الأسئلة الحديثية

لماذا كان تدليس التسوية شر أنواع التدليس؟

لماذا كان تدليس التسوية شر أنواع التدليس؟

سبق أن تدليس التسوية هو إسقاط ضعيف وأحياناً يكون إسقاط صغير بين ثقتين أو مقبولين قد سمع الثقة أو الصدوق من شيخه، من أجل أن يظهر الإسناد مستوياً بالثقات، ويترتب على هذا الصنيع أمران قبيحان:

الأول: الحكم للإسناد بالصحة، وتصحيح المتن والعمل بحديث الضعفاء والمجهولين.

الثاني: أن الثقة الذي أخذ من الضعيف المُسْقَط، يُحمَّل عهدة هذه المناكير، كما قيل للوليد بن مسلم حين سئل عن هذا الصنيع: فقال: أجلُّ الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء، فقيل له: إنك إن فعلت ذلك ضُعَّف الأوزاعي([1])، أي أن من نظر في روايته رأى فيها المناكير، ورأى أن شيوخه توبعوا عليها، فتلزق العهدة بالأوزاعي، وهو منها بريء، وهكذا يتعدى ضرر المدلسين في هذا النوع إلى غيرهم([2])، فنم هنا كان شر أنواع التدليس، والله المستعان.



([1]) في «الميزان» (4/348) قال صالح جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي قال: وكيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع وعنه عن الزهري وعنه عن يحيى وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبدالله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري قرَّة. فما يحملك على هذا؟ قال أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء… وهم ضعفاء ومناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الأثبات ضعف الأوزاعي، فلم يلتفت إلى قولي. اهـ.

([2]) أقول: ولهذا قال العلاني رحمه الله في «جامع التحصيل» (ص103) و«بالجملة فهذا النوع أفحش أنواع التدليس مطلقاً وشرها. لكنه قليل بالنسبة إلى ما يوجد عن المدلسين» ا.هـ وانظر كلام الإمام العراقي رحمه الله في «التقييد والإيضاح» (ص96-97).

للتواصل معنا