الأسئلة العامة

نجد بعض الأولاد الصغار في المسجد , وعند إقامة الصلاة يزاحمون الكبار في الصفوف

السؤال  : نجد بعض الأولاد الصغار في المسجد , وعند إقامة الصلاة يزاحمون الكبار في الصفوف , فهل نجمعهم في صف واحد خلف الرجال ؟ أو نتركهم يصلون مع الرجال ؟

الجواب : الأصل أننا نحث أبناءنا على دخول المسجد ؛ ليتعلموا الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام , ويروا صفوف المسلمين في المساجد , لكن ينبغي لأولياء الأطفال أن يتأكدوا من طهارة ثيابهم وأبدانهم , وأن يعلموهم السكون والهدوء في بيوت الله , لأن المساجد إنما بنيت للصلاة ولذكر الله U ؛ كما جاء في “صحيح مسلم” (285) من حديث أنس , فذكر قصة الأعرابي الذي بال في المسجد , فقال له رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : ” إن هذه المساجد لا تَصْلُح لشيء من البول ولا القذر , إنما هي لذكر الله U , والصلاة ، وقراءة القرآن ” .

ولا ينبغي طرد الأطفال من المساجد إذا كانوا لا يشوشون على المصلين ؛ لأن طردهم يملأ قلوبهم حقدًا على المساجد والمصلين , وعند ذاك تتلقاهم شياطين الإنس والجن , ويزرعون البغض في قلوبهم لبيوت الله U وللصلاة , وفي ذلك من الشر ما ليس يخفى على أحد .

 

وبعض الناس يستدل بحديث : “ جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ” , وهو حديث ضعيف , انظر ” صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ” لشيخنا الألباني – حفظه الله – ص(74) .

وأما ما ورد في السؤال : فينبغي أن يُترك الموضع الذي خلف الإمام لأولي الأحلام والنُّهَى من أهل العلم والفضل ، الذين يفتحون على الإمام في القراءة إذا احتاج لذلك , أو يخلفونه إذا انتابه شيء , وذلك لحديث أبي مسعود قال : كان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يمسح مناكبنا في الصلاة , ويقول : ” استووا ، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم , لِيليني منكم أولوا الأحلام والنهى , ثم الذي يلونهم , ثم الذي يلونهم ” أخرجه مسلم (971) , ومن حديث ابن مسعود برقم (973) مقتصرًا على قوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : ” لِيليني منكم أولوا الأحلام والنهى .. ” الحديث .

وأما بقية الصف الأول , وبقية الصفوف ؛ فلم يصح حديث – فيما أعلم – يمنع من وقوف الصغار الذين لا يشوّشون على المصلين في هذه المواضع , فأما حديث أبي مالك الأشعري عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه كان يجعل الرجال قدّام الغلمان , والغلمان خلفهم , والنساء خلف الغلمان ؛ فقد أخرجه أحمد وأبو داود , وهو حديث ضعيف من أجل شهر بن حوشب , انظر ” تمام المنة ” لشيخنا الألباني – حفظه الله تعالى – ص (284) .

وصلاة الصبي بجوار الرجل لها أصل في السنة من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : إن جدته مليكة دَعَتْ الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لطعام صنعته ، فأكل ، ثم قال : قوموا فلأصل لكم ” فقمت أنا إلى حصر لنا قد اسودَّ من طول ما لبث ، فنضحته بماء ، فقام عليه رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وقمت واليتيم وراءه , وقامت العجوز من ورائنا , فصلى لنا ركعتين ، ثم انصرف . أخرجه البخاري (860) ومسلم (658) واليتيم هو من لم يبلغ الحُلُم , لحديث علي – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ” لا يُتْم بعد احتلام ” صححه شيخنا الألباني – حفظه الله تعالى – في ” الإرواء ” ( 1244) .

هذا كله إذا لم يكن عند اجتماع الصبيـان في موضـع معين شغـل للمصلين , وإلا فيفرق بينهم .

وقد ذهب بعضهم إلى وقوف الصبي بين رجلين ؛ ليتعلم منهما الصلاة وأفعالها , كما في ” نيل الأوطار ” (3/149) باب موقف الصبيان والنساء من الرجال , وقد رجح شيخنا محمد بن صالح العثيمين – حفظه الله – في ” الشرح الممتع ” (3/20-22) التفريق بينهم خشية اللعب والتشويش . والله أعلم . 

للتواصل معنا