الأسئلة العامة

نحن في منطقة يُصر القائمون على التوجه الديني فيها على الاعتكاف في رمضان وخاصة العشر الأواخر

سؤال: جزاك الله خيرا شيخنا لدي سؤال محيرني جدا :نحن في منطقة يُصر القائمون على التوجه الديني فيها على الاعتكاف في رمضان وخاصة العشر الأواخر وكان الأمر معمولا به في العشر سنوات الأخيرة غير أنهم فيما قرب طالبوا بفتح الباب على مصراعيه لاعتكاف النساء وقد حصل أن النساء يأتين من مناطق أخرى تبعد عنا أكثر من 50 كيلو متر السؤال هل يجوز شرعا أن تعتكف المرأة بهذه الصورة. 

الجواب: الأصل فيمن أراد الاعتكاف أن يعتكف في مسجد جامع في بلده ذكرًا كان أو أنثى، أما أن يسافر من أراد الاعتكاف رجلا كان أو امرأة إلى بلد يبعد عن بلده (50) كيلو متر مثلا، فيُخشى عليه أن يكون قد شدَّ الرحال إلى غير المساجد الثلاثة المأذون فيها بذلك، لقوله عليه الصلاة والسلام: “لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: ، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى” متفق عليه، وما يقوله بعض المسلمين إن إيماني يزيد في المسجد الفلاني دون غيره، أو المسجد الفلاني فيه قارئ يخشع في التلاوة، أو أخشع وراءه بخلاف الأئمة الآخرين أو نحو ذلك، ففي النفس من هذا شيء، لأن ظاهر النفي في الحديث السابق “لا تُشَدُّ الرحال” النهي، أما إن كانت هذه الفوارق المذكورة في مسجد ما من مساجد بلده أو ما هو قريب من بلده بما لا يصل إلى درجة شدّ الرحال فلا بأس إذا أُمِنَت المفسدة وتحققت المصلحة.

أما اعتكاف المرأة فالأصل أنه جائز لاعتكاف أمهات المؤمنين رضي الله عنهن مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا أُمِنَت المفسدة، وكانت مع رفقة صالحة من النساء، وفي مكان خاص بهن، ولم تضيع حق زوجها أو أولادها أو أهلها، وأذن لها وليها بذلك، لكن إذا شدَّت المرأة الرحل لذلك كما هو ظاهر السؤال فلا يجوز ذلك في حق الرجل فضلاً عن المرأة، والله أعلم.

للتواصل معنا