الأسئلة العامة

هل تُشتَرط النية لكل يوم من شهر رمضان , أم تكفي نية واحدة للشهر كله ؟

السؤال  : هل تُشتَرط النية لكل يوم من شهر رمضان , أم تكفي نية واحدة للشهر كله ؟

الجواب : اختلف أهل العلم في ذلك : فالجمهور على أنه لا بد من النية لكل يوم , لأن شهر رمضان نهاره صيام , وليله يكون فيه الفطر , فهو كالصلوات الخمس في اليوم , وما بين كل صلاتين أمور يفعلها الرجل مبطلة للصلاة , لو فعلها في صلاة , فكذلك الصوم , وأيضًا أيام شهر رمضان منفصلة عن بعضها, وفساد بعضها لا يلزم منه فساد بقيتها, فكل يوم يحتاج إلى نية , ولقول ابن عمر وحفصة : ” لا صيام لمن لم يُجْمِع الصيام من الليل.”

وانظر هذا المذاهب في “صحيح ابن خزيمة” (3/ 212) و”المحلى” (6/163-164) و”الفتح” (4/142) و”المغني” (3/25-26) و”سبل السلام “( 4/ 115) و”نيل الأوطار” (4/ 210) و”الشرح الممتع” (6/369) .


 

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الشهر كله تكفي فيه نية واحدة , إلا أن يقطع الصيامَ سفرٌ ونحوه فيُجَدِّد النية , ودليلهم أن شهر رمضان ظرف لصيامه فقط , ولا يتسع لصيام غيره معه فيحتاج إلى نية تميزه , ولعموم حديث النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : ” إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى . ” , وقد قوّى ذلك المذهب جماعة, وانظر “الاستذكار” (10/35) وعزاه لمالك والليث , وانظر “مجموع الفتاوى” (25/121) وقواه الصنعاني في “سبل السلام” (4/115) وكذا شيخنا ابن عثيمين في “الشرح الممتع” (6/369-370) وهذا القول عزاه في “المغني” (3/ 25) لأحمد وإسحاق , والمشهور من مذهب الحنابلة الأول موافقة للشافعي وأبي حنيفة وابن المنذر , ونفسي إلى قول الجمهور أميل مع عدم الجزم ببطلان قول الآخرين لعموم : ” إنما الأعمال بالنيات ” . والله أعلم .

هذا , وإن سافر في رمضان , فإنه يُبَيِّت النية لكل يوم , لأن السفر يجيز له الفطر , فلزم تعيين النية للتمييز . والله أعلم .

(تنبيه) : كثير من العامة إذا دخل شهر رمضان , يتلفظ بالنية عند السحور , فيقول : نويت أصوم شهر رمضان ثلاثين يومًا تمامًا , وبعضهم يزيد , فيقول : خشية الخطأ والنسيان …. الخ , وفي اليوم الثاني يسمي ما بقي من الأيام , وكذا في الثالث , وكذا حتى نهاية الشهر , ولا شك أن هذا من البدع المحدثة , التي لم يفعلها رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ولا أحد من الخلفاء الراشدين , ولا أحد من فقهاء الصحابة ومن بعدهم .

وكون الرجل يقوم في وقت متأخر من الليل فيأكل فيه -على خلاف عادته وعادة الناس- كافٍ في إثبات النية , ولو لم يقم للسحور -وهو عازم على الصيام- فقد نوى . فأسأل الله أن يوفق المسلمين لاتباع خير الهدي في شأنهم كله . والعلم عند الله تعالى .

للتواصل معنا