سؤال: رجل طلق زوجته وهي حامل، وبعد أن وضعت حملها رفضت إرضاعه، وأرسلت به لطليقها فبقي عنده مدة من الزمن وتوفي الولد، فهل على أبويه شيء لأن والده تسبب بالطلاق وأمه رفضت الإرضاع؟
الجواب: لا يظهر أن والده له يد فيما أصاب الطفل، لأن الطلاق جائز شرعًا، ولم يظهر من السؤال أن الزوج ظالم لزوجته في أمر الطلاق، ولو فرضنا أنه قد تجاوز الحد وظلمها بالطلاق، فليس لهذا صلة بقتل الطفل، وقد جعل الله لكل شيء قدرا، أما الأم التي أرسلت ولدها لطليقها بعدما وضعت حملها فلم يظهر في السؤال أيضًا ما الذي حملها على ذلك، فإن مقتضى الفطرة، وحنان المومة أن الأم تكون حريصة على إرضاع الطفل والعناية به، أما إهماله وجفاؤه فهذا خلاف المعروف عن الأمهات، إلا أننا لا ندري ما السبب الذي حملها على هذا التصرف الغريب، فإن كان السبب في ذلك أن والد الطفل رفض القيام بتكاليف كفالته وحضانته عند أمه، ومنها أجره المرضعة، أو البحث عمن يقوم بكفالة ابنه وإرضاعه، فهو مخطئ في ذلك، ولا يسلم من إثم ما جرى لولده، وإن لم يكن بصورة مباشرة، وإن كانت الأم عندما أرسلت هذا الطفل تعلم أن والده ليس له سبيل إلى كفالة ابنه وحضانته والحفاظ على حياته، ومع ذلك أرسلته إلى أبيه غير مبالية بتعرض حياة الطفل للخطر، فلا آمن عليها من الإثم والمشاركة في موت الطفل، وإن لم يكن ذلك بصورة مباشرة، والله أعلم.