[ قول الحق وإن كان مُـرًّا ]
قال العلامة ابن الوزير رحمه الله : “ولو أن العلماء – رضي الله عنهم – تركوا الذب عن الحق، خوفا من كلام الخلق؛ لكانوا قد أضاعوا كثيرا، وخافوا حقيرا” انتهى من “العواصم والقواصم” (223/1).
وهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخشيةَ أن يُفهم كلام ابن الوزير – رحمه الله – على غير منهج العلماء؛ فأقول:
معلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له مراتب :
فيكون باليد، أو اللسان، أو القلب.
فالذي يتولى ذلك باليد من له سلطة نافذة على من يأمره وينهاه، كولي الأمر في دولته، أو الوالد في أسرته، أو العالم المشهور الذي له قبول عند الحاكم والمحكوم، كما فعل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في بعض الحالات والأوقات، فكأنه بمنزلة المأذون له من الحاكم في زمانه، وليس التغيير باليد كلأً مباحًا لكل أحد، لأن ذلك يُفضي في الغالب إلى مفسدة أكبر، ويفتح باب الفوضى والرد بالمثل وزيادة، وغير ذلك من المفاسد.
وأما التغيير باللسان فيكون لأهل العلم والمعرفة الشرعية التامة بحكم الأمر الذي يتكلمون به أمرا أو نهيا.
وأما التغيير بالقلب – وهو أدنى مراتب التغيير – وهو: كراهية المخالفة الشرعية فعلا كانت أو تركا بالقلب، واعتزال مكانها إن أمكن، فهذا يستطيعه كل أحد، ولا يجوز تركه، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
ويلزم الآمر الناهي أن يكون عالما بالحكم الشرعي، رفيقًا حليما في أمره ونهيه، وليس في إقامة الحدود الشرعية مخالفة للرفق والرحمة، لأن الله أمر بها، ولا يأمر سبحانه وتعالى إلا بما فيه رحمة لخلقه، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله.
ويُشترط في الآمر الناهي أن تكون غيرته خالصة لله عز وجل، لاعن عصبية، أو هوى، أو لشيء دفين في نفسه، حتى يظفر بالأجر، ولا يكون متشبّعًا بما لم يُعْطَ .
كما يُشترط أن يراعي الآمر الناهي مآلات أمره ونهيه، فإن كان أمره أو نهيه سيؤول إلى مفسدة أكبر دينًا أو دنيا فلا يُقْدِم على ذلك، وله عذره عند الله، لكن تقدير المصلحة والمفسدة يرجع إلى أهل العلم والإختصاص بالمسألة وملابساتها، والظروف العامة والخاصة المحيطة بها.
وعلى ذلك: إذا كان تغيير المنكر يترتب عليه منكر أكبر ؛ فمن المنكَر أن يُنْهَى عن المنكر.
( تنبيه) قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث : “وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل” أي في هذه المسألة ، وفي هذا تهديد ووعيد لمن ترك الأمر والنهي، ولا يلزم من ذلك كفره وخروجه من دائرة الإسلام، إذا لم يقم بذلك، فمن المعلوم عند أهل السنة أن فاعل الكبيرة لا يلزم من ذلك كفره، فكيف يُكَفَّر من لم يُنكِر عليه وقوعه في المعصية، نعم إذا استحل هذا أو ذاك فعل المعصية؛ فهذا كُفر، ويُنَزَّل هذا الحكم على المعين بضوابطه المعروفة عند أهل السنة، والله أعلم .
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
28 رجب 1439 هـ
استفسارات حول المقال مع أجوبتها:
للأسف أن عبارة: (قول الحق وإن كان مرا) صارت عبارة خيالية نلوكها ولا نرى لها أثرا في أرض الواقع، بل ربما شنعنا على من يقوم بها ورميناه بأقذع الأوصاف، ولا أحتاج أن أذكر الصمت عما يحصل في الحرمين، ولا غيرها من البلدان من الانحراف والكل واضع أصبعيه في أذنيه، وأقصد من يتسمون بأهل السنة، ثم بعد ذلك يبحثون عن الاعذار ومنها: (وما أدراك أننا لم نناصح!!)، و(هل نذكر لك كل ما نقوم به)!!! والفساد قد أكل الأخضر واليابس، ثم نقول: (قول الحق وإن كان مرا)!!!!!
