الأسئلة الحديثية

لماذا يرسل الأئمة في حديثهم؟