الأسئلة العامة

متى يبدأ التكبير ومتى ينتهي في العيدين ؟ وما هي الهيئة الصحيحة في التكبير ؟

السؤال  : متى يبدأ التكبير ومتى ينتهي في العيدين ؟ وما هي الهيئة الصحيحة في التكبير ؟

الجواب : في عيد الفطر يبدأ التكبير عند الغدو إل المصلى , وينتهي بقيام الإمام للصلاة، وهذا ما ثبت من فعل ابن عمر ، وهو أولى من غيره ، وقد قال ابن المنذر في “الأوسط” (4/249-251) : ” فأما سائر الأخبار عن الأوائل فدالة على أنهم كانوا يكبرون يوم الفطر إذا غدوا إلى الصلاة ” اهـ

.

 

وهو فعل صحابي ، ولم يصح غيره عن غيره ، وقد ذهب الشافعي إلى أن التكبير يبدأ بإكمال عدة رمضان ، سواء رؤي هلال شوال ، أو تمت عدة رمضان ، وينتهي التكبير بخروج الإمام للصلاة ، أو بانقضاء العيد ، ورجح ذلك شيخ الإسلام ، كما في ” مجموع الفتاوى ” (24/221) و”الاختيارات” ص (82) وانظر “الأم” للشافعي (1/400) .

وذهب مالك ، والأوزاعي ، وأحمد ، وإسحاق إلى أن التكبير في الفطر يبدأ يوم العيد .

والاستدلال بقوله تعالى : ]وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ[ على الأمر بالتكبير عقب الإفطار من آخر يوم في رمضان ؛ مبنى على أن الواو تقتضي الترتيب والفورية ، وليس كذلك . انظر ” المجموع ” (5/41) .

وأما عيد الأضحى : فقد ثبت عن بعض الصحابة – وهو قول أكثر أهل العلم – أن التكبير من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق ، وبعضهم يقول إلى عصر اليوم الأخير من أيام التشريق ، وهو محمول على التكبير المقيد عقب الصلوات ، أما التكبير المطلق الذي هو في المساجد والأسواق وغير ذلك ؛ فينتهي بغروب شمس آخر أيام التشريق ، وأيام التشريق ثلاثة بعد النحر ، وسميت بذلك إما لأنها أيام العيد والتكبير ، ويطلق عليه التشريق ، وإما لأنهم كانوا يشرقون لحم الهدي والضحايا فيها ، وأما لأن الهدي والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس , أي تطلع . انظر “لسان العرب” (10/176) .

وذهب داود , وابن حزم إلى وجوب التكبير للآية ، وهو محل بحث . انظر “تفسير ابن كثير” (1/295) .

ومنهم من ذهب إلى أن التكبير يبدأ من ظهر يوم النحر ، وفي ذلك آثار عن جماعة ، ولا تصح هذه الآثار .

والأصل في التكبير قول الله U في الفطر : ]وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ[ – على نزاع في المراد بالتكبير – وقوله سبحانه في الأضحى ]كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ[ .

ولم ترد هيئة محدودة عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إنما ورد عن بعض الصحابة مثل قول ابن عباس : الله أكبر كبيرًا ، الله أكبر كبيرًا ، الله أكبر وأجل ، الله أكبر ولله الحمد . أخرجه ابن أبي شيبة برقم (5645، 5654)  وسنده صحيح .

وقول سلمان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرًا  . وفيه زيادة فيها ثناء على الله U . أخرجه البيهقي في “الكبرى” (3/316) وفي “فضائل الأوقات” ص (424) برقم (227) وسنده صحيح , وانظر كلام الحافظ في “الفتح” (2/462) .

وقول إبراهيم النخعي : كانوا يكبرون يوم عرفة ، وأحدهم مستقبل القبلة ، في دبر الصلاة : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد . أخرجه ابن أبي شيبة رقم (5649) وسنده صحيح ، وسواء كان ذلك من فعل الصحابة أو فعل التابعين ؛ فإنه يدل على أن الأمر في ذلك واسع ، لكن الوقوف على ما ثبت عن الصحابة أولى ، والله أعلم .

وقد وسع في ذلك جماعة من الأئمة , انظر كلام أحمد في “سؤالات أبي داود” (1/61) و”سؤالات عبدالله” ص (128) و”سؤالات ابن هاني” (1/93) وانظر “الأم” (1/401) و”الأوسط” لابن المنذر (4/303-305) و”المجموع” للنووي (5/39، 40) و”المغني” (2/256) و”مجموع الفتاوى” لشيخ الإسلام (24/220) وغيرها ، والله أعلم .

للتواصل معنا