الجواب: مرحبا بك أخي الكريم، قول الحق وإن كان مُرًّا لا يلزم منه إثارة الفوضى، ومن العجب أن تنظر إلى العنوان، ولا تلتفت إلى المضمون وما فيه من ضوابط وقيود، فلو ناقشت في هذه الضوابط هل عليها أدلة من الكتاب والسنة، وفهم سلف الأمة، لأفدت واستفدت حفظك الله، وكان خيرا لك من أسلوب الطعن في المخالف، والتدخل في نيته، وماذا جنى المسلمون في بلاد شتى من الطريقة التي تشير إليها؟
فهل ترى أن يقوم المصلحون في أرض الحرمين بتخريب بلادهم، كما خرّب غيرهم بلادهم؟ إذا كان كذلك، فليس هذا قولا للحق، إنما هو قول الباطل، والدعوة إليه. أبو الحسن
المشكلة أستاذنا الحبيب ان هذه الضوابط كما نرى في الواقع؛ هي خيال في واقع اهل السنة، فمتى عملوا بها وخصوصا في المنكرات الكبرى؟؟!! ثم إذا تبين لهم كفر الجهة الفلانية قالوا: لا استطاعة لنا، وتراهم لا يسعون ابدا على مدى السنين الطويلة إلى تحصيل الاستطاعة حتى ينكروا المنكرات العظمى، بل قد استحلوا ان يقعدوا وينظروا ويؤصلوا فقط وكفى، واما السعي إلى تحقيق الإنكار حالا او مآلا، او السعي إلى تحصيل الاستطاعة والقدرة مع طول الزمن؛ فلا يفكرون فيه أبدا. إن ما أقوله ليس كلاما عن بعد، وإنما هو شيء عشناه على مدى 40 سنة الماضية، وفي الأخير يمكن ان نزال بكشطة قلم!!! عجبي لا ينقضي.
وأما ما جرته الثورات فهو بسبب الفساد الضارب باطنابه في سابع ارض ونحن الفرقة الناجية من الساكتين عنه، والمهملين لإنكاره، فقد التف الفاسدون من الداخل والخارج وعبثوا بأعراض الناس وأموالهم ودمائهم، وللأسف ان ذلك حصل في كثير من الحالات بفتاوى من أحبابنا أهل السنة، ثم يستنكرون ما حصل بعد الثورات العربية مع انهم كانوا سببا في هذه الآثار السيئة بسكوتهم السنين الطويلة، وفتاواهم الأخيرة.
وهناك حيثيات وأسباب كثيرة لما حصل ولآثاره ليس هذا موضع تفصيلها. أبو أحمد السعدي
الجواب: أخي الكريم ليس من العدل أن تحكم على أهل السنة بإطلاق – كما هو ظاهر عبارتك – بأنهم لا يسعون إلى تحصيل الاستطاعة التي تؤهلهم لتغيير المنكر، بهذه الضوابط التي تراها ضربا من الخيال، فأنت لم تعرف أهل السنة كلهم، إنما عرفت نفرا منهم، ومعلوم أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وكونك لا ترى في الواقع منهم تحركا للتغيير، فهو لعلم الكثير منهم أن هذا التحرك الذي تعنيه إما ان يكون غير مسموح لهم به شرعا، وإما أن يكون غير مأمون العواقب، ولذا اشتغلوا بما هو متاح في أيديهم، ولم يعيشوا في خيال الطموحات التي عند غيرهم، بل نزلوا إلى واقع المتاحات التي يستطيعون أن يعملوا من خلالها، فكم من جاهل علموه، وكم من سنة أحيوها، وكم من كافر دخل في الإسلام بسبب جهودهم ودعوتهم، وكم من عقيدة زائغة اندحرت بدعوتهم، وكم من خُلُق كريم دعوا إليه، وكم من مؤلفات انتشرت لهم لتؤتي أكلها في صفوف المسلمين، وكم من حاجة سعوا في قضائها، وفتنة أطفؤوها، كادت أن تودي بدماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، وكم من مظهر إسلامي نشروه في الناس، وكم من بيوت أسست على السنة، وكم من أطفال تربوا بين آبائهم وأمهاتهم على التوحيد والسنة، وكم من مراكز إسلامية فتحوها، وكم من دعوة أقاموها في افريقيا وأدغالها، وفي شرق آسيا، وفي أوربا، وأمريكا، والصين .….. إلى غير ذلك، مع علمي أن هذه الانجازات لا تخلو من قصور، ومواضع انتقاد، لكن حسبهم أنهم قاموا بما يستطيعون، أم أن هذا كله وغيره لا يساوي شيئا مالم يدعوا الناس إلى منابذة حكامهم، وإشعال الثورات في أوطانهم، والقتل والاغتيال لمن خالفهم؟
