هل هناك فرق بين قول البخاري في ترجمة أحد الرواة: «فيه نظر» وبين قوله: «في إسناده نظر»؟
نعم، هناك فرق كبير، فالقول الأول يُطلقه غالباً في المتهمين والمتروكين([1])، وأمّا القول الثاني، فيطلقه ولا يقصد به تضعيف المترجم له، بل قد يضعف السند إليه، فيكون الجرح فيمن دونه لا فيه نفسه، انظر «المغني» ترجمة حُبشي بن جنادة السلولي (1/146) في نسخة (1/219).([2])
وقد يقصد أنَّ الراوي المترجم له: لم يصح سماعه من شيخه، كما سبق مراراً أنَّ الإسناد قد يطلق عندهم بمعنى السماع، أي في سماعه من شيخه نظر، وإن كان الراوي ثقة أو صدوقاً، انظر «تهذيب التهذيب» (1/384) وأعلم([3]).
([1]) قال المعلمي – رحمه الله – في «التنكيل» (ص:412): «… ذكروا أنَّ البخاري يقول: فيه نظر، أو سكتوا عنه»، فيمن هو عنده ضعيف جداً.
قال السخاوي في «فتح المغيث» (ص:161): «كثيراً ما يعبر البخاري بهاتين… فيمن تركوا حديثه بل قال ابن كثير: إنَّهما أدنى المنازل عنده وأردؤها»… إلخ اهـ.
([2]) ترجمة حبش بن جنادة السلولي قال الذهبي – رحمه الله -: «تناكد ابن عدي وذكره في «الكامل» وشبهته في ذلك قول البخاري في حديثه «إسناده فيه نظر»، قال الذهبي: وذلك عائد إلى الرواة إلى حبش لا إليه اهـ من «المغني».
([3]) ترجمة أوس بن عبدالله الربعي قال الحافظ في «التهذيب» (1/384)، وقول البخاري في «إسناده نظر، يريد أنّه لم يسمع من مثل ابن مسعود، وعائشة وغيرهما، لا أنّه ضعيف عنده وأحاديثه مستقيمة، اهـ. وانظر «الشفاء» (442-443) والله أعلم.