الأسئلة الحديثية

هل تقبل مراسيل الصحابة الذين مات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم قبل التمييز؟

هل تقبل مراسيل الصحابة الذين مات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم قبل التمييز؟

من المعلوم أنَّ من شروط صحة الراوية، أن يثبت أنَّ التلميذ قد أخذ عن شيخه، وأدركه إدراكاً بيِّناً، وتحمّل عنه، وأمَّا الذين ولدوا في عهده صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد تكلّم عنهم الحافظ ابن حجر رحمه الله في أوائل كتاب «الإصابة» في (ص:5-6) في القسم الثاني، فيمن ذُكِرَ من الصحابة: الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبعض الصحابة من الرجال والنساء، ممن مات صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم دون سن التمييز، – وبيَّن رحمه الله أَنَّ ذِكْرَهُم في الصحابة، إنما هو على سبيل الإلحاق؛ لغلبة الظن على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رآهم، لتوفر دواعي أصحابه على إحضار أولادهم عنده عند ولادتهم، إلى غير ذلك، وفي النهاية قال الحافظ: لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، قال: ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الأول، فالذين أدركوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو رآهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سن لا يستطيعون التحمل فيه، فأحاديثهم من قبيل المرسل، وإن ذُكِروا في الصحابة؛ فنم باب شرف الرؤية؛ لا أن روايتهم متصلة، والله أعلم([1]).



([1]) كمحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه له رؤية، وقد حكم العلماء على روايته بالإرسال، لأن أكثر رواية هذا وشبهه عن التابعي بخلاف الصحابي الذي أدرك وسمع. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في «فتح الباري» (7/6) كتاب فضائل الصحابة حديث رقم (3651)…

فإنهم ذكروا مثل محمد بن أبي بكر الصديق وإنما ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بثلاثة أشهر وأيام، كما ثبت في الصحيح أن أمه أسماء بنت عميس ولدته في حجة الوداع قبل أن يدخلوا مكة وذلك فيث أواخر ذي القعدة سنة عشر من الهجرة ومع ذلك فأحاديث هذا الضرب مراسيل والخلاف الجاري بين الجمهور وبين أبي إسحاق الإسفرايني ومن وافقه في رد المراسيل حتى مراسيل الصحابة لا يجري في أحاديث هؤلاء لأن أحاديثهم لا من قبيل مراسيل كبار التابعين ولا من قبيل مراسيل الصحابة الذين سمعوا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا مما يلغز به فيقال: صحابي حديثه مرسل لا يقبله من يقبل مراسيل الصحابة. اهـ.

للتواصل معنا