يُعْرَف الانقطاع بين الرواة بأمور :
1-نصُّ إمام على ذلك ، أو نص الراوي نفسه بأنه لم يسمع من فلان ، أو أن فلانًا مات قبل أن يولد . . . وهكذا .
2-تعذُّر إمكان اللقاء ، لبُعْد البلدين ، لاسيما عدم اشتهار الراوي بالرحلة وعلو الهمة في الطلب .
3-تعذُّر اللقاء ؛ لدلالة التاريخ بين ميلاد الراوي ، وموت من روى عنه .
4-عدم ورود رواية تدل على سماع أو لقاء الراوي لشيخه ، ويزداد الأمر وضوحًا إذا شك إمام في سماع الراوي ممن فوقه .
5-ورود الروايات بذكر واسطة فأكثر بين الراوي ومن روى عنه ، مع عدم التصريح بالسماع في أي رواية أخرى .
6-التصريح بأن الراوي من التابعين ، ثم نقف على روايته عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ، وهكذا في أتباع التابعين مع الصحابة . . . الخ، وبعبارة أخرى : معرفة طبقات الرواة .
وهذا راجع إلى نص الأئمة ، إلا أنني ذكرته لمزيد التوضيح والتيسير .
7-وبنحو ذلك : يُعرف الانقطاع في السند الذي ظاهره الاتصال بجمع الطرق .
8-اشتهار الأمر عند المحدثين ، وإن ورد التصريح بالسماع بين الراوي وشيخه ؛ فإنهم يقولون فيمن روى ذلك : لم يصنع شيئًا ، أو جوَّده فلان ، أي رواه جيدًا سالمًا من العلة ، والصواب أنه مُعَلٌّ .
9-كون الراوي لم يسمع من الصغير ؛ فاستبعاد سماعه من الكبير ،أو متقدم الوفاة من باب أولى ، وهذا راجع إلى التاريخ ، أو نص إمام ، وإنما ذكرته للتوضيح والتيسير على طالب العلم ، الباحث عن ذلك ، والله أعلم .
10-ألايسمع من هو أكبر من هذا الراوي من ذلك الشيخ ، فيكون استبعاد سماع هذا الراوي من ذلك الشيخ من باب أولى .
●المسألة لايلزم من الانقطاع ضعف الرواية ؛ لما هو معروف من الكلام على الحديث الحسن لغيره .
بل لايلزم من الانقطاع في ظاهر السند ؛ الانقطاع الحقيقي : إما لورود التصريح بواسطة من سند آخر ، أو لحمل العلماء هذه الرواية على الاتصال والصحة ، كما فعلوا في حديث أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه – رضي الله عنه – أو يقوم دليل على أن المراد بالانقطاع عدم السماع ، وإن ثبت أَخْذُ الحديث عن الشيخ بطريقة أخرى من طرق التحمل المعتمدة ، والله تعالى أعلم .