الأسئلة الحديثية

ابن حبان يدخل الراوي في كتابه «الثقات» ويقول: «يغرب»، فهل هذا تضعيف منه؟ فإن كان كذلك؛ فما وجه إدخاله في كتاب «الثقات» دون «المجروحين»؟

ابن حبان يدخل الراوي في كتابه «الثقات» ويقول: «يغرب»، فهل هذا تضعيف منه؟ فإن كان كذلك؛ فما وجه إدخاله في كتاب «الثقات» دون «المجروحين»؟

قول ابن حبان في «الثقات» في الراوي: يخطئ، أو يغرب، أو ربّما أغرب، أو ربّما أخطأ، هذه الكلمات ليست تضعيفاً صريحاً منه حتى نقول: إذا كان كذلك، فلماذا لا يدخله في «المجروحين».

ولكن يُنظر ما عدد أحاديث هذا الراوي؟ فإذا كان مكثراً، فلا تضره الغرائب، وإذا كان مقلاً، وليس معه إلا حديث واحد مثلاً، وأغرب فيه، فيكون متروكاً، وقد رد بهذا أو نحوه الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – على ابن حبان، في ترجمة بعض الرواة، الذي قال فيه ابن حبان هذه المقالة، مع إدخاله إياه في «الثقات»، وليس له إلا حديث واحد، وعلى كل حال فهذه الكلمة ليست جرحاً صريحاً من ابن حبان، حتى نقول: يلزمه أن ينقل هذه الترجمة من كتاب «الثقات» إلى كتاب «المجروحين»، فإن كتاب «المجروحين»([1]) لمن كان الجرح فيهم ظاهراً، والعكس في كتاب «الثقات»، وإن كان ابن حبان قد يخرج عن ذلك في بعض التراجم، ولذلك عده بعضهم بأنه صاحب تهاويل.

وكما أن هذه العبارات ليست جرحاً صريحاً من ابن حبان، فكذلك ليست جرحاً صريحاً من غيره، وليست كقولهم: «ضعيف»، وإن كان فيها تليين للراوي، وكذا قوله: «فلان صدوق يغرب»، أو «صدوق يهم» ليس كقولهم: «فلان ضعيف»، فإن القول الأخير أظهر في الضعف من القول الأول، والله أعلم.



([1]) قال المعلمي رحمه الله تعالى في «التنكيل» (ص:540) ترجمة عبدالرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان: وأمّا الغرائب فمن كثر حديثه كثرت غرائبه، وليس ذلك بقدح ما لم تكن مناكير، الحمل فيها عليه. اهـ.

للتواصل معنا