فإن قال قائل: إن الذل الذي أصاب الأمة بسبب ترك الجهاد، وقد قال– صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًا، لاينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)) أخرجه أبو داود([1]).
قال: وإذا كان ذلك كذلك؛ فنحن نريد أن نعيد للأمة عزَّها، ونرفع عنها الذل، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد، فلماذا تنكرون علينا ؟!
فالجواب: لاشك أن ترك ما أمر الله به، والوقوع فيما نهى الله عنه؛ سبب عظيم في إذلال هذه الأمة وإهانتها، ونسأل الله – عز وجل – أن يحيي قلوبنا بالإيمان، وأن يرزق المسلمين العزيمة عند ورود الشهوات، والبصيرة عند ورود الشبهات.
واعلم بأن رفع هذا الذل لا يكون بالتفجيرات والاغتيالات، فإن هذه الأمور زادت الأمة إهانة وإذلالًا، والشرَّ كثرة واستفحالا، والعدوُّ تسلطًا واختيالا!!
إن الجهاد في سبيل الله ما شُرِع إلا لتكون كلمة الله هي العليا، كما قال تعالى: ) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ( ([2])، ويقول سبحانه: ( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) ([3]) وقال – عز وجل –: ) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (([4]) ففي هذه الآيات بيان للغاية المرجوة – في الدنيا– من وراء القتال، فمن ذلك: دخول الناس في دين الله – عز وجل – وانتهاء الكفار عن كفرهم، وخزيهم، وشفاء صدور المؤمنين، وإذهاب غيظ قلوبهم، وأن يحل الأمن في ثغور بلاد المسلمين – فضلًا عن بيضة الإسلام وحوزته – فأين هذه المصالح العامة النافعة، والبركات السابغة من آثار التفجيرات التي سبق ذكرها ؟!
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى – عمن يستدل على جواز التفجيرات والاغتيالات بكون الجهاد ماضيًا إلى يوم القيامة، فقال – حفظه الله تعالى –: ((نعم، الجهاد ماض إذا توفرت شروطه ومقوماته؛ فهو ماض، أما إذا لم تتوفر شروطه ولا مقوماته؛ فإنه يُنْتظر حتى تعود للمسلمين قوتهم، وإمكانيتهم، واستعدادهم، ثم يقاتلون عدوهم، أنت معك مثلًا سيف أو بندقية، هل تقابل طائرات وقنابل وصواريخ؟ لا، لأن هذا بأس شديد… قال الله تعالى: ) وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ( ([5]) وهذا يضر بالمسلمين أكثر مما ينفعهم – إن كان فيه نفع )). ([6]) .اهـ.
وقال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى –: ((… فمن ولي ولاية، يقصد بها طاعة الله، وإقامة مايمكن من دينه ومصالح المسلمين، وقام فيها ما يمكنه من الواجبات، واجتناب ما يمكنه من المحرمات؛ لم يؤاخذ بما يعجز عنه، فإن تولية الأبرار؛ خير للأمة من تولية الفجار، ومن كان عاجزًا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد، ففعل ما يقدر عليه من النصيحة بقلبه، والدعاء للأمة، ومحبة الخير، وفَعَلَ ما يقدر عليه من الخير؛ لم يُكلف ما يعجز عنه، فإن قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر، كما ذكره الله تعالى... ))([7]).اهـ.
هل هؤلاء الشباب يدركون أن أمة الإسلام غير قادرة – بسبب تفريطها – على المواجهة، أم لا ؟ هل هؤلاء الشباب يسلِّمون بأن الجهاد ضَرْب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا كان سيؤول أمره إلى شر أكبر؛ فهو فساد وليس بجهاد ؟!
إن الجهاد له شروط، منها: القدرة على إنزال النكال والنكاية بالعدو الذي يحول بين الناس وبين ربِّهم، وأن يؤول أمر الجهاد إلى عز وقوة، لا إلى ذل وضعف،فأين هذا كله من صنيعكم ؟!
ألا تعلمون أن الله – عز وجل – لم يشرِّع الجهاد بالسيف إلا بعد القوة والتمكين للمسلمين ؟ وأما قبل ذلك فقد أمر الله المؤمنين بالكف، وقد كان هناك من يحب أن يشفي قلوب المؤمنين في الكفار، فَنُهُوا عن ذلك – كما يشير إليه قوله – سبحانه وتعالى –: ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً... ( ([8])، الآية وقوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقد استؤذن في قتال الكفار – : ((إني أُمِرْتُ بالعفو؛ فلا تقتلوا القوم )). ([9])
ولقد تدرج الأمر بالقتال حسب أطوار قوة المسلمين وضعفهم، وقد سبق كلام الأئمة فيما يجب على المسلم حال الاستضعاف، وما يجب عليه حال التمكين والاستخلاف، فهل راعى هؤلاء الشباب هذا كله ؟!
