معلوم أن سيئ الحفظ يُستشهد به، وكذا المدلس إذا عنعن، فهل يستشهد برواية سيئ الحفظ إذا تابعه مدلس على نفس الحديث؟
فرْق بين كون الحديث روي من طريقين مختلفين، في أحدهما رجل سيء الحفظ، وفي الآخر عنعنة مدلس، وبين كون الضعيف هذا والمدلس روياه عن شيخ واحد، ففي الحالة الأولى يُحسن الحديث، بخلاف الحالة الثانية؛ لأننا نخاف من المدلس، فلربما أنه أخذه عن هذا الضعيف، ثم أسقط الضعيف، ودلسه، فتكون الروايتان من طريق هذا الضعيف، فلا يحسن الحديث إلا إذا علمنا إن هذا المدلس لم يروِ قط عن هذا الضعيف، فحينذاك نستشهد به، وقد صرح بذلك شيخنا الألباني – رحمه الله – كما في «تمام المنة» ص(72) و«الضعيفة» (3/145)،