الأسئلة العامة

ما حكم رفع الأيدي في قنوت الوتر ؟

السؤال: ما حكم رفع الأيدي في قنوت الوتر ؟

الجواب : رُوي في ذلك حديث أنس الذي أخرجه أحمد مطولاً ، والبيهقي مختصرًا , من طريق ثابت عن أنس بن مالك في قصة القراء وقتلهم, قال: فقال لي أنس : لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم , يعني على الذين قتلوهم .

وأخشى أن يكون رفع اليدين في هذا الطريق غير محفوظ ؛ لأن تلامذة أنس نحو العشرة رووا الحديث في ” الصحيحين ” وغيرهما بدون ذكر رفع الأيدي , وبقية الصحابة الذين رووا الحديث لم يذكروا فيه رفع اليدين , والله أعلم .


 

لكن ثبت عن عمر عند أبي شيبة وغيره من طريق أبي عثمان قال : كان عمر يقنت بنا بعد الركوع , ويرفع يديه , حتى يبدو ضبعاه , ويسمع صوته من وراء المسجد . والظاهر أن هذا في صلاة الغداة ؛ كما في رواية المروزي ، انظر “مختصر قيام الليل” ص (320) لكن رؤية الضبعين تدل على وجود ضوء ، والمشهور في صلاة الغداة عندهم أنهم يصلونها في الظلام ، والله أعلم .

وثبت أيضًا عن ابن عباس عند أبي شيبة وغيره من طريق سفيان عن عوف عن خلاس بن عمرو الهجري عن ابن عباس أنه صلى ، فقنت بهم في الفجر بالبصرة , فرفع يديه حتى بدا ضعباه .

وقد أنكر بعض السلف رفع اليدين , فقد قال الزهري : لم تكن تُرفع الأيدي في الوتر في رمضـان . أخرجه عبد الرزاق وغيره بسند صحيح إليه, لكن مراسيل الزهري شبه الريح لا يُعتمد عليها .

ومنهم من قال : هو دعاء في الصلاة؛ فلا تُرفَع فيه الأيدي كالتشهد.

وقد قال مالك والأوزاعي وآخرون بترك الرفع .

واختار الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم رفع اليدين , وهو الذي رجحه النووي في “المجموع” (3/499–500) وقد أجاب على الشيرازي عندما حصر رفع اليدين في مواضع في الدعاء , وساق أحاديث كثيرة في رفع اليدين في مواضع كثيرة .

فمن رفع يديه في الوتر ؛ نظر إلى أن بعض الصحابة قد ثبت عنهم الرفع في قنوت الفجر ؛ فمن باب أولى الوتر , ولأن في النافلة توسعًا , ولأن أصل القنوت في الوتر مأخوذ من القياس على قنوت النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في الفريضة , وهناك آثار عن أبي هريرة ، وابن مسعود في الرفع في الوتر ، وفيها ضعف خفيف .

والذي يترجح لي : أنه لا يُنكَر على من رفع يديه ؛ لأخذه بفتوى من قاس على فعل عمر ، وابن عباس , ولا ينكر على من لم يرفع ؛ لما سبق, والأمر سهل , والخلاف فيه موجود بين العلماء ، والله أعلم . 

للتواصل معنا