تصحيح المفاهيم

مصطلح أهل السنة والجماعة وتطبيقه على الواقع

مصطلح أهل السنة والجماعة وتطبيقه على الواقع

أهل السنة والجماعة، لا بد أن يتجسّد هذا المصطلح في واقعهم؛ فهم أهل اتّباع واجتماع، وأهل تمسُّك وتماسك ، وأهل كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.

فبينما هم يدعون إلى تمحيص السنة عقديا، وحديثيا، وفقهيا، وأخلاقيا …… فهم لا يهملون جانب الإجتماع على أصول تلك السنة وثوابتها.

فليس كل خلاف يفرقهم، إلا خلافًا في أصول دينهم، أو مشاقة لإجماع أئمتهم، فمن خالفهم في هذا فارقوه بعد النصح والبيان، أما مسائل الاجتهاد التي اختلف في مثلها أئمة الهدى فلا حرج فيها على العباد، والمجتهد في الوصول إلى الحق فيها بين أجر إن أخطأ أو أجرين إن أصاب المراد.

وقد اختلف في مثل ذلك أئمة السنة سلفًا وخلفًا، وبطون الكتب مليئة بذلك، وكانوا يختلفون ولا يفترقون، ويردُّ بعضهم على بعض ولا يتهارشون، ويفند أحدهم قول الآخر ولا يطعن في نيته وقصده، ويقصد من وراء ذلك عودته إلى الحق وأوبته إلى الرشاد، أو النصح لمن وقف على كلامه، فلا يتبعه في غير الصواب، فالحق ضالتهم، والأخوّة شعارهم، وعفّة اللسان دثارهم.

كما أن دعوتهم للاجتماع ليست على حساب أصول دينهم، فهم أهل سنة بلا تشنيع، وأهل اجتماع بلا تمييع.

رزقنا الله حسن اتّباعهم، وعَصَمَنَا الله من أن نكون عاراً على دعوتهم، أو سبة لطريقتهم، أو وسيلة يطعن بها خصومهم في منهجهم، وشرح الله صدورنا إلى عز الإتباع ظاهرا وباطنا، حالا ومآلا.

كتبه/ أبو الحسن السليماني

للتواصل معنا