الأسئلة العامة

هل يشترط في صيام الست من شوال أن يكون بعد العيد مباشرة

السؤال  : هل يشترط في صيام الست من شوال أن يكون بعد العيد مباشرة , أم يجوز تأخير صيامها؟ وهل يشترط تتابعها وتواليها , أم يجوز تفريقها في شهر شوال ؟

الجواب : الذي عليه أكثر أهل العلم الجواز في الأمرين , فيجوز تأخيرها بعد العيد بعدة أيام , ويجوز تفريقها , ومن ذهب إلى استحباب تعجيل صيامها بعد العيد وتتابع صيامها – كالنووي – لم يقل بأن الفضيلة منتفية عمَّن أخَّر صيامها وفرّقها , إنما يرى هذا من باب المبادرة والمسارعة في فعل الخيرات , وقد صرح القرطبي في “المفهم” (3/238) بجواز التراخي ؛ لما جاء في الحديث : ” ثم أتبعه ” , و (ثم) تدل على الترتيب مع التراخي .


 

بل قد ذهب القرطبي في “المفهم ” (3/237-238) وابن القيم في “مختصر السنن” (3/315) والقاري في “المرقاة” (4/545) إلى اختيار عدم وصلها برمضان – أي بعد العيد مباشرة – كي لا يفهم العوام والأعراب ونحوهم أن صيامها واجب ؛ فقد وقع المحذور في بلاد العجم -كما نقله بعضهم- حيث كانوا يُسَحِّرون في الست بعد الفطر, ولا يظهرون ما يفعلونه في العيد إلا بعد انقضاء الست .

والذي يظهر أن المسارعة لفعل الخيرات أولى من تأخيرها , إلا إذا كان في ذلك مفسدة , ولا تدفع إلا بالتأخير ؛ فعند ذاك يكون التأخير أولى ، وقد يكون المفضول فاضلاً لقرينة أخرى ، يُعمل بها في بابها فقط ، والله أعلم . 

للتواصل معنا