الأسئلة الحديثية

قولهم: «فلان لا يُعرف»، هل هو دليل على جهالة من قيل فيه؟

قولهم: «فلان لا يُعرف»، هل هو دليل على جهالة من قيل فيه؟

إذا قال هذه المقالة أحد الأئمة النقاد، دلَّ ذلك على جهالة الراوي؛ لأنَّ قول أحدهم: «لا يعرف» أشد في الجهالة من كلمة: «لا أعرفه»، ويدل على التثبت في الحكم بالجهالة، ومثله قولهم: «ولا يُدرى من هو»[1]، إلا أن تقوم قرينة تدل على أنَّ هذا الإمام لا يعرفه كمعرفة غيره من الثقات المشاهير الأثبات، الذين قد اشتهروا بالاجتهاد في هذا الشأن، وأنَّهم قضوا أعمارهم في هذا الفن، ففي مثل هذه الحالة، لا يحكم عليه بأنَّه «مجهول» إنَّما يحكم عليه بما يستحق، فكم من راو لم يصل إلى منزلة ابن معين وابن المديني والقطان وأضرابهم، ولكن ثقة، إلا أن هذا لا يعتمد عليه إلا عند ظهور قرينة لذلك، والله أعلم.



([1]) وذلك لأنَّ كلمة لا أعرفه غير صرحية في تجهيل من قيلت فيه وقد نبه على ذلك العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في «النكيل» (ص:317).

قال: «ولا يلزم من عدم معرفته له أن يجزم بأنّه مجهول فإن المتحري مثل الخطيب لا يطلق كلمة مجهول إلا فيمن يئس من أن يعرفه هو أو غيره من أهل العلم في عصره، وإذا لم ييأس فإنّما يقول: «لا أعرفه»… إلخ اهـ.

وأمَّا قولهم: «فلان لا يدرى من هو» فانظر تفصيله في «شفاء العليل» (ص:490).