الأسئلة الحديثية

ما معنى قولهم “رفعه فلان ، وأرسله فلان ..” ؟

ما معنى قولهم “رفعه فلان ، وأرسله فلان ..” ؟

نجد في بعض كتب العلل أن بعض العلماء يقول في بعض الأحاديث: “رفعه فلان ، وأرسله فلان ..” وقد اعترض بعضهم – وأظنه ابن حبان – على هذا بأن المرسل من جملة المرفوع ، فيكون المعنى واحدًا، وإنما صواب العبارة أن يقال: ” أرسله فلان ، وأسنده فلان …”

وأجاب بعضهم عن هذا الإشكال بأن مقصود من أطلق العبارة السابقة بالرفع الاتصال، فيكون معنى العبارة ” أرسله فلان ، ووصله فلان ” (1).

إلا أن هذا الجواب ليس دقيقًا ، وذلك لأن الرفع في اصطلاحهم هو ما أضيف إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وإن لم يكن متصلاً ، فكيف يفسر الرفع بالاتصال مع أنه لاتلازم بينهما ، والأمر في ذلك سهل ، والله أعلم ؟ .

وعلى كل حال : فالتنبيه على هذا لايخلو من فائدة ، وإن كان لا يغير من الواقع شيئًا ، لأن كلام العلماء قد دُوِّن عنهم ، فما بقي إلا محاولة فهمه على ما أرادوه ، أما المحققون للأحاديث فيما بعد عصور العلماء؛ فالأوْلى أن يراعوا ماسبق ، والله أعلم .








(1) انظر كلام العراقي في” الألفية ” مع ” فتح المغيث ” للسخاوي ( 1 /118 ) فقد قال العراقي :

ومَنْ يُقَابلهُ بذي الإرسال . . . فقدْ عَنَى بذاك ذا اتصالِ.

وقد سبق إلى ذلك ابن الصلاح أيضًا في ” المقدمة ” مع ” التقييد ” ( ص 66 ) والله أعلم .

للتواصل معنا