مقابلات ولقاءات

رد شيخنا أبي الحسن على ماذكره موقع مأرب برس

 الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :

فقد أحضر لي أحد الأخوة المُكْنَى عنه بولد برق – جزاه الله خيرا على جهده المبارك الذي يبذله في الذب عن الحق وأهله – ماذكره موقع مأرب برس حول إدخال مركز انتخابي فيدار الحديث بمأرب التي أتشرف بإدارتها وخدمتها ، ومع ما في الخبر من إجمال – سأوضحه بعد قليل – إن شاء الله تعالى ؛ إلا أن تعليقات من طفحت قلوبهم بالحزبية أو الغلو أو الجهالة كانت أكثر غرابة وإثارة للتعجب….

، وإذا كان المرضى كثيرين ، والهوى يعصف بمن لم يرد الله له السداد ؛ فأمثال هؤلاء لايستحقون الانشغال بهم – إلا لدفع شبهتهم عمن لايحسن دفعها بنفسه – لأنهم لاينطلقون من بحث علمي يراد منه إحقاق الحق ، ومعرفة مرتبة المسألة المختلف فيها ، وهل هي من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف ، أم من مسائل التشنيع والتجديع ، ثم كيف التعامل مع المخالف في ذلك على هدى وسلطان مبين.

 

ومن العجب أن بعض هؤلاء المتهوكين ممن يؤمن بالرأي والرأي الآخر مع الاشتراكيين والناصريين والبعثيين وغيرهم ، أما أن يخالفه سلفي ، وإن وافقه في جزئية من المسألة ؛ فإنه لايبقي ولايذر ، فهل جريمتنا عند هؤلاء أننا لم نحمل بطاقة من الحزب الاشتراكي وغيره ، حتى يقنعوا أنفسهم بأنه رأي آخر يسعهم العمل الحزبي مع وجوده أم لا ؟

ومن هؤلاء المتهوكين غلاة قد أنضجت الردود السلفية جلودهم ، وعجزوا عن مقارعة الحجة بالحجة كما في كتابي : ” الدفاع عن أهل الاتباع فوجدوا مع هيشات الحزبيين السياسيين متنفَّساً لهم ، وهيهات، فكم أحدثوا هيشات ، وكم أثاروا فتنا عبر عدة سنوات ، وألقمهم الحق حجارة أسكتتهم {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} .ومن هؤلاء غوغاء يكتبون وراء من كتب ، ولايدرون لها وجها من قفا، فإلى هؤلاء أقوال : إياكم والمجاملة بالأحكام ، إياكم والتقليد ، إياكم والظلم بدون برهان .
وعلى كل حال فألخص موقفي من هذه القضية وما يتعلق بها من أحكام، فأقول بتوفيق الله عزوجل :

-1 أنا لم أسْعَ قط إلى إدخال مركز انتخابي عندنا – لا لأن الانتخابات محرمة من جميعالوجوه، لايجوز الدخول فيها على جميع الصور  ولكن لما أعلم ما يجري بسبب هذهالدوائر – أحيانا– من النزاعات القبلية والحزبية التي لايخفى أمرها في اليمن .


– 2
لقد جاء أحد أصحاب الأرض التي وهبوها لبناء بيوت لطلاب العلم عليها ، وأخبرني أنه قد حدثت مشاكل كادت تصل إلى القتل مع بعض إخوانهم بسبب الانتخابات السابقة ، وأنه يريد نقلها إلى المدرسة الأساسية والثانوية عندنا – وهي فوق جزء من هذه الأرض – وشكالي ما يتوقعه من حصول قتل أو فتن بينهم وبين إخوانهم إذا كان المركز الانتخابي عندهم هذه المرة ، فأخبرته بأننا نتجنب هذا الأمر بسبب ما قد يلحق من مشاكل ، فالتزم بأنه المسؤول عن كل ما يحدث ، وأنه سيقوم بمن معه من قبيلته في تأمين الموقف ، وإغلاق الفتنة ما أمكن ، وأعلنتُ له براءتي عن كل ما قد يقع ، وسألته : هل يمكن وضع المركز في غير هذا المكان ؛ فقال : لانجد غيره ، ولما كانت الأرض أرضهم ، فما كان مني أن أمنعهم من شئ يشعرون بأنه صادر منهم إلى الطلبة ، وخشية وجود حزازات وضغائن بعد ذلك بينهم وبين المركز ولايخفى على العاقل المنصف آثار ذلك مستقبلا – فأذنت له بالشرط السابق ، وبشرط أن يعلم أصحاب المركز الأول أنه ليس لي دخل من قريب أو بعيد في نقل المركز من عندهم ، فإن هذا أمر ما أخبرتُ به إلا وقد تم بين المسؤولين في المحافظة ، وبين من زارني من أصحاب الأرض ، فالتزم لي بذلك.