أليس من العدل أن ننظر في أي أمر من جميع جوانبه، ونعرف أن أمر الدين قائم على الاستطاعة؟ أم أن كل من لا يفعل ما ذكرت فيكون كاذبا في دعواه عدم الاستطاعة، مُخْفِيا جُبْنَه وضعف نفسه – وربما عمالته – بدعوى عدم الاستطاعة؟
أليس من كان يدعي الاستطاعة عندما اصطدم بالواقع الـمُرّ وَوُجه بما لم يكن في حسبانه أصبح كثير منهم اليوم يقولون نحن لا نستطيع؟
أليس هذا قول العلماء قبل إراقة الدماء، وهتك الأعراض، فلماذا كان كلام العلماء أولا بعدم الاستطاعة جُبنًا، وأما كلام غيرهم – وهو عين كلام العلماء الأول – شجاعة وصمودا وثباتا على الحق وإن كان مُرًّا ؟
والمقصود أننا لا نقدم على تغيير المنكر مع ترجيح أنه لا يزول إلا بمنكر أكبر، والثورات التي تذكر أنها قامت لتغيير الفساد، هل غيّرته؟ أم ازداد الفساد؟ وبجوابك المنصف على هذا السؤال ستعذر إخوانك الذين ليس همهم التلاعب بدينهم، والله أعلم كيف حال من تعاملت معهم عن قرب أربعين عاما، فإن هناك ممن يدعي أنه من الفرقة الناجية وهو على خلاف ذلك، لكن لا نظلم الآخرين الذين قالوا وفعلوا، وآثارهم تدل عليهم في المدن والقرى والبوادي، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
أخي الكريم المقام يحتاج إلى تفاصيل كما ذكرت ولكنه لا يتسع لذلك، فأستودعكم الله. أبو الحسن
لا يزال علمائنا يذكرونا بقيود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! بينما المعروف أصبح مقيد بالسلاسل والأغلال والمنكر مفتوحة له كل الأبواب ومن أراد أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر بأقل درجاته فتهمته جاهزة ومصيره معروف . حسبنا الله ونعم الوكيل
الجواب: مرحبا أخي الكريم شاكر امين عبدالله، لا زال العلماء يذكّرونكم بقيود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويا ليتكم عملتم بها، إذن لسكت العلماء عن تحصيل الحاصل، ولكنكم جعلتم هذه الضوابط وراء ظهوركم، ويا ليت أصحاب هذه الطريقة رجعوا بخفي حنين، ولكنهم جلبوا الويلات على أنفسهم وأمتهم، وضوابط الأمر والنهي لم يبتدعها العلماء، إنما هي مأخوذة من الأدلة العقلية، والنقلية، والواقعية، وهل هناك عاقل يقول: نغير المنكر وإن أفضى إلى أنكر منه؟
وهل هناك عاقل يقول: نغير المنكر ولا نبالي بالنتائج؟
وهل هناك عاقل يقول: نحن ضامنون النتائج لصالح الإسلام وإن كانت الأيادي الدولية والاقليمية تتحكم في مصير الشعوب؟ أبو الحسن
حجرت واسعا بهذا التفصيل الذي يخالف الهدي النبوي (من رأى منكم) حديث عام ما يحتاج منك الى هذه القيود والقواعد البعيدة عن منهج السلف الصالح وما اجمل كلام ابن الوزير او انك اكتفيت به لكان نقل جميل موفق
الجواب: مرحبا بك أيها الاخ الكريم، ورأيك موضع احترام، لكن أليس النص النبوي فيه: (فليغيره) فإذا كان يغلب على الظن عند أهل العلم والخبرة أن تغييره يأتي بأشد منه، فهل يكون هذا تغييرا؟