والحديث الذي استدلوا به – وهو قوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا تبايعتم بالعينة…)) الحديث – إنما يتكلم عن واقع أليم، وعلاج هذا الواقع لا يكون بهذا الشغب، إنما يكون بالدعوة إلى الله – عز وجل ، والقيام بما أمكن من الدين، وتَرْك ما نعجز عنه، أَوْ ما يجرّ علينا شرًّا أكبر، وسيأتي الله بكل شيء في وقته، وعند ذاك يفرح المؤمنون بنصر الله – عز وجل – أما هذا الحال؛ فإنه يؤخِّر النصر، ويُهلك الحرث والنسل، ويُذهب ما بقي من خير، ويسلِّط العدو ويُجَرّئه، ويبعثر الطاقات والجهود، ويهدم ما علا من البنيان، ويُمرض قلوب المؤمنين، ويُذْهب وُدَّ قلوبهم، وكما قيل: بآثارهم يعرفون!!
ثم إن الحديث فيه: ((حتى ترجعوا إلى دينكم)) ولم يقل: حتى ترفعوا راية الجهاد فقط!! والجهاد جزء من الدين، وليس كل الدين!!
فطلب العلم، وتعليمه الناس، والدفاع عن العقيدة، وإزالة الشبهات، والذب عن الإسلام والرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه – رضي الله عنهم – وأئمة الدين سلفًا وخلفًا، وطباعة كتب السنة ونشرها، وتقريرها في المدارس والجامعات، والقضاء بالشريعة، وإقامة الحدود، وبذل الخير والنفع للناس شرقًا وغربًا، وشمالا ويمينًا، ونشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، وإقامة الصلوات، وإيتاء الزكوات، وصيام رمضان، وحج البيت، وتربية الأولاد على الصدق والعفاف والصلة… الخ،كل ذلك من الرجوع إلى الدين، وكثير من ذلك مُمْكِنٌ وميسور – في الجملة ولله الحمد – لمن اشتغل بذلك، فكيف نسعى إلى ما نعجز عنه، ونهمل ما نستطيع القيام به ؟ !
وقد قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى –: ((فقوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين: جهاد باليد والسنان، وهذا المشارِكُ فيه كثير، والثاني: الجهاد بالحجة والبيان، وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين، لعظم منفعته، وشدة مؤنته، وكثرة أعدائه، قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية: ) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ! فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ( ([10])، فهذا جهاد لهم بالقرآن، وهو أكبر الجهادين، وهو جهاد المنافقين))([11]).اهـ.
وقال – رحمه الله تعالى –: ((فالفروسية فروسيَّتان: فروسية العلم والبيان، وفروسية الرمي والطعان، ولما كان أصحاب النبي– صلى الله عليه وسلم – أكمل الخلق في الفروسيَّتَيْن؛ فتحوا القلوب بالحجة والبرهان، والبلاد بالسيف والسنان.
وما الناس إلا هؤلاء الفريقان، ومن عداهما؛ فإن لم يكن رِدْءًا وعونا لهما؛ فهو كَلٌّ على نوع الإنسان.
وقد أمر الله – سبحانه وتعالى – رسوله بجدال الكفار والمنافقين، وجلاد أعدائه المشاقِّين والمحاربين، فَعِلْم الجدال والجلاد من أهم العلوم وأنفعها للعباد، في المعاش والمعاد، ولا يعدل مدادَ العلماء إلا دمُ الشهداء، والرفعة وعلو المنـزلة في الدارين؛ إنما هي لهاتين الطائفتين، وسائر الناس رعية لهما، منقادون لرؤسائهما ))([12]).اهـ.
فإن قيل: ها هو الإمام ابن القيم ذكر فضل الجهاد!!
فالجواب: ومن الذي يُنكر الجهاد الشرعي وفضله ؟! لكن النـزاع معكم في توافر شروط الجهاد أم لا ؟! وقد سبق من كلام الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – ما هو صريح في كون الخروج على ولاة الأمور سبب الفتن الكبار والصغار التي دخلت على الإسلام على مَرِّ السنين.
