الأسئلة العامة

هل ترفع الأيدي في تكبيرات العيد أم لا ؟

السؤال : هل ترفع الأيدي في تكبيرات العيد أم لا ؟

الجواب : عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : يرفع الإمام يديه كلما كبر هذه التكبيرات الزيادة في صلاة الفطر ؟ قال : نعم ، ويرفع الناس أيضًا . أخرجه عبدالرزاق (3/279/5699) وسنده صحيح .

وعند الفريابي في “أحكام العيدين” برقم (176) قال الوليد : قلت للأوزاعي : فأرفع يدي كَرَفْعِي في تكبيرة الصلاة ؟ قال : نعم ، ارفع يديك كلهن ، وسنده صحيح ، ووجه الوليد السؤال أيضًا إلى مالك بن أنس ، فقال : نعم ، ارفع يديك مع كل تكبيرة ، ولم أسمع فيه شيئًا اهـ . أخرجه الفريابي في “أحكام العيدين” برقم (137) .


 

وقد ذهب الشافعي ، وأحمد ، وأبو حنيفة أيضًا إلى ذلك ، انظر “سؤالات عبدالله” ص (130) و”المنتقى” (1/319) وعند مالك رواية أخرى ، بالرفع في تكبيرة الإحرام فقط ، انظر “المدونة” (1/155) وقول آخر بالتخيير في الزوائد ، والمشهور عن مالك الرفع في الإحرام فقط ، وبه قال الثوري ، وابن أبي ليلى ، وأبو يوسف ، كما في “المجموع” (5/21) وبنحوه قال ابن حزم كما في “المحلى” (5/82) .

وحجة الجمهور حديثان ضعيفان ، هما : ” لا تُرْفَع الأيدي إلا في سبعة مواطن… ” ، ومنها تكبيرات العيد .

وحديث : أن الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان يرفع يديه مع كل تكبير وذكروا أن ابن عمر كان يفعل ذلك ، ولم أقف على سند له .

ومن جهة النظر : قال الشافعي : رَفَعَ رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يده حين افتتح الصلاة ، وحين أراد أن يركع ، وحين رفع رأسه من الركوع ، ولم يرفع في السجود ، فلما رفع رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في كل ذِكْر تكبيرة ، وقول : سمع الله لمن حمده ؛ كان حين يذكر الله – جل وعز – رافعًا يديه قائمًا ، أو رافعًا إلى قيام من غير سجود ؛ فلم يَجُزْ إلا أن يقال : يرفع المكبِّر في العيدين يديه عند كل تكبيرة كان قائمًا فيها : تكبيرة الافتتاح , والسبع بعدها , والخمس في الثانية… فإن ترك ذلك كله عامدًا , أو ساهيًا , أو بعضه . كَرِهْتُ ذلك له ، ولا إعادة للتكبير عليه ، ولا سجود للسهو اهـ . وبنحوه قال ابن المنذر في “الأوسط” (4/282) وقال الكاساني في “بدائع الصنائع” (1/411-412) : ” ولأن المقصود -وهو إعلام الأصم- لا يحصل إلا بالرفع، فيرفع كتكبيرة الافتتاح وتكبير القنوت ، بخلاف تكبيرتي الركوع ؛ لأنه يؤتى بهما في حال الانتقال ، فيحصل المقصود بالرؤية ، فلا حاجة إلى رفع اليد للإعلام ” اهـ .

واستدل من منع من الرفع : بأن الرفع حركة زائدة في الصلاة ، وهي عبادة ، ولم يُنقل ذلك عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واستدلوا بحديث : كان رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يرفع يديه مع تكبيرة الإحرام ، ثم لم يَعُدْ ، وهو حديث ضعيف .

والذي يظهر : عدم الإنكار على من رفع يديه ، والقول بأنها حركة زائدة في الصلاة لم تنقل من فِعْلِهِ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في صلاة العيد ؛ يَرِد عليه : أن الرفع في تكبيرة التحريم في العيد أيضًا لم يُنقل ، وهم يقولون به ، نعم ورد الرفع فيها في غير صلاة العيد ، فإن قاسوا صلاة العيد على غيرها ؛ فلا يُنكروا على من قاس بعض تكبيرات صلاة العيد على البعض الآخر من باب أولى ، وقد رفع ابن عمر ، وزيد بن ثابت في تكبيرات الجنازة ، وما استظهرته هو قول الجمهور ، وثبت عن عطاء ، والأوزاعي وغيرهما ، ومع ذلك فلا ينكر على من لم يرفع ؛ لعدم وجود دليل ملزم للمنازع ، والله أعلم .

للتواصل معنا