– 3
لقد أخبرتُ بدخول اللجنة في مدرسة الرشد بعد سفري وفي طريقي إلى المملكة ، وهذا الجواب أحرره من مدينة الرياض ، ولم أعلم بشيء من التفاصيل التي يذكرها المعلقون على هذا الخبر لو كانوا يتقون يوما تبلى فيه السرائر ، أما أصل فكرة الإدخال فقد سبق تفصيلها .


– 4
أنا منذ أخبرتُ واستؤذنتُ فيما سبق ذكره لم أكلم أحدا من الطلاب بالحصول على بطاقة انتخابية ، كما تشدَّق به بعض المعلقين على الخبر ، وذلك لسفري المفاجئ .


– 5
أنا لازلت على فتواي التي أصدرتها في الانتخابات ، ولم يرُدَّ عليها أحدٌ ردا علميا إلا مجرد التهويل أو العويل أو الطعن في السرائر ، وغاية من تأدب في الرد أنه قال : منافسة ولي الأمر أجازها ولي الأمر ، مع أنني قد رددت على هذا الجواب في الفتوى ، ولست بحاجة إلى الرد على من ردَّ عليَّ بأنها فتوى تخالف الديمقراطية أو الدستور أو القانون ، أوقد استنكرها المعهد الديمقراطي الأمريكي في اليمن إلى غير ذلك من ردود من لايعرف منأين يؤخذ الحلال والحرام . على أنني ذكرت في عدة لقاءات صحفية أن هناك حالات تجوز فيها المنافسة ، لكن لها ضوابط وقيود شرعية .


6
وكذلك لازلت على فتواي في بعض اللقاءات الصحفية وغيرها على أنه ينبغي للسلفيين أن يحصلوا على بطاقات انتخابية – نظرا لأن هذا مما ابتلي به المسلمون في الفترة الأخيرة – فإن علموا أن انتخابهم لشخصٍ ما يخدم الإسلام والمسلمين ، أو يخفف الشر أو الفساد ، سواء كان مؤتمرياً أو إصلاحياً أو غيرهما أعطوه صوتهم ، وإلا أمسكوا، ولايوجد من يلزمهم بالانتخاب في هذه الحالة، وهذا ليس من باب إطلاق القول بإباحة الانتخابات كما جاء في بعض تعليقات ذوي الجهالات والضغائن ، فإن الانتخابات الهمجية الفوضوية لايجيزها دين ولا عقل ، ولكن من باب دفع سيئة كبرى بسيئة صغرى عند الاضطرار لذلك ، وهذه فتاوى قديمة مني وليست جديدة ، حتى عندما كنت أمنع بالكلية من الفتوى بدخول الانتخابات منذ سنوات ، فكنت من جهة التأصيل العلمي أقول : كثير من الذين يخالفوننا في دخول الانتخابات يخالفوننا في مسألة اجتهادية ، لأنهم يقرون بأن الحكم لله ، وأن التحليل والتحريم من حق الله عزوجل ، لايجوز منازعته في كثير أو قليل من ذلك ، لكنهم يرون أن ترك ذلك بالكلية يزيد الشر ، وأن الدخول يخفف الشر ،وكنا نرى أن الترك أفضل ،

