الأسئلة العامة

متي يبتدئ وقت صلاة العيد ، ومتى ينتهي ؟ وهل وقت العيدين سواء ؟

السؤال  : متي يبتدئ وقت صلاة العيد ، ومتى ينتهي ؟ وهل وقت العيدين سواء ؟

الجواب : عن يزيد بن خمير الرحبي عن عبدالله بن بسر ، أنه خرج مع الناس يوم فطر أو أضحى ؛ فأنكر إبطاء الإمام ، وقال : إنا كنا فرغنا في هذه الساعة ، حين التسبيح . أخرجه ابن ماجه برقم : (1317) والحاكم (1/295) وسنده صحيح .

وقد ادعى جماعة الاتفاق ، أو نفي الخلاف : على أن صلاة العيد تصلى ما بين النهيين ، أي بعد ارتفاع الشمس ، وزوال وقت الكراهة ، إلى ما قبل توسط الشمس في كبد السماء ، ومن هؤلاء ابن بطال ، كما في “الفتح” (2/457) وابن حزم في “المحلى” (5/81) وابن رشد في “بداية المجتهد” (1/510) .


 

واختلفوا في الصلاة حال طلوع الشمس ، وقبل زوال الكراهة ، فرخص فيها مالك ، وأما أبو حنيفة ، وأحمد – ووجه للشافعية – فأول الوقت عندهم إذا ارتفعت الشمس ، وزال وقت النهي ، والوجه الآخر للشافعية ، يدل عليه قول النووي في “المجموع” (5/4) : ” أول طلوع الشمس ، وأفضله ارتفاعها قد رمح ، وآخره الزوال باتفاق الشافعية ” اهـ .

واستُدِل لمالك بأن ذوات الأسباب تُصَلَّى في وقت النهي ، ويرد عليه أن هذا في الفائتة , أو التي تكاد أن تفوت ، بخلاف صلاة الجمع العظيم في وقت الكراهة ، وعمل جماعة السلف على خلاف ذلك . انظر ” فتح الباري ” لابن رجب (8/459-460) .

والسنة التكبير في الصلاة – أي في أول الوقت – لحديث عبدالله بن بسر ، وقال الكاساني : “ولأنه المتوارث في الأمة ، فيجب اتباعهم ” . اهـ  “بدائع الصنائع” (1/410) .

وقد ذكر الشافعي في ” الأم ” (1/386) مسألة ، فقال : ” يغدو إلى الأضحى قدر ما يوافي المصلي حين تبرز الشمس ، وهذا أعجل ما يقدر عليه ، ويؤخر الغدو إلى الفطر عن ذلك قليلاً غير كثير ، قال : والإمام في ذلك غير حال الناس ، أما الناس فأحب أن يتقدموا حين ينصرفون من الصبح ، ليأخذوا مجالسهم ، ولينتظروا الصلاة ، فيكونوا في أجرها – إن شاء الله تعالى – ما داموا ينتظرونها…” اهـ .

وذهب مالك إلى أن وقت ابتداء الصلاة للعيدين سواء ، وذهب أبو حنيفة ، والشافعي ، وأحمد إلى أنه يستحب أن تُؤَخَّرَ صلاة الفطر ، وتُقَدَّمَ الأضحى ، قال أحمد : ويكون تعجيل صلاة الأضحى بمقدار وصول الناس من مزدلفة إلى منى ، ورميهم ، وذبحهم ، نص عليه أحمد في رواية حنبل ، ليكون أهل الأمصار تبعًا للحاج في ذلك ، فإنَّ رَمْيَ الحاج الجمرة بمنـزلة صلاة العيد لأهل الأمصار اهـ . من “فتح الباري” لابن رجب (8/460-461) .

قالوا : العلة في تعجيل الأضحى دون الفطر ، أنه بتأخير صلاة عيد الفطر ، يتسع الوقت لإخراج الفطرة المستحب إخراجها فيه ، وبتعجيل صلاة الأضحى ، يتسع وقت التضحية ، ولا يشق على الناس أن يمسكوا عن الأكل ، حتى يأكلوا من ضحاياهم اهـ . من “فتح الباري” لابن رجب (8/461) وبنحوه في “المغني” (2/235) والله أعلم .

للتواصل معنا