
19- وبعد أن ذكر الشيخ ربيع حال من فسر بيان الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ بأن المراد به أهل المدينة, وكذَّب الشيخُ ابن باز ذلك, طالَبَ ربيعٌ الشيخَ العباد أن يفعل بالسلفيين مثل ذلك, فقد قال: “فأنا الآن أطلب من الشيخ العباد أن يضرب هؤلاء مثل ضربة الشيخ ابن باز, يبين أن أهل المدينة هم أهل السنة, وكذلك إخوانهم أهل اليمن, وأما هؤلاء؛ فهم دعاة باطل, وأهل الصيد في الماء العكر…”
قلت: كتاب العباد لايحتاج إلى تفسير!! إنه ينادي بعض أهل السنة ـ وهم البغاة المتجاوزون ـ سواء منا أو منكم, أن يرفقوا بالبعض الآخر من أهل السنة, سواء منا أو منكم, هذا مايريده الشيخ العباد فيما نظن, لكن تعالوا ننظر من هم الذين ظلموا أو بغوا, ومن هم المظلومون الصابرون؟
فتخبرنا جنايتك – أعني كتابك :”جناية أبي الحسن…”- التي كِلْت فيها التهم لأبي الحسن, بل إن محمد بن هادي قد اعترف بذلك,وطلب مني أن أسامحك غير مرة ،بسبب كلامك في هذه الرسالة، وكتب لك رسالة بخطه على لساني وهي محفوظة عندي ـ فيماَ كان يطلبه مني ـ وقد قرأت رسالته في ردي عليه باسم:”إعلام الحاضر والبادي بنقض تلبيسات محمد بن هادي” وسيجيب عن هذا السؤال كلامك في الأشرطة والهاتف ومقالات ” الإنترنت ” والمجالس الخاصة؛ كل هذا يدل على أن المكر السيئ لايحيق إلا بأهله.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة بين الأنام ولو كانوا ذوي رحمِ
ثم كيف تطلب من الشيخ العباد أن يحكم بأن أهل المدينة ـ تعني نفسك وثلاثة آخرين أو أكثر من ذلك بقليل ـ وإخوانكم في اليمن أنكم أهل السنة فقط, وهو يقول: “رفقا أهل السنة بأهل السنة”؟!
الحمد لله الذي أنطقك بأنك لاترى سنيا إلا عدد أصحابك في المدينة, ومن كان على شاكلتهم في المدينة واليمن!! ألا فاشهدوا ياأولي الألباب, وماذا تريدون من دليل على الغلو بعد هذا؟!
إن هذا الرجل كان أمره مخفيا فترة طويلة, وقد كشفته هذه الفتنة, وكشفه – بتوفيق الله – كتابي: “إعلان النكير على منهج الشيخ ربيع في التكفير” إن هذا الكتاب قاصمة لظهر الغلاة, ومنشور ذلك بصوته في ثمانية أشرطة بهذا الاسم.
20- ومع مافي مكالمته هذه من التضليل والتزوير والظلم, ومع أن هذه المكالمة لم يُذْكَر فيها الله عز وجل إلا في المقدمة, وفي موضعي الترحم على الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وذِكْر المشيئة، والقَسَم الذي من ديدنه الإكثار منه ،والدعاء لأصحابه في موضعين بالبركة, وليس فيها آية ولا حديث ولا أثر, مع هذا كله؛ قال في نهايتها:“وانشروا هذا الشريط في كل مكان” فياسبحان الله, كلمة خالية من الهدى والنور, ومليئة بقلب الحقائق وتزوير الأمور, يَأْمر بنشرها في كل مكان, ورسالة الشيخ العباد التي تضم على كل صفحة من صفحاتها آية أو حديثا أو نقلا عن علماء الأمة, يأمر الغلاة بإيقاف نشرها, ويتهمون من نشرها بأنه مبتدع صاحب فتنة, إلا من أعطاها لمثل الجابري الذي يدرك الأمور- كما صرح بذلك في مكالمته – فنعم, ياسبحان الله, ألا يستحي هؤلاء من هذا التباين؟ ألا يخجل هؤلاء من هذا التناقض؟!
على كل حال, لعل الله عز وجل أراد أن تتضح بذلك الحقائق للناس.
21- وبينما نرى هؤلاء يحذرون من رسالة الشيخ العباد ـ سلمه الله ـ نرى سماحة المفتي يوصي بنشرها, ويرى كلام من منع من نشرها غير صحيح،وكلامه هذا منشور على الملأ !!
فلو كان هؤلاء هم الذين يمسكون الرقابة على الكتب؛ لمنعوا كتب العلماء الكبار التي تكشف غلوهم, فيالله العجب!!
22-وبينما نرى هؤلاء يضيقون ذرعا بالرسالة؛ نرى فضيلة الشيخ الفوزان يقول: “وزِّعوها, وانشروها, ولا تلتفتوا لأحد”اهـ فيالها من لطمة على جبين الغلو الذي تغلغل في قلوب كثير من المساكين!!
