الأسئلة الحديثية

في بعض التراجم نجد أئمة الجرح والتعديل يقولون: «فلان مظلم» أو «مظلم الأمر» فما معنى ذلك؟

في بعض التراجم نجد أئمة الجرح والتعديل يقولون: «فلان مظلم» أو «مظلم الأمر» فما معنى ذلك؟

قد وقفت عل وجهين لهذا اللفظ، فأحياناً يكون بمعنى أنَّ الراوي مجهول، وأن أمره مظلم لا يُعرف([1])، وفي هذه الحالة ننظر عدد الرواة عنه، ويُحكم عليه بما يستحق من جهالة العين أو الحال على تفاصيل في ذلك قد سبق شرحها وأحياناً يكون هذا اللفظ بمعنى أنَّ الراوي منكر الحديث([2])، وأنَّ هذه المناكير أظلمت بحديثه، فسلته النور والضوء الذي يكون على حديث الثقات، وفي هذه الحالة يُنظر إلى بقية كلام الأئمة، ليُعرف كمُّ ونوعُ هذه المناكير، فإن كانت محتملة وخفيفة؛ صلح في الشواهد والمتابعات، وإلا ترك، والله المستعان.



([1]) مثال ذلك ما ذكره ابن عدي في «كامله» (4/1568) ترجمة عبدالله بن واقد أبي رجاء الخرساني، قال فيه ابن عدي: ولعبدالله بن واقد هذا غير ما ذكرت وليس بالكثير وهو مظلم الحديث، ولم أرَ للمتقدمين فيه كلام فأذكره.

فتأمل قول ابن عدي رحمه الله -: وهو مظلم الحديث، ثم قوله: ولم أرَ للمتقدمين فيه كلام فأذكره، مما يدل على جهالته عنده، وإن كان عبدالله بن واقد قد وثّقه غير ابن عدي، وترجمته في «التهذيب»، وترجم له الحافظ رحمه الله في «تقريبه» بقوله: «ثقة موصوف بخصال الخير» والله أعلم.

([2]) ومثاله ما جاء في «الكامل» لابن عدي (1/269) ترجمة إبراهيم بن فهد بن حكيم.

قال ابن عدي: وسائر أحاديث إبراهيم بن فهد مناكير وهو مظلم الأمر. اهـ.

وقد ذكر المؤلف حفظه الله هذه الألفاظ في المرتبة الرابعة من مراتب التجريح في «كتابه شفاء العليل»، فلتراجع (1/ص:197).

هذا وممن نصَّ كذلك على أنَّ «مظلم الأ/ر»، تكون بمعنى: النكارة، شيخنا أبو عبدالرحمن مقبل الوادعي، – رحمه الله كما في «المقترح» السؤال رقم (28)، والله أعلم.

للتواصل معنا