الأسئلة الحديثية

إذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا نقبل مراسيل الصحابة؟

إذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا نقبل مراسيل الصحابة؟

مرسل الصحابي الذي ثبت أخذه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أخذاً واضحاً، غالباً أنه أخذه عن صحابي آخر، ولو علمنا أنه أخذه عن تابعي، لوقفنا فيه، لكن إنما قبل العلماء مراسيل الصحابة؛ لأن جُلَّ روايتهم عن الصحابة، وبعضهم لم يروِ إلا عن الصحابة، وإن كنا نعلم أ، من الأكابر من يروي عن الأصاغر، لكن هذا نادر جداً، فمثل هؤلاء لا يقال فيهم: إنهم أخذوه عن التابعين، إما لأنهم لم يرووا عنهم أصلاً، وإما لندرة هذا النوع، والصحابة كلهم عدول([1]).



[1])) قال الحافظ ابن حجر في «النكت» (2/570): (قول الصحابي: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظاهر في أنّه سمعه منه أو من صحابي آخر، فالاحتمال أن يكون سمعه من تابعي ضعيف نادر جداً لا يؤثر في الظاهر، بل حيث رووا عن من هذا سبيله بيَّنوه وأوضحوه.

وقد تتبعت روايات الصحابة رضي الله عنهم عن التابعين وليس فيها من رواية صحابي عن تابعي ضعيف في الأحكام شيء يثبت فهذا يدل على ندور أخذهم عن من يضعف من التابعين، وفي (2/548):

فيتلخص من هذا أنَّ الأستاذ أبا إسحاق لم ينفرد برد مراسيل الصحابة رضي الله عنهم وأن مأخذه في ذلك احتمال كون الصحابي رضي الله عنه أخذه عن تابعي.

وجوابه: أنَّ الظاهر فيما رووه أنّهم سمعوه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو من صحابي سمعه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وأمّا روايتهم عن التابعين فقليلة نادرة، فقد تتبعت وجمعت لقلتها، قلت: وقد سردها شيخنا رحمه الله في «النكت» فأفاد وأجاد. اهـ.

وانظر «فتح الباري» (1/144) و«تدريب الراوي» (1/207)، و«المقنع» (1/138)

للتواصل معنا