فهناك فرق بين حالة الضعف وحالة القوة، وبين الوالي المسلم – وإن جار – وبين الكافر الأصلي، أو من طرأ عليه الكفر الأكبر، والمسلمون عاجزون عن إزالته.
والمراد من نقل كلام ابن القيم – رحمه الله تعالى – بيان الجهاد بالعلم والدعوة، وأنه أعظم الجهادين، وأنتم تتهمون أهله بأقبح التهم، فالله المستعان!!
هذا، وقد ظهرت الآثار الحميدة لدعوة كبار العلماء في الأمة، فكشف الله بها الغمة، أما هؤلاء الشباب فشغلوا أنفسهم بأمر يعجزون عنه، وفرّط كثير منهم فيما يقدر عليه!! وبالغوا في أَمْرٍ تسلَّط بسببه أعداء الإسلام على المسلمين وعقيدتهم، وقصَّر كثير منهم فيما لو اشتغلوا به لأعز الله الإسلام وأهله!! وهذا جزاء من أعرض عن نصائح الأئمة الراسخين، وهَرْوَل وراء سراب الناشئين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
وأيضًا: فقد رتَّب النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذل الذي أصاب الأمة على عدة أمور ذكرها في الحديث، ومنها ترك الجهاد، وهذا يدلنا على أنهم تركوا الجهاد الذي هو فَرْضُ كفاية أو عين عليهم، وهم قادرون على ذلك، وأما نحن معشر المحبين للسنة، المتبعين لعلمائها، المناصرين للدين وحملته؛ فلسنا قادرين على الجهاد – اليوم – للاختلاف والوهن في المسلمين من جهات شتى، فلم تكلفنا الشريعة إلا بما نقدر عليه، وإلا كان العنت والحرج في الدين، والشريعة مُنـزهة عن هذا كله، كما قال تعالى: ) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا( ([13])، وقال سبحانه:) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ( ([14])، وقال عزوجل: ) وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ( ([15])، وقال سبحانه وتعالى: ) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا (([16])، وقال جل وعلا: )يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (([17])، إلى غير ذلك من أدلة في هذا المعنى، وهذا مجمع عليه بين أهل العلم، وقاعدة ((المشقة تجلب التيسير)) من القواعد الكلية الخمس من قواعد الفقه في الدين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –: ((وكان – يعني: النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مأمورًا بالكف عن قتالهم؛ لعجزه وعجز المسلمين عن ذلك، ثم لما هاجر إلى المدينة، وصار له بها أعوان؛ أُذن له بالجهاد، ثم لما قَوَوْا؛ كُتب عليهم القتال، ولم يُكتب عليهم قتال من سالمهم؛ لأنهم لم يكونوا يطيقون قتال جميع الكفار، فلما فتح الله مكة، وانقطع قتال قريش وملوك العرب، ووفدت إليه وفود العرب بالإسلام؛ أمر الله تعالى بقتال الكفار كلهم إلا من كان له عهد مؤقت، وأمره بنبذ العهود المطلقة، فكان الذي رفعه ونسخه ترك القتال ))([18]).اهـ.
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله تعالى –: ((هذه الآيات تتضمن الأمر بالقتال في سبيل الله، وهذا كان بعد الهجرة إلى المدينة لما قوي المسلمون للقتال، أمرهم الله به بعدما كانوا مأمورين بكف أيديهم )).اهـ.
وقال أيضًا: ((لو فرض عليهم القتال – مع قلة عَددهم وعُددهم، وكثرة أعدائهم – لأدَّى ذلك إلى اضمحلال الإسلام، فَرُوعي جانب المصلحة العظمى على مادونها، ولغير ذلك من الحِكَم، وكان بعض المؤمنين يودُّون أن لو فُرضَ عليهم القتال في تلك الحال غير اللائق فيها ذلك، وإنما اللائق فيها القيام بما أُمروا به في ذلك الوقت من التوحيد، والصلاة، والزكاة، ونحو ذلك، كما قال تعالى: ) وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (([19])، فلما هاجروا إلى المدينة، وقوي الإسلام؛ كُتِب عليهم القتال في وقته المناسب لذلك))([20]).اهـ.
