سمعنا بعـض الخطبـاء ينهى عن الحُبية والخطيب يخطب يوم الجمعة

السؤال  : سمعنا بعـض الخطبـاء ينهى عن  الحُبية والخطيب يخطب يوم الجمعة ، سواء كانت الحبية باليد ، أو بعمامة ، أو غير ذلك , فما حكم هذا الأمر ؟

الجواب : رُوي نهي عن الحبية من حديث معاذ بن أنس الجهني ، وعبدالله بن عمرو عند أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وغيرهم ، إلا أن هذا الحديث فيه نظر من الجهة الحديثية والفقهية .

فمن الناحية الحديثية : ففي حديث معاذ بن أنس من لا يُحتج به ، وفي حديث ابن عمرو احتمال وجود رجل واهٍ فيه ، ورُوي من مرسل أو معضل يحيى بن أبي كثير ، ومرسلاته شبه الريح ، قاله القطان ، انظر ” تهذيب التهذيب ” وحديث جابر فيه متروك .

ومن الناحية الفقهية : فراوي حديث معاذ بن أنس : أبو عبدالرحمن المقرئ ، وقد قال بعد روايته : ” ليس هو بالمعروف عند الناس – ولعله يعني هذا الحُكْم – ولم يزل الناس يحتبون اهـ . من ” مسند أبي يعلى ” .

وذكر ابن المنذر في ” الأوسط ” ( 4/81-83) أن أكثر مَنْ يُحفظ عنه من أهل العلم رخّصوا في ذلك ، وفي ” نيل الأوطار ” (3/266) أن أبا داود قال : “لم يبلغني أن أحدًا كرهها إلا عبادة بن نسى ” اهـ . والظاهر أن هناك غيره ممن كرهها أيضًا .

فالظاهر – مع غَمْزِ من غَمَزَ في الحديث – أن الحبية في حالة الخطبة لا تكره ؛ إلا إذا كانت سببًا في كشف العورة ، أو نقض الطهارة بسبب النعاس ، الذي يصل إلى درجة تفقد الرجل الطهارة ، أو يحول دون الاستماع للخطيب ، والله أعلم .