الأسئلة الحديثية

الراوي إذا قيل فيه: «صحيح الإسناد أو جيد الإسناد» ففي أي المراتب يكون؟

الراوي إذا قيل فيه: «صحيح الإسناد أو جيد الإسناد» ففي أي المراتب يكون؟

قد يتبادر للناظر في ذلك أنَّ الراوي ثقة أو صدوق، لكن لو عرفنا سبب هذا القول، لعلمنا حكمه، وذلك أنَّه قد يقال فيمن ينتقي في الراوية، ولا يروي عن كل أحد، كما قيل في حريز بن عثمان: «جيد الإسناد صحيح الحديث» انظر «تهذيب التهذيب»([1])، وقد يقال لكون الراوي قد ثبت سماعه من مشايخه، ولم يُتَّهم في صحة سماعه، فيكون معنى قولهم: «صحيح الإسناد» أي: «صحيح السماع»، ولا يلزم من كونه صحيح السماع، أن يكون ضابطاً بل قد يكون عدلاً([2])، ففي الحالة الأولى يكون هذا القول توثيقاً، وفي الحالة الثانية يكون فيه تفصيل حسبما يظهر من ترجمته، لكن إذا لم يظهر أي قرينة لذلك: فالأصل أن القول الأول في مرتبة الصحيح، والقول الثاني في مرتبة الحسن، وقد يرتقي لمرتبة الصحيح، والله أعلم.



([1]) «تهذيب التهذيب» (2/238) ترجمة حريز بن عثمان.

قال دحيم: جيد الإسناد صحيح الحديث، وحريز وصفه أبو داود بأنَّ شيوخه ثقات كما في «التهذيب» (2/172) ترجمة حبان بن يزيد الشرعي.

([2]) جاء في «الذيل على طبقات الحنابلة» (1/187) ترجمة ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي، قال أبو الفرج: وكان ديناً ثقة صحيح الإسناد، وقال ابن ناصر: صحيح السماع ما كان يعرف شيئاً، قال المؤلف حفظه الله في «الشفاء» (1/422) بعد ذكره لهذا المثال فالظاهر أنَّ قول ابن ناصر يفسر قول أبي الفرج… إلخ، والله أعلم.

للتواصل معنا