الأسئلة الحديثية

إذا قال أحد الأئمة في رجل: «حديثه يشبه حديث الصالحين» فهل يكون ثقة؟

إذا قال أحد الأئمة في رجل: «حديثه يشبه حديث الصالحين» فهل يكون ثقة؟

 قد يتبادر لمن وقف على هذا اللفظ أنَّه لفظ تعديل، وليس الأمر كذلك، وسر المسألة أن تعلم أنَّ الصالحين – غير الأئمة الأثبات – اشتغلوا بالعبادة، وغفلوا عن ضبط الحديث، ومراجعته، وحضور مجالسه، حتى كثرت الأوهام بل الأكاذيب في حديثهم، بسبب غفلتهم وعدم اشتغالهم بهذا العلم، بل منهم من كان يحرق كتبه أو يغسلها أو يدفنها، ظاناً أنّ هذا يزكي نفسه، ويبعده عن الرياء وحظوظ النفس، وقد يحتاج إليه فيُسأل عن حديث، فيحدث به على التوهم، وليس معه أصول1 2، فشاع عند العلماء أنَّ العُبّاد أصحاب غفلة في الحديث، وإن كانوا أهل أمانة وتقوى.

وقد قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث3 أي: أنَّ الكذب يجري على ألسنتهم، وهم لا يميزون، فإذا كان الراوي مغفلاً، وتكثر المناكير في حديثه، قالوا: «حديثه يشبه حديث الصالحين» وانظر «الكامل» لابن عدي (6/2104) والله أعلم.

الحوشي


1 انظر «تاريخ بغداد» (7/67).

2 في «سير أعلام النبلاء» (9/171) ترجمة يوسف بن أسباط.

قال البخاري: دفن كتبه، فكان حديثه لا يجيء كما ينبغي.

3رواه مسلم في مقدمة «صحيحه» (ص:17 وما بعدها) من طريق محمد بن سعيد القطان عن أبيه قال: لن نرى الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث، قال: مسلم.

يجري الكذب على ألسنتهم، ولا يتعمدون الكذب. اهـ وكذا رواه ابن حبان في «المجروحين» بسنده إلى يحيى بن سعيد (1/67) وانظر «شرح علل الترمذي» (1/387-389) وانظر «شفاء العليل» للمؤلف (1/119-120، 144-145، 389)، والله أعلم.

للتواصل معنا