وقال صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – : ((لابد فيه – أي: الجهاد – من شرط، وهو: أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال، فإن لم يكن لديهم قدرة؛ فإن إقحام أنفسهم في القتال؛ إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، ولهذا لم يوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين القتال وهم في مكة، لأنهم عاجزون ضعفاء، فلما هاجروا إلى المدينة، وكَوَّنوا الدولة الإسلامية، وصار لهم شوكة؛ أَمرهم بالقتال، وعلى هذا فلابد من هذا الشرط، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات، لأن جميع الواجبات يُشترط فيها القدرة، لقوله سبحانه وتعالى: ) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (([21])، وقوله: ) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (([22]) ))([23]).اهـ.
وقال أيضًا: ((المهم أنه يجب على المسلمين الجهاد، حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار، حتى ولو جهاد مدافعة، وجهاد المهاجمة ما في شك الآن غير ممكن، حتى يأتي الله بأمة واعية، تستعد إيمانيًّا ونفسيًّا، ثم عسكريًّا، أما نحن على هذا الوضع فلا يمكن أن نجاهد))([24]).اهـ.
وقد أجاب بنحو هذا صاحب الفضيلة الشيخ الألباني – رحمه الله – رادًّا على بعض الشباب المتحمسين مع قلة البصيرة في هذا الباب، فكان مما قال لهم: ((ثم كنتُ – ولا أزال – أقول لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفير حكام المسلمين: هَبُوا أن هؤلاء كفارٌ كفْرَ رِدَّة، وأنهم لو كان هناك حاكم أعلى عليهم، واكتشف منهم أن كُفرهم كُفْر رِدَّة؛ لو جب على ذلك الحاكم أن يُطبق فيهم الحد، فالآن ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلمنا – جدلًا – أن كل هؤلاء الحكام كفروا كفر ردة ؟ ما ذا يمكن أن تعملوه ؟ هؤلاء الكفار احتلوا بلاد الإسلام، ونحن هنا مع الأسف ابتلينا باحتلال اليهود لفلسطين، فماذا نستطيع نحن وأنتم أن نعمل مع هؤلاء،حتى تستطيعوا أنتم مع الحكام الذين تظنون أنهم من الكفار ؟... )).اهـ.
إذًا، فما بقي إلا جهاد القلب واللسان بالنسبة للعاجز عن جهاد اليد، هذا مع السعي الحثيث للمِّ شعث الأمة، وتراص صفوفها، وإصلاح عقيدتها، وإعدادها ما أمرها الله به من قوة مادية ومعنوية، وكل ذلك بالرجوع إلى الراسخين في العلم، والعمل بتوجيهاتهم، وترك اجتهاداتنا لاجتهاداتهم، طالما أنه لم يثبت مخالفتهم لنص صريح، والله تعالى أعلم.
([1]) برقم (3462) من حديث ابن عمر، وانظر ((الصحيحة)) برقم (11).
(2) [ البقرة: 193 ].
([3]) [ التوبة: 12 ].
([4]) [ التوبة: 14 ].
([5]) [ البقرة: 195 ].
([6]) نقلًا عن ((الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية)) ( ص 152).
([7]) ((مجموع الفتاوى)) (28/396).
([8]) [ النساء: 77 ].
([9]) أخرجه النسائي من حديث ابن عباس،برقم (3086)، وانظر ((صحيح النسائي)) لشيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – برقم ( 2891).
([10]) [ الفرقان: 51-52 ].
([11]) ((مفتاح دار السعادة)) ( 1 / 70 ) نقلًا من ((مدارك النظر)) ( ص 250 ).
([12]) ((الفروسية)) (ص157/ط. دار الأندلس ).
([13]) [ البقرة: 286 ].
([14]) [ التغابن: 16 ].
([15]) [ الحج: 78 ].
([16]) [ النساء: 28 ].
([17]) [ البقرة: 185 ].
([18]) ((الجواب الصحيح)) ( 1 / 237 ) نقلًا عن ((مهمات في الجهاد)) ( ص 13 – 14) لعبد العزيز الريس.
([19]) [ النساء: 66 ].
([20]) من ((التفسير ((نقلًا عن ((مهمات في الجهاد)) ( ص 15 ).
([21]) [ التغابن: 16 ].
([22]) [ البقرة: 286 ].
([23]) ((الشرح الممتع)) ( 8 / 9 ) نقلًا عن ((مهمات في الجهاد)) ( ص 15 – 16 ) .
([24]) من ((لقاء الخميس )) الثالث والثلاثين، في شهر صفر 1414 هـ، نقلًا عن ((مهمات في الجهاد)) ( ص 17 ).