الأسئلة الحديثية

ما الفرق بين السارق ، والكذاب ، والوضاع ؟

ما الفرق بين السارق ، والكذاب ، والوضاع ؟

هذه الألفاظ الثلاثة بينها فروق ، وهاك بيانها :

فالوضاع : هو كذاب وزيادة، لأنه افترى ، واختلق على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مما عملته يداه ، ولم يكن ناقلاً عن غيره ، وإنما هو الذي اختلقه ، وافترى هذه الفرية على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – .

وأما الكذاب : فهو الذي يدعي سماع ما لم يسمعه، ولقاء من لم يَلْقَه ، مع أن هذه الأحاديث ، التي يرويها الكذاب قد تكون مشهورة عند أئمة الحديث ، وعند رواة الحديث ، وعلى ذلك: فكل وضاع كذاب ، ولا عكس .

وأما السارق : فإنه كذاب أيضًا، ولكن كذبه من نوع خاص: وذلك أنه يسرق الأحاديث الغريبة، والأحاديث التي ينفرد بها أحد الرواة، سواء كان ثقة أو ضعيفًا ، ورأى أن المحدثين يرحلون إليه بسببها، لأن المحدثين يرحلون إلى الراوي من أجل ما عنده من الحديث الغريب ، أو الحديث العالي ، وإن كان في هذا الحديث ضعف ، فإنهم يرحلون إليه من اجله ، وينشطون له، فيأتي السارق ويجد الرواة والمحدثين يرحلون إلى هذا الراوي ، فتغار نفسه، ويدخلها – والعياذ بالله – حظ النفس الأمارة بالسوء ، فيثب على هذا الحديث، ويدعيه لنفسه ، ويدعي أنه لقي شيخ هذا الرجل ، وأنه وهذا الشيخ الذي يروي هذا الحديث سواء في المنزلة، وفي الطبقة، بل قد يعلو في الإسناد من أجل أن يلفت أنظار الناس إليه ، انظر تفصيل ذلك في “إتحاف النبيل ” (1) و “شفاء العليل ” (2) .

وعلى هذا فالجميع كذابون : لكن الوضاع كذاب وزيادة، والسارق كذاب في أشياء دون أشياء، والله أعلم .






(1) ( 1 / 120 ) السؤال ( 21 ) .



(2) ( 1 / 459 – 460 ) .

للتواصل معنا