23- ويُسأل الشيخ الفوزان – أيضاً – في مكالمة صوتية: هل قرأتم هذا الكتاب؟ فيقول: ” نعم ” ويُسأل: كيف ترون ياشيخ؟ فيقول: ” أقول لكم: ماتبغون الرفق أنتم؟!! الرفق طيب”ويُسأل عمن يحذر من توزيع الكتاب, فيقول: ” أبدا، ما فيه إلا الخير, والرفق مطلوب, وما كان الرفق في شيئ إلا زانه, ارفقوا أحسن, أحثكم على الرفق “ أهـ
24- فهاهو الشيخ العباد ينقل عن الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ـ رحمهما الله ـ أنهما على خلاف هذه الفوضى- وكتبهما،وأشرطتهما،وحالهما،وحال طلابهما ؛دليل على صدق ما قاله الشيخ العباد،ونقله عنهما- فهؤلاء ثلاثة من الكبار ـ الكاتب وابن باز والعثيمين – وهاهو الفوزان والمفتي يُقِرّان الكتاب, فهؤلاء خمسة من أقطاب الدعوة, وبقية الكبار قد نقلتُ كلامهم من الكتب والأشرطة على خلاف منهج الغلاة, فمن هم العلماء الذين معكم, يامن أفلستم في الحجج والبراهين, وأوهمتم الناس أنكم أتباع العلماء!! فهاهم العلماء على خلاف منهجكم الغالي ـ في مسائل الخلاف ـ فهل تدركون بذلك إفلاسكم في هذه الميادين التي نازلكم فيها طلاب العلم ؟!
وصدق من قال : إن كنتَ ريحاً فقد لا قيت إعصارا!!
وصدق القائل:
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعدِ
وهل أدرك الطيبون الذين يهرولون وراءكم بلا بصيرة, أنكم تقودونهم إلى بيداء مظلمة, يخبطون فيها خبط عشواء؟! فـ (يا ليت قومي يعلمون).
وما مثل هؤلاء الأتباع،الذين يسيرون وراءكم على غير بصيرة؛إلا كمثل ما حكاه رجل من أهل العلم،وكان في سفر،فرأى رجلاً قد اجتمع عليه الناس يضربونه،قال :فسألت رجلاً منهم،كان مجتهداً في ضرب الرجل ،فقلت له :لماذا تضربونه؟فقال:ما أدري،غير أني رأيتهم يضربونه،فضربته معهم لوجه الله تعالى!!
25- والخلاصة: أنكم لاعلى الحجة اعتمدتم,ولا بالآثار رفعتم رءوسكم، ولا بكبار أهل العلم اقتديتم, إنما لكم علماء دون بقية الأمة, وأما العلماء الكبار فقد سُلِّم لهم بزمام الأمور في الجرح والتعديل ـ بعد إطْلاعهم على كل الحقائق ـ وأما أنتم فما بلغتم النصاب, ولا حال عليكم الحول,ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه،ومن استعجل الشيء قبل أوانه ؛عوقب بحرمانه، والله ولي الصابرين.
26- أُبشِّر إخواني طلبة العلم الذين استمروا حولين كاملين وزيادة, ثابتين على الحق, غير منتظرين قول أحد إلا بالدليل؛ أن الله عز وجل قد جمع لكم بين عزة الحق, وكثرة الأنصار من العلماء وغيرهم, وما ذاك ـ إن شاء الله ـ إلا لأنكم آثرتم الحق على الخلق, وفهمتم الآيات والأحاديث بفهم السلف, وحشدتم أقوال العلماء المعاصرين على تأييد فهمكم لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقواعد السلف, فأَبْشِروا وأَمِّلوا, ولن يغلب عسر يسرين, وإن النصر مع الصبر, والفرج مع الكرب.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
- وأنصحهم أن يحمدوا الله على نعمه العظيمة عليهم (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) ومن تمام شكر هذه النعمة: الاستمرار في الاستئناس بالحق, وعدم التنكب والتقهقر, والتخلص بجدية وبقدر الاستطاعة من أي آثار لهؤلاء الغلاة – في مخالفة الحق –
والإقبال على الله بالثقة به, والتوكل عليه, وطلب العلم, وبثه في الناس, وعدم الالتفات إلى مهاترات ووساوس المخالفين (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
وصدق من قال:
فإن قناتنا يا عمرو أعيت على الأعداء قبلك أن تلينا
هذا, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه
أبو الحسن السليماني
دار الحديث بمأرب – حرسها الله وجميع بلاد المسلمين –
24/5/1424هـ
( شبهة والجواب عليها )
لما صدرت رسالة الشيخ العبّاد – حفظه الله – وأُسْقط في أيدي الغلاة ؛ أتوا بشبهة مضحكة ، فقالوا : كتاب الشيخ العبّاد ليس فيه دفاع عن أبي الحسن ومن معه ، لأنه يقول : ” رفقاً أهل السنة بأهلالسنة ” وأبو الحسن ومن معه ليسوا من أهل السنة !!!
والجواب : من وجوه إن شاء الله تعالى – :
1 – المهم من هم أهل السنة عند الشيخ العبّاد لا عند الغلاة ، فتأمل !!
2 – موقف الشيخ العبّاد من أول الأمر واضح ، وما يزداد كل يوم إلا وضوحاً ، وقد أفتى بما يؤيد قولي في معظم مسائل النـزاع ، بل كلها .
3 – إذا كان ما يقولونه في هذه الشبهة حقاً ؛ فالشيخ العبّاد يصلح بكتابه هذا بينهم وبين من ؟ م هؤلاء الذين خالفوهم فلم يرفقوا بهم – هذه الأيام – غيرنا ؟!!
فإن كان هناك أحد ؛ فليسموه لنا ، لنعرف تلاعبهم ، وإن لم يكن أحد ؛ فمن المقصودون بالكتاب؟ أم أنه كتاب لا يقصد مؤلفه من وراءه اصلاحاً بين طائفتين موجدتين زمن تأليفه ؟
إن هؤلاء يعلمون أنهم متلاعبون ،ويعلمون أن منهم من حذَّر من الكتاب، لكن “إذا لم تستح فاصنع ما شئت” والله المستعان .