سؤال: هل يجب على المعتكف إحضار الطعام إلى المسجد وأكله في المسجد، أم يجوز أكله في البيت ثم الرجوع إلى المسجد؟
الجواب: الأكل والشرب من الضروريات للمعتكف وغيره، ويجوز للمعتكف أن يخرج من معتكفه للأمور الضرورية التي لا بُدَّ له منها، ومنها الأكل والشرب وقضاء الحاجة والذهاب إلى أماكن الوضوء والغسل من الجنابة أو إزالة الروائح التي تؤذي المصلين أو المعتكفين، لكن إذا كان هناك من يمكن أن يحضر الطعام للمعتكف في المسجد فلا حاجة لخروجه، اللهم إلا إذا كان ممن يستحي أو يخجل من الأكل بحضرة الغرباء فقد يترك الطعام وهو بحاجته، ومع تكرار ذلك قد تضعف قوته عن القيام بما يقوم به المعتكف من الاجتهاد في الطاعة، ففي هذه الحالة ونحوها لا بأس بالخروج من المعتكف لتناول الطعام في بيته إن كان قريبًا من المسجد، أو في مكان لا يتعرض فيه لما يوقعه في الخجل، لكن إذا خرج فعليه أن لا يكثر من الكلام والأمور التي ليست من عمل المعتكف كأن يذهب لزيارة فلان أو غيره، أو يشتري بعض ملابس لأولاده وهو في طريقه إلى الطعام، أو غير ذلك، وقد ذهب الشافعية وبعض الحنابلة إلى جواز الخروج من المعتكف للطعام لأن الأكل في المسجد مما يُستحيا منه، وخصوا ذلك بالمسجد المطروق لا المهجور، وذهب الحنفية والمالكية والأكثر من الحنابلة إلى أن الخروج للأكل والشرب يُفسد اعتكافه إذا كان هناك من يأتيه به لعدم الضرورة إلى الخروج، ولقول الشافعية حظٌّ من الوجاهة، فإن طبائع الناس تختلف وبعضهم يشق عليه الأكل بين أناس لا يعرفهم أو غرباء عليه، والله أعلم.