الأسئلة العامة

ياشيخ رجل مازح زوجته في نهار رمضان وضمها حتى أنزل فماذا عليه؟

سؤال: ياشيخ رجل مازح زوجته في نهار رمضان وضمها حتى أنزل فماذا عليه؟

الجواب: جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: “أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقبِّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، وكان أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ” وهذا يدل على أن الأصل في ذلك أن من كان يخشى على نفسه الإنزال، كأن يكون سريع الإنزال، أو قوي الشهوة، فلا يجوز له أن يباشر، خشية الوقوع في المحذور، بل لا يجوز له أن يطيل النظر إلى امرأته، إذا خشي على نفسه الإنزال، وقد اختلف العلماء فيمن أنزل المني بعد تقبيل أو مباشرة زوجته، فمنهم من يرى أن صيامه صحيح، لأن الحكم بفساد صومه يحتاج إلى دليل، ومنهم من يرى أن صومه يفسد بالإنزال، ويلزمه القضاء إذا كان صومه فرضًا، ويستدل على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل في فضل من صام لله تعالى، فقال الله جلّ شأنه: “يَدَعُ طَعَامَهُ, وَشَرَابَهُ, وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي” متفق عليه، فذكر الله عز وجل الطعام والشراب والشهوة في سياق واحد، فدل على أن الحكم واحد، أي أن الصيام يفسد بالأكل والشروب وبالوقوع في الشهوة، لكن هل المراد بالشهوة هنا الجماع فقط، أم أنه أعمُّ من ذلك؟ فذهب الشيخ الألباني رحمه الله إلى أنه خاص بالجماع، لأن الشهوة منها ما هو مباح مثل شمِّ الروائح الطيبة، والورود والزهور ونحو ذلك، ولا قائل من العلماء بأن هذا يفسد الصوم.

والذي يظهر لي أن الإنزال بالتقبيل أو المداعبة أو المباشرة أو الاستمناء أو نحو ذلك، داخل في عموم الشهوة المفسدة للصوم، وأما الجماع فمع إفساده الصوم وحرمته في نهار رمضان، فيلزم فيه كفارة مغلظة، فالجماع له حكم آخر، ومعلوم أن الإنزال تحصل به درجة عالية من الاستمتاع، وليس بعده إلا الإنزال بجماع، فكيف لا يكون الإنزال شهوة، يجل على الصائم اجتنابها؟ وإن وقع بأمر الأصل فيه الإباحة كالمباشرة والتقبيل، فكيف إذا وقع بأمر محرم كالاستمناء؟ الذي ثبت طبيًّا أنه له أضرار خطيرة على من يفعله، بالإضافة إلى المحذور الشرعي، كما قال تعالى: (وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجهمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ فَمَنْ اِبْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) أي المعتدون المتجاوزون للحدود، والله أعلم.

للتواصل معنا