ثم لماذا ذكر النص النبوي التغيير على ثلاث مراتب: باليد ، فإن عجز المُغيِّر فلينتقل إلى اللسان، فإن عجز عنه فلينتقل إلى القلب، ومعلوم أن الانتقال إلى اللسان أو القلب لا يلزم منه إزالة المنكر، إنما على المرء أن ينصح أو يكره بقلبه وينصرف، فأين الإزالة هنا، أم أنك تشترط فيمن ينكر بلسانه أن لا ينصرف إلا إذا ازال المنكر، وإذا كان كذلك فماذا تقول في عدم قدرة النبي عليه الصلاة والسلام إزالة الأصنام من الكعبة لمدة إحدى وعشرين سنة، من بداية البعثة الى يوم الفتح؟
وماذا تقول في عدم قتل ابن سلول وقد قال الكفر الصراح، والعلّة في عدم قتله خشية أن يقول الناس إن محمدا يقتل اصحابه؟
وماذا تقول في النهي عن إقامة الحدود في الغزو، والعلّة في ذلك خشية أن يلحق المحدود بالكفار، فنكون سببا في وقوعه في أشر مما كان فيه، وقد ذكر الإمام ابن القيم لهذه القاعدة أكثر من تسعين دليلا – فيما أذكر – ، فإذا كنت لم تطلع عليها فلا بأس، لكن كيف تنكر على من اطلع عليها؟ ومن علم حجة على من لم يعلم.
ودعواك أن هذا مخالف لمنهج السلف، هي دعوى من لم يُحِط بأقاويلهم علما، وإلا فكتبهم طافحة بذلك، واقرأ شيئا من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية لتعرف منه منهج سلف الامة في تغيير المنكر.
وإنما ذكرت كلام ابن الوزير رحمه ولعلمي بأن هناك من يضعه في غير موضعه، ذكرت هذه الضوابط والقيود، التي تراها تحجيرا لواسع، وإنما هي في الحقيقة توضيح لما أُجمل، ودفع لما أُشكل فهمه عند البعض، والله أعلم. أبو الحسن
بارك الله فيك شيخنا الكريم على هذا التفصيل الماتع لكن أليس ما ذكرت يدخل في تحري تحقق المصالح والمفاسد وفي أن تغير المنكر الى انكر من المنكر يجتنب ؟ ويبقى مسألة تغير المنكر للجميع من كان حاكم وعالم وغيره ممن رائ المنكر ام لا ونستفيد منكم شيخنا الكريم ونتعلم أمور ديننا ونأخذ بما ذكرت من التفصيل وربما العامي يرئ المنكر ولا ينكر وتكون عنده قدره باليد واللسان ثم يعتذر عن التغير بالتفصيل الذي ذكرت .
الجواب: حفظك الله وشرح صدرنا وإياك لاتباع الحق، وهذا الظن بإخواننا، نعم كثير مما ذكرته راجع إلى قاعدة تزاحم المصالح والمفاسد، والأصل أن تغيير المنكر لمن رآه أو عمل به، ففي الحديث “من رأى… .” وكلمة “من” تدل على العموم، لكن تغيير المنكر باليد على آحاد الرعية لا تستسلم له النفس إلا إذا صدر من ولي أمر، أو من يقوم مقامه، من أهل العلم والولاية، ولو صدر من آحاد الناس ربما أفضى إلى ردة فعل غير مأمونة، فصدوره من ولي الأمر حاسم للنزاع والمشاححة، وقد ذكرت في مقالي الأول أن الوالد له أن يغير المنكر في أسرته باليد، لأنه لا منازع له في هذه الحال، وعلى هذا فَقِسْ إذا أُمنت الفتنة بتقدير أهل العلم والاعتدال، لا بتقدير أهل التهور ولا أهل الضعف. أبو الحسن
كيف يقرر العلماء المفسدة وهم حبيسو الجدران -شيخنا الكريم- وليسوا من أهل التخصص؟ ألا ترى أنه يتم استغلال كثير من الدعاة في كثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية فتحصل منهم الفتوى دون معرفة بالواقع الذي هم فيه؟
الجواب: مرحبا بك أخي الكريم، العلماء يفتون بالفتوى على وجه العموم، وأما من يحتاج تنزيلها على واقعة بعينها وهو من أهل الاختصاص فيستصحب عموم الفتوى وينطر شروطها وقيودها، هل تتنزل على هذه الواقعة أم لا، ثم يقرر الصواب في ذلك.
