الأسئلة العامة

سمعنا أن شهر رجب من الشهور الحرام , وأن الله حرم فيها القتال

السؤال : سمعنا أن شهر رجب من الشهور الحرام , وأن الله حرم فيها القتال , فما هو الدليل على ذلك ؟ وهل لشهر رجب أسماء غير هذا الاسم ؟

الجواب : الشهور الحرام أربعة ، منها شهر رجب، وقد قال الله  تعالى : في سورة التوبة : ]إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ. إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ[ وقد جاء في “صحيح البخاري” (4662) و” صحيح مسلم ” (1679) من حديث أبي بكرة : أن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ” إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض, السنة اثنا عشر شهرًا , منها أربعة حرم , ثلاثة متواليات : ذو القَعدة, وذو الحِجة, والمحرم , ورجب شهر مضر, الذي بين جُمادَى وشعبان “.

وإنما خَصَّ الشهر بمضر ؛ لأنها القبيلة الوحيدة التي كانت تُعظِّم هذا الشهر , فلا تُحْدِث فيه قتالاً , بخلاف ربيعة , التي كانت تجعله مرة في رمضان , فبين النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بذلك صحة قول مضر , وانظر حكمة الله U في ذلك ، فقد جعل للحاج الأمان في الأشهر المتوالية ذهابًا ومُكثًا وإياباً , وجعل رجب أمانًا يأمن فيه المعتمر في وسط العام , وانظر هذا موسعًا في ” تفسير ابن كثير ” في الآية (2/369 وما وراءها) .

وقد كان كثير من أهل الجاهلية إذا اشتهى القتال ؛ أَحَلَّ شهر المحرم , وأَخَّرَ تحريم القتال إلى صفر , فيحلون الحرام , ويحرمون الحلال , ليواطئوا عدة ما حرم الله : الأشهر الأربعة … اهـ . من ” تفسير ابن كثير – رحمه الله – “.

 

وقد قال تعالى في سورة البقرة : ] يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ.. [ الآية, أي أن القتال فيه عظيم عند الله وكبير؛ فلا يجوز .

وانظر إلى جهل المسلمين في هذا الزمان بهذا الحكم , الذي كان المشركون على دراية به , وشنّعوا على المسلمين لما وقع القتال في أول رجب , فإن لله وإنا إليه راجعون من غربة شعائر الله بين الناس , فيستحلون ما حرم الله , ولا يدرون متى دخل الشهر الحرام ومتى خرج , فاللهم غُفرًا .

وأما عن أسماء شهر رجب ؛ فقد ذكر الحافظ في مقدمة كتابه : ” تبين العجب ” ص ( 21-23) ونقل عن ابن دحية أن له ثمانية عشر اسمًا :

الأول : رجب ؛ لأنه كان يُرجَّب في الجاهلية , أي : يُعظَّم .

الثاني : الأصم ؛ لأنه ما كان تسمع فيه قعقعة السلاح .

الثالث : الأصب ؛ لأنهم كانوا يقولون : إن الرحمة تُصب فيه .

الرابع : رجم – بالميم – لأن الشياطين تُرْجَم فيه .

الخامس : الشهر الحرام .

السادس : الحرم ؛ لأن حرمته قديمة .

السابع : المقيم ؛ لأن حرمته ثابتة .

الثامن : المُعَلَّى ؛ لأنه رفيع عندهم .

التاسع : الفرد ؛ وهذا اسم شرعي ، ولعل ذلك لكونه وحده ، لا سابق له ولا لحق

العاشر : مُنْصِل الأسنة , ذكره البخاري عن أبي الرجاء العُطاردي .

الحادي عشر : مُنْصِل الآل , أي : الجواب , وقع في شعر الأعشى .

الثاني عشر :مُنْـزِع الأسنة .

الثالث عشر : شهر العتيرة , لأنهم كانوا يذبحون فيه (1).

الرابع عشر :المُبْرى .

الخامس عشر: المُعشعش .

السادس عشر : شهر الله .اهـ . والعلم عند الله – تعالى – .



(1) وهذا سيأتي الكلام عن حكمة في السؤال الذي بعد هذا – إن شاء الله تعالى – . 

للتواصل معنا