فكنت ولازلتُ أدافع عنهم بأنها مسألة اجتهادية وليست من أصول الدين ، وكان مما يشنع به غلاة ربيع وأذنابه عليَّ أني أقول : مسألة الانتخابات مسألة اجتهادية – بالمعنى السابق – واليوم نجد بعض من أنضج الغيظ قلوبهم من متحزبي الإخوان وغيرهم من يقول : هذا تلوُّن في الفتوى من أجل حطام الدنيا !! ولا يدري هذا الجويهل أننا ندافع عنهم عندما غلا الغلاة ضدهم ، وكذلك ندفع غلو الحزبيين من الإخوان وغيرهم في حزبيتهم ، فهذه هي الوسطية التي تقبل أي جزء من الحق من هذا الطرف أو ذاك ، وترد أي جزء من الباطل من هذا الطرف أو ذاك ، لكن يأتي أهل التحزب إلا أن يطبقوا سياسة “بوش”: من لم يكن معنا فهو ضدنا !! وأنا أقول : أنامعكم في الحق فقط ، فأقبل الحق وأناصركم عليه ، وأرد الباطل وأناصحكم فيه ، وهذا حالنا مع أهل التدين والثقة من الإخوان المسلمين ومن غيرهم ، وحالنا مع أهل التحزب والأهواء منهم ومن غيرهم ، فما العيب في ذلك لو كان هناك إنصاف وتجرد ؟!


كما أنني كنت أذكر في تأصيل المسألة علمياً أن الاختلاف في تقدير المصلحة والمفسدةوتنزيل ذلك على الواقع من الخلاف السائغ ، ولا علاقة له بأصول الدين وثوابته ، وإقحام أحكام التكفير أو التبديع والتفسيق والتضليل في هذا المقام لذلك خلاف طريقة أهل العلم سلفاً وخلفاً .


– 7
كما سبق لم يتغير قولي في فكرة الانتخابات الهمجية التي تجعل صوت العالم والجاهل سواء ، وصوت المسلم وغيره سواء …الخ ، لكن الذي استجد أن الانتخابات من قبل كانت لاتقدم ولاتؤخر في الأمور المبرمة سابقا ، وإنما في الأيام الأخيرة بدأ يظهر لها أثر – وإن لم يكن تاما فأصبح العاقل ينظر في عاقبة الدخول أو الترك ، فيعمل ما يراه أقرب إلى الحق إقداما أو إجحاماً ، والفتوى تتغير بتغير الزمان والأحداث وآثارها على المجتمع ،كما ذكر الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتابه القيم ” إعلام الموقعين عن رب العالمين فليس هذا من التلون ، وهذه فتاوى كبار أهل العلم في هذا العصر ، لا كما يقول أحد الكتَّاب معلقا على الخبر الذي نشره موقع ” مأرب برس ” : ” لو يعرف الشيخ مقبل سيقوم من قبره ” هل يظن هذا الجاهل أننا نعبد مقبلا أو أكبر منه أو أصغر ؟ هل يظن أنه – على جلالة قدره في نفوسنا – أنه أحب إلينا مما نعتقد أنه أقرب إلى الحق ؟ ثم إني أقول لهذا الكاتب وغيره : كما كنا نرد على الشيخ مقبل رحمه الله – في حياته ما نعتقد أنه خالف فيه الحق حتى قلتم كاذبين : أبوالحسن يتجرأ على الشيخ !! فكذلك لو فرضنا أنه قام من قبره سنقبل منه الحق ، ونرد عليه الخطأ هو وغيره من الخلق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يؤخذ كل كلامه ، ولايُرد منه حرف واحد .

 

 

8 – هناك من علّق على الخبر بأنني أدخلتُ المركز الانتخابي عندما قاطع اللقاء المشتركالانتخابات ، وهذا أيضا كلام غثٌّ ، لأن اللقاء المشترك إذا قاطع الانتخابات فليس هناك فرق بين كون المركز الانتخابي عندنا أم لا ؟ فالنتيجة هي النتيجة ، فما الجديد في إدخالي المركز عندنا بسبب مقاطعة اللقاء المشترك ؟ على أنني لم يصلني – حتى الآنخبر قاطع بأن اللقاء المشترك قاطع الانتخابات، لأنني لا أهتم بهذه الأخبار ، ومشغول بغيرها ، وأيضاً أنا لست ضد حزب الإصلاح من كل وجه ، فالعقلاء منهم يدركون أنني أُثني عليهم، وأدافع عنهم، وأذكر مواقفهم السابقة واللاحقة في نصرة الدين أمام من يرميهم بعداوة الإسلام والمسلمين من غلاة ربيع وأذنابهم ، ومن يتهمهم بالزندقة ،فكنت ولازلت أذكر لهم دورهم من مناهج التربية في اليمن ، وكذا مواقفهم في الحفاظ على كثير من شباب الأمة من الانخراط في الأحزاب اليسارية أيام التشطير ، وكذا آثار المعاهد العلمية في المدن والقرى والبوادي ، وغير ذلك من أمور ، وإن كان في بعضها مؤاخذات ،ولي على دعوة الإخوان عدة مؤاخذات؛ لكن المنصف الذي ينظر في الأمر من جميع جوانبه لا من جانب واحد ، فكل منا فيه خير من جانب وشر من جانب آخر ، وهاهم الغلاة أذناب ربيع يرمونني بأني إخواني لدفاعي عنهم فيما أحسنوا فيه ، وهاهم الحزبيون من الإخوان يرمونني بأنني أفتي في هذا الباب تقرباً للحاكم من أجل الدنيا – التي هم أكثر من حصَّلها من الحاكم ، وليس معي شخصياً منه ولا من ينتسب إليه درهم واحدورميهم لي بذلك من أجل عدم الانخراط معهم في حزبيتهم، فالحق وسط بين هؤلاء وأولئك )وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور).


