الأسئلة الحديثية

كيف نعرف أنَّ هذه اللفظة جرح مجمل وتلك اللفظة جرح مفسَّر؟

كيف نعرف أنَّ هذه اللفظة جرح مجمل وتلك اللفظة جرح مفسَّر؟

شاع عند كثير من طلبة العلم، أنَّ الكلمة إذا كانت شديدة الجرح فهي جرح مفسر، وإذا كانت خفيفة الجرح فهي جرح مجمل، والأمر ليس كذلك، كما بينته في «شفاء العليل»([1])، ففي كل من القسمين عبارات مفسرة وأخرى مجملة، وسر ذلك أن تعلم أنَّ الراوي المجرَّح، يتكلّم فيه من جهتين، أو إحداهما: جهة العدالة وجهة الضبط، فإذا علمت من الكلمة أن الطعن موجه إلى الراوي في إحدى الجهتين أو كلتيهما، فإنَّه جرح مفسر وإلا فمجمل، فقولهم في أحد الرواة: ضعيف، أو ليس بشيء، أو متروك، أو ساقط… إلخ، ما كان من هذا السبيل، هذه العبارات لو سألنا أنفسنا: هل المقصود بها الجرح في العدالة أم في الضبط؟ لما ظهر لنا شيء، ولذلك فهي جرح مجمل لكن لو رأينا قولهم في أ؛د الرواة: «سيء الحفظ» أو «له أوهام» أو «فاحش الغلط» أو «فاسق» أو «كذّاب»… إلخ، ما كان من هذا السبيل، وسألنا أنفسنا السؤال السابق، لوجدنا للسؤال جواباً في كل لفظة، فمن هنا قلنا: إنَّه جرح مفسّر، وقد سأل بعضهم عن لفظة: «فلان منكر الحديث»، فمن طلبة العلم من قال: هي مجملة؛ لأنَّ «منكر الحديث»: هو ضعيف وقد خالف، ولفظه «ضعيف» مجملة، فما بُني عليها يكون له حكمها، وقال بعضهم: – وهو الصواب هي مفسرة، لأنَّ المخالفة تدل على قلة في الضبط، فتعين سبب الجرح، إلا أنَّ قول البخاري: «فلان منكر الحديث» مجمل؛ لأنَّ عنده بمعنى أنَّ الراوي لا تحل الراوية عنه، وهذا مجمل لعدم معرفة سبب هذا الترك، وإن كان البعض بعدها مفسرة، فالعمدة على ما قررته، والله أعلم.



([1]) المصدر السابق (1/253) وما بعدها من الباب الحادي عشر ذكر ألفاظ الجرح المجمل والمفسر.

للتواصل معنا