مسألة تعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع فعله ما زالت بحاجة إلى مزيد من التوضيح .
ج/ يضرب الشيخ رحمه الله لشرح هذه القاعدة حديث شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما وهذا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم الذي ينهى عن الشرب قائما في أكثر من حديث ، فمن حاول التوفيق بين الأمرين حمل النهي على التنزيه وقال بأن هذا أولى لعدم إهدار النصوص وهنا يذكر الشيخ رحمه الله اجتهاده في هذا الأمر وبدأ بسرد الروايات :
1. حيث ذكر أن روايات مسلم رحمه الله لهذا الحديث ورد فيها لفظ النهي ولفظ الزجر (والزجر أشد في النهي ولا شك وهذا مما يرجح أن النهي هنا للتحريم) .
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (أترضى أن يشرب معك فقد شرب معك الشيطان) .
3. أمره عليه الصلاة والسلام من شرب قائما بالقيء بقوله (قيء قيء) ولا شك أن هذا الأمر لا يمكن حمله على التنزيه لما فيه من إزعاج كبير للنفس ولا يكون هذا في النهي عن المكروه تنزيها
ثم شرع الشيخ رحمه الله في ذكر بعض تفسيرات أهل العلم لهذا الأمر ومنها :
1. أن هذا خصوصية لماء زمزم .
2. أن هذا كان لشدة الزحام . وهو ما ارتضاه الشيخ رحمه الله
3. رواية الترمذي رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم حل وكاء قربة وشرب منها فهذا الحديث يؤيد رأي من قال بكراهة التنزيه ولكن يمكن حمله أيضا أن وضع القربة على الأرض ليشرب منها الإنسان قاعدا فيه حرج كبير .