9 – أنا أفتي الناس وأؤكد هذه الفتوى في هذا الجواب ، بأن ينتخبوا الأصلح مؤتمرياً كان أو إصلاحيا أو غيرهما مع مراعاة بقية الأمور ، ولو ترشح مؤتمري لايبالي بثوابت الدين ، وترشح إخواني أو غيره يقف عند حدود الله ، فمن أعطى صوته لغير الرجل الصالح هذا فقد ظلم وأعان على الظلم ، مع مراعاة الأمور الأخرى ، والعكس أيضا : لو ترشح مؤتمري فيه دين وشهامة ومروءة ،وترشح من اللقاء المشترك اشتراكي أو رافضي أو نحوهما ، لأفتيت الناس بالتصويت للمؤتمري ، لا لأنه مؤتمري ، ولا لأن ذاك إصلاحي ، بل لأن أحدهما أو كليهما نصرته نصرة لبعض الحق ، وإن لم يكن كله ، فأي عداوة عندي للإصلاح أو غيره في ذلك؟ إنني لا أكره إلا الباطل من حيث كان ، ولما جاء الباطل من بعض السلفيين رددته عليهم ، وكان مما رددته عليهم بغيهم وظلمهم لعلماء الإخوان المسلمين ودعاتهم ، لكن الحزبية لاترضى عنك إلا إذا أخذتها بعجرها وبجرها ، وغثِّها وسمينها !!


وكذلك لو كنت متبعا للحاكم في كل شيء حقا كان أو باطلا لما فصَّلتُ هذا التفصيل في الفتوى،وأطلقت كما تطلق الصحف الرسمية الكلام، ولكن الحق أحب إلينا من كل أحد ، ولايلزم من التمسك بثوابت أهل السنة في السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف أنه يُسمع ويطاع له في المعصية ، ولايلزم من عدم الطاعة له في المعصية الدعوة إلى التهييج وإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والخروج على السلطان .

 

10 – لو تولى زمام الأمور رجل من حزب الإصلاح لأفتيت بالسمع والطاعة له في المعروف ، ومؤازرته ومعاونته بقدر ما عنده من الحق ، وعدم منافسته –عل ما سبق من تفصيل – هذا دين لايتغير ما دامت قيود وشروط الفتوى متوافرة ، لكن حب الشيء يُعمي ويُصم ،ومن هنا يستحل الحزبيون أعراض مخالفيهم بلا تقوى ولا ورع .


11 – ما هي الجريمة التي ارتكبتها أمام متعصبة الإخوان بإدخال المركز عندنا – لو سلمتلهم بأنني الساعي لذلك – ؟ هل لأن الانتخابات عندهم محرمة ؟ فموقفهم منها معروف ،وبعضهم يغلو فيها ويجعل المخالف له في ذلك مخالفا في أصول الدين ، وهم وأذناب ربيع في ذلك طرفان لايلتقيان .


أم أن جريمتي عندهم أنني غيرتُ فتواي كما يزعمون ؟ والجواب أنه مما سبق يتضح أن هذا التأصيل العلمي عندي قديم وليس بحديث ، حتى أيام المخالفة لمن يدخل الانتخابات ، كما سبق تفصيله ، فلا جديد في الأمر من جهة التأصيل لا التنزيل.

