الأسئلة العامة

سمعنا أن السنة الرجوع من طريق غير الذي ذهبنا معه إلى صلاة العيد , فما الحكمة في ذلك ؟

السؤال: سمعنا أن السنة الرجوع من طريق غير الذي ذهبنا معه إلى صلاة العيد , فما الحكمة في ذلك ؟

الجواب : جاء في ” صحيح البخاري ” برقم (986) من حديث جابر , قال : كان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إذا كان يوم عيد خالف الطريق , وقد ذكر ابن رشد في ” بداية المجتهد ” (1/514-515) أنهم أجمعوا على أن ذلك يستحب , وقد اختلفت أقوال أهل العلم في الحكمة من ذلك على أكثر من عشرين قولاً , ذكرها الحافظ وغيره , كما في ” الفتح ” (2/473) فمن ذلك :

أنه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فعل ذلك ليشهد له الطريقان , أو سكانهما من الجن والإنس , أو للتسوية بين الطريقين في الفضل بمروره – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أو في التبرك به , أو لإظهار شعائر الإسلام , أو لإظهار ذِكْرِ الله , أو لغيظ المنافقين أو اليهود , أو للحذر من كيد الطائفتين , أو للتفاؤل بتغير الحال إلى المغفرة والرضا اهـ ملخصًا .

وصحح ابن القيم في ” زاد المعاد ” (1/432-433) أن الحكمة لذلك كله وغيره من الحكم التي لا يخلو فعله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – عنها اهـ.

ورجح شيخنا ابن عثيمين – حفظه الله – في “الشرح الممتع” – بعد ذكره كثيرًا مما سبق – (5/171-175) أن الحكمة من هذا : متابعة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – , وذكر شيخ الإسلام – كما في ” مجموع الفتاوى ” (26/134) – أنه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان في المناسك والأعياد يذهب من طريق ويرجع من أخرى … اهـ

وضرب – رحمه الله – أمثلة لذلك , ولا يلزم من ذلك مخالفة الطريق لكل من قَصَدَ أمرًا مشروعًا , كزيارة قريب , أو مريض , أو نحو ذلك , فإن هذا لم ترد به السنة , والوقوف على ما ورد في السنة هو الأسلم والصواب , انظر ما قرره شيخنا ابن عثيمين – حفظه الله – في هذا في ” الشرح الممتع ” فإن فيه الكفاية لمن أراد الهداية , والله أعلم .

للتواصل معنا