الأسئلة الحديثية

هل هناك فرق بين قول أحد العلماء: «هذا حديث ضعيف جداً» وقوله: «هذا حديث باطل»؟

هل هناك فرق بين قول أحد العلماء: «هذا حديث ضعيف جداً» وقوله: «هذا حديث باطل»؟

من تتبع صنيع العلماء الذين يتكلمون على الأحاديث؛ علم أنَّهم كثيراً ما يطلقون البطلان في مخالفة المتن لما هو ثابت من أصول الشرع، ويكون راويه شديد الضعف، أما إذا كان في السند رجل شديد الضعف، ولم يصل إلى التهمة بالوضع، وروى حور المتن، أو ليس فيه مخالفة ظاهرة لما هو مقرر في شرعيتنا، فإنَّهم يقولون: ضعيف جداً أو ساقط أ, متروك أ, غير ذلك، وكذلك المنكر يطلقونه في مخالفة الصحيح، لكن البواطيل أشد من المناكير، وغالب رواة البواطيل متروكون أو أُجْمِع على ضعفهم كما صرّح بذلك شيخنا الألباني رحمه الله في «الصحيحة» (2/364).

وأما المناكير فيطلقونها كثيراً على رواية الضعفاء عند المخالفة، أو إذا تفرد بها متروك، أو مجهول، أو نحو ذلك، والثقة قد يحكم على بعض حديثه بالبطلان، إذا أُدْخِل عليه، كما تكلّموا في بعض روايات معمر، لإدخال ابن أخيه ذاك الرافضي في كتبه، التي كان يمكنه منها، فيدخل فيها بواطيل، وقد حَمَّل بعضهم عهدة ذلك على عبدالرزاق تلميذ معمر.([1])



([1]) في «سير أعلام النبلاء» (12/367) ترجمة أحمد بن الأزهر، قال الإمام الذهبي رحمه الله وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعتُ أبا حامد بن الشرقي، وسُئل عن حديث ابن الأزهر عن عبدالرزاق في فضل عليِّ، فقال: هذا حديث باطل.

ثم قال: والسبب فيه أنَّ معمراً كان له ابنُ أخٍ رافضيٌّ، وكان معمر يمكنَّنه من كُتبه فأدخل هذا عليه، وكان معمرُ رجلاً مهيباً لا يقدر عليه أحدٌ في السؤال والمراجعة فسمعه عبدُالرزاق في كتاب ابن أخي معمر.

قلت: – أي الذهبي ولتشَيُّع عبدالرزاق سُرَّ بالحديث، وكتبه، وما راجع معْمَراً فيه ولكنَّه ما جَسرَ أن يحدِّث به لمثل أحمد وابن معين وعلي، بل ولا خرَّجه في تصانيفه وحدَّث به، وهو خائفٌ يترقَّب. اهـ.

للتواصل معنا