الأسئلة الحديثية

الشيعي الثقة إذا روى حديثاً في فضل علي بن أبي طالب هل يُقبل منه؟

الشيعي الثقة إذا روى حديثاً في فضل علي بن أبي طالب هل يُقبل منه؟

هذه مسألة تتعلق بقولهم: إذا روى المبتدع حديثاً يشد بدعته؛ لم يُقْبل منه، وقد تكلّم الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى في كتابه «التنكيل» على ذلك، وذكر أنَّهم قبلوا بعض الأحاديث التي ظاهرها أنّها تقوي قول أهل البدع([1])، لكن هناك فرق بين قولهم: «فلان الشيعي روى ما يشد بدعته»، وبين قولهم: «فلان الشيعي روى حديثاً في فضل علي»؛ لأنَّ فضل علي رضي الله عنه ثابت عند أهل السنة والجماعة، بالأحاديث الثابتة الصحيحة، لكن الأحاديث التي رواها أهل السنة في فضل علي، ليس فيها ما ينقص من الشيخين، وليس فيها علو في فضل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وليس فيها ركة في الألفاظ، ولا ضعف في المعاني، أمَّا أحاديث الشيعة في فضل علي: فهي في الغالب تدل على الغلو في فضله مع التنقص من كثير من الصحابة، وقد تكون ركيكة الألفاظ، ضعيفة المعاني، فالمتشيعة الذين رووا أحاديث صحيحة في فضل علي، قبلها أهل السنة منهم؛ لأنّها موافقة للقواعد التي عليها أهل السنة، وذلك أنَّ لعلي فضلاً عظيماً، دون أي تنقص من غيره، فإذا جاء المتشيعة والروافض، وأتوا بخلاف هذا، قلنا: «إنهم رووا ما يشد بدعتهم»، أمَّا إذا جاءوا لنا بما يوافق هذا الأصل مع الشروط الأخرى للرواية، قبلنا حديثهم، ولا نقول في هذه الحالة: إنَّهم رووا ما يؤيد بدعتهم؛ لأنَّ اعتقاد فضائل علي رضي الله عنه ليس ببدعة، والله أعلم([2]).



([1]) «التنكيل» (ص:237-238) قال المعلمي رحمه الله تعالى -: «… هذا وقد وثق أئمة الحديث جماعة من المتبدعة واحتجوا بأحاديثهم وأخرجوها في الصحاح، وممن تتبع رواياتهم وجد فيها كثيراً مما يوافق ظاهره بدعهم وأهل العلم يتأولون تلك الأحاديث غير طاعنين فيها ببدعة راويها، ولا في راويها بروايته لها، بل في رواية جماعة منهم أحاديث ظاهرة جداً في موافقة بدعهم أو صريحة في ذلك إلا أن لها عللاً أخرى… إلخ.

وقد مثل لذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الحاشية بما سبق نقله عنه في (ص:239).

([2]) سبق هذا التفصيل عن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى كما في (ص:239).

للتواصل معنا