الأسئلة الحديثية

ما معنى قول أحد النقاد في راوٍ: « روى عن فلان كأنَّه فلان آخر»؟

 ما معنى قول أحد النقاد في راوٍ: « روى عن فلان كأنَّه فلان آخر»؟

لا نستطيع أن نعرف معنى هذا القول: إلا إذا عرفنا حال الشيخ المروي عنه، فإن كان ثقة، فهذا القول بعد تجريحاً للراوي عنه، ويكون معناه أنَّ الشيخ معروف باستقامة حديثه، ومن نظرفي حديث هذا الشيخ من رواية هذا الراوي عنه؛ ظن أنَّ هذا الشيخ شيخ آخر، وأنَّه ليس ذاك الثقة المعروف1، وإن كان الشيخ المروي عنه ضعيفاً، فهذا القول يعدُّ تعديلاً للراوي عنه، أي: أنَّه روى عنه أحاديث جيدة مستقيمة سالمة من العلّة، وذلك ناتج عن انتقاء لبعض أحاديث الشيخ، أو ملازمة التلميذ له، ومعرفته بحديثه2، وممن يكثر من استعمال هذا اللفظ ابن حبان – رحمه الله تعالى – والله أعلم.

الحواشي


1 ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره المؤلف – حفظه الله تعالى – في كتابه «الشفاء» (1/393)، قال: جاء في «الميزان» (1/23) ترجمة إبراهيم بن بشار الرمادي صاحب ابن عيينة: «ليس بمتقن له مناكير» قال أحمد: كان سفيان الذي يروي عنه إبراهيم بن بشار ليس بسفيان بن عيينة – يعني: مما يغرب عنه – وكان مكثراً عنه. اهـ.

وجاء في «تهذيب التهذيب» ترجمة شعبة بن دينار الهاشمي مولى ابن عباس قال ابن حبان: روى عن ابن عباس ما لا أصل له حتى كأنَّه ابن عباس آخر (4/347).

قلت: وانظره في «المجروحين» (1/361).

2ومثاله أيضاً: ما جاء في «الميزان» (2/262) ترجمة شبيب بن سعيد بن حبيب الحبطي البصري، قال ابن عدي: «كان شبيب لعله يغلط ويهم إذا حدث من حفظه وأرجو أنه لا يتعدمه، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس؛ فكأنه شبيب آخر – يعني: يجود -. اهـ.

انظر تفاصيل ذلك في «الشفاء» (1/393-394)، والله أعلم.

للتواصل معنا