 


أم أنهم يرون أن هذه الفتوى في مقابل فلوس كما يهرفون بما لايعرفون ؟ والجواب عن ذلك:


أولا : الفصل في هذا بين يدي علام الغيوب ، ومن يقول : اذهبوا بهذا إلى الجنة ، وبذاك إلىالنار ، لأن الخطاب مع هؤلاء لايأتي بجديد ؛ إذ همهم التشنيع لا معرفة الحق – إلا من رحم الله – .


ثانيا: هل أنتم أيها الحزبيون تحرمون أخذ الفلوس من الحاكم ؟ وهل ما دخلتكم المليارات من جهته ؟ وهل ما اعترفتم بخطئكم في مناصرته عندما حرمكم بعض المناصب ،مع أنكم ناصرتموه ضد من كنتم تحكمون بكفرهم ، فهل مناصرتكم ضد من تعتقدون كفرهم تتراجعون عنها من أجل وزارة حرمتموها ، أو منصب أو حقيبة وزارية لم تظفروا بها ؟!

 


أم أن السبب في استنكاركم عليَّ اعتقادكم أنني ضد الإخوان المسلمين من جميع الوجوه ؟ وقد ظهر مما سبق كذب هذا الادعاء ، بل أنا من دعاة جمع الشمل ولملة صفوف أهل السنة على ما بينهم ،مع مراعاة ضوابط أهل العلم في ذلك ، فلو كنتم تقدمون السنة على الحزبية لقدرتم هذه الجهود ، ولكن الجهل يعمل بأهله العجائب {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ } ومن جهل شيئا عاداه .


أم أن السبب في هذا الاستنكار عندكم أنني لست من أحد الأحزاب الستة في اللقاء المشترك ؟ هل يعجبكم أن آخذ بطاقة اشتراكية أو ناصرية أو بعثية أو رافضية ؟ أم أبقى على ما أنا عليه بدون بطاقة من جميع الأحزاب ، وأنصر كل أحد في الحق ، بشروط معروفة عند أهل العلم ؟


أيها المتعصبون من الإخوان : لا تغلو في اللقاء المشترك ، فكأني بكم غدا تكفرونهم أو كثيرا منهم من جديد إذا اختلفتم معهم في مسائل إدارية أو اجتهادية، وعلى كل حال فلسْنا ذنبا لكم ولا لغيركم إن كفْرتم أحداً أو طائفةً أو حزباً أو مدحتموهم ، لأننا نأخذ الأحكام من مظانها الشرعية ، ولا نرى إطلاق الكفر على أي مسلم كان إلا بشروط معروفة عند أهل العلم .


12 – أنصح طلاب الحق حيثما كانوا بالتجرد من الهوى ، وبالعمل بمقتضى الأدلة ،ولايتأثروا بأي شيء داخلي أو خارجي لم يرفع به الشرع رأسا ، وأن يسلكوا مسلك كبار أهل العلم الذين ينظرون في مآلات الأمور من مصالح ومفاسدبل بلغ ببعضهم أنه أفتى بانتخاب نصراني غير معادٍ للمسلمين على نصراني قد أظهر عداوته، إذا غلب على الظن أن الدخول في تلك الانتخابات سيغير من الواقع الأسوأ إلى واقع أقل سوءاً – وذلك لأن النظر في مآلات الأمور من مقاصد الشرع الشريف ، وأن يعرفوا مراتب المسائل المختلف فيها ، ويلزموا منهج السلف قولا وعملا ، وألا يكونوا ممن يحبون إشاعة الفتنة لهوى في النفوس ، فإن الحق سرعان ما يفضح كوامن النفوس ،وتبقى حسرة الهوى عاراً على صاحبها ، وإن أظهر أنه يغار لله . ومن ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان ولولا انشغالي بأمور صحية لاستوعبت الكلام في ذلك ، وربما أعلق على بعض تعليقات من يهرف بما لايعرف ، لكن عسى أن يكون في ذلك كفاية وهداية ووقاية من الضلالة والعماية ، وإلا فالله حسبنا ونعم الوكيل .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
كتبه :
أبوالحسن السليماني

من الرياض في 21/ ذي القعدة / 1429هـ

 

 

للتواصل معنا