الأسئلة الحديثية

هل يأتي المرسل بمعنى المنقطع؟

هل يأتي المرسل بمعنى المنقطع؟

نعم، هذا تراه كثيراً في كتب العلل، يقولون: أخرجه فلان مرسلاً، ويعنون بذلك: أنَّه منقطع بين الراوي وشيخه، وليس مرسلاً بمعنى أنَّه ما أضافه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم([1]).

وهنا أريد أن أنبه على أن تعريف المرسل المذكور في بعض كتب المصطلح، وأنَّه «قول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، دون ذكر الصحابي» غير دقيق؛ لأننا لو علمنا أنَّ الساقط هو الصحابي فقط، لكان الحديث مقبولاً([2])، لأنَّ إبهام الصحابة لا يضر، ولكنَّنا نخاف أن يكون بين التابعي وبين الصحابي تابعي آخر، يحتاج إلى نظر في حاله، فالعبارة ليست دقيقة، ولكن ينبغي أن نقول: المرسل: «هو ما أضافه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دون ذكر الواسطة أو دون ذكر من حدّثه»، فيشمل ذلك الصحابيَّ وغيرَه، ويدخل فيه: القول والفعل والتقرير والتعريفات أو الحدود أو الرسوم كما يسميها بعض أهل الأصول يجب أن تكون جامعة مانعة: جامعة لأوصاف الشيء المعرف، ومانعة من دخول أي أمر غريب غيرِ مقصود في التعريف، والله أعلم.



([1]) قال العلائي رحمه الله تعالى في «جامعه» (ص:96): تقدم الفرق بين المرسل والمنقطع والمعضل وأنّه اصطلاح حديثي واسم الإرسال شامل لكل ذلك عند أئمة الأصول وكذلك بعضُ أهل الحديث… إلخ.

وذكر ذلك أيضاً الحافظ ابن حجر رحمه الله في مواضع من كتبه؛ ففي «النزهة» (ص:81-82): وقريب من هذا: اختلافهم في المنقطع والمرسل: هل هما متغايران أو لا؟.

فأكثر المحدثين على التغاير لكنّه عند إطلاق الاسم وأما عند استعمال الفعل المشتق فيستعملون الإرسال فقط.

فيقولون: أرسله فلان سواء كان ذلك مرسلاً أو منقطعاً ومن ثم أ”لق غير واحد ممن لم يلاحظ مواضع استعماله على كثير من المحدثين أنّهم لا يغايرون بين المرسل والمنقطع وليس كذلك؛ لما حررناه، وقلَّ من نبَّه على النكتة في ذلك، والله أعلم. اهـ، وانظر كذلك «النكت» (2/543، 573) و«فتح المغيث» للسخاوي (1/137-138).

([2]) وانظر في ذلك كلام ابن رجب رحمه الله في شرحه لـ «علل الترمذي» (1/557) وقد سبق الكلام عليه في السؤال رقم(9).