وأما قولك: “وهم حبيسوا الجدران” إن كنت تعني أنهم في بيوتهم ومكاتبهم لا يعرفون الواقع ولا يختلطون به، فهذه شبهة قديمة قد أثبتت الأيام أن العلماء هم أعرف الناس بالواقع، وأن من خالفهم متهما إياهم بهذه التهمة، ما رجع على نفسه وعلى أمته إلا بما هو أشد وأنكى.
وإن كنت تعني أنهم في السجن أو الحبس – وما أظن أن هذا هو المراد – فليسوا جميعا كذلك، بل أكثرهم حُرٌّ طليق، ويمكن الوصول إليهم، وسؤالهم عما يحتاج اليه المسلم.
والله أعلم. أبو الحسن
بدو من كلام الشيخ انه ما زال في غيابه الجب او لعله في صحراء مارب بعيدا عن الاخبار المتوارده من كل حدب وصوب فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بضاعه شرعيه انتهى بها المطاف الى سجن غابر في زمن يسوده النفاق او انها في مكتب شيخ ينتظر راتبه الشهري يصله مع عبيد العبيد او انها في كتاب اصفر الاوراق انتهى الى رف من رفوف الجهاله المتعلمه…. شيخنا العزيز التمس لك عذا هو اقبح من عذر عندي واقول انك لا تعلم ما يحدث في الشارع الان لانك لا تملك الوقت لتنظر في ما حولك او لان صحراء مارب لا ياتيها النت الا كزخات المطر المتهاطله على راس كل سنه او سنتين لكن هذا الالتماس مدفوع ومعترض بمشاركتك الفاعله في صفحات الفبس بوك لكن من باب التمس عذرا ولو من بعيد .. فانت حجرت واسعا بهذا التفصيل الذي لم يقل به الا امثال ابن الماوردي او هيئه كبار العلماء الاحاديث ما جاءت بهذا التفاصيل المغرقه في التفاني للغير لتصلح دنيا غيرك بفساد دينك … اذا انتظرنا والي الامر حتى يسمح بتغير المنكر وهو من يزيل شرط وهيئات الامر بالمعروف فمتى سيسمح واذا كان العلماء عليهم التبيين والازاله وهم موضفون رسميا عند ذاك الحاكم او غيره فمتى سيتم التغيير ……… الكلام بالمختصر المفيد وانا وانت شاهدين على ما سياتي . كانت المنكرات قبل عشرين عام اقل مما هي عليه الان واكان الناس لا يفهمون ما فهمته انت وقديته بقيودك فكان الامر والمعروف ساريا بين الناس ولم يحدث الا تغيير قليل فهل خفت تلك المنكرات ام زادت مع زياده الجور والاستئثار بالسلطه وزياده العماله الواضحه التي لايمكن ان تخطئها عين المبصر فاذا قيدت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيد السلطه وهم اصلا اهل فساد الا من رحم ربي فمتى يستقيم البنيان
الجواب: غفر الله لنا ولكم، وبصّرنا بما فيه فلاح الدنيا والآخرة، وما كل ردٍّ يستحق الرد، والحمد لله على الهداية للحق في صحراء مأرب، مع ضعف النت، فما فاتنا شيئ نأسف عليه، مما حصل عليه أهل المدن والعواصم، فكثير منهم في أمر مريج، وأما المشاركة الفاعلة هذه الأيام في الفيس، فلأني في الرياض لعلاج سريع، وعمّا قريب أتواصل معكم إن شاء الله من صحراء مأرب، حيث الصفاء المنهجي، ونسأل الله أن يتوﻻنا ومن أساء إلينا بلطفه وعفوه وستره. أبو الحسن