تعريف الحافظ الذهبي للحديث الضعيف وما عليه من ايرادات والدفاع عنه وبيان أن قوله هو الراجح
فالذي يظهر لي أن الراجح في ذلك ما قاله الحافظ الذهبي – رحمه الله -(1)في تعريف الضعيف ، حيث قال : ” الضعيف : ما نقص عن درجة الحسن قليلاً ” اهـ .
فقوله : “ما نقص عن درجة الحسن ” أخرج الحَسن فضلاً عن الصحيح .
وقوله : ” قليلاً ” أخرج ما كان شديد الضعف ” .
فإن قيل : هناك أحاديث تنقص عن درجة الحسن قليلاً ، وليست بضعيفة ، لوجود عاضد لها ، سواء كان من طرق أخرى ، أو لكونها تُلُقِّيتْ بالقبول ، فلو اشترط الذهبيَ في التعريف بقوله : ” ليس لها عاضد ” .
فالجواب : المقام مقام تعريف الضعيف في نفسه ، وليس مقام الحكم : هل للضعيف جابر ، أم لا ؟ والحديث إذا كان قد انجبر بغيره ، فإنه يقال : هو ضعيف ؛ لكنه انجبر بكذا وكذا .
إذًا فلا غبار على ما قاله الذهبي ، لأنه ليس مقام تعريف الضعيف الذي ليس له ما يعضده ؛ فإن هذا قسم من الضعيف لا كل الضعيف .
فإن قيل : لو قال الذهبي : ” هو ما نقص عن درجة الحسن لغيره قليلاً ” لكان أولى .
فالجواب : هذا الاعتراض بمعنى الاعتراض السابق ، والمقام مقام تعريف الضعيف الذي إذا جاءه جابر انجبر به ، لا مقام تعريف ما ليس له جابرٌ أصلاً ، والله أعلم .
__________
(1) في ” الموقظة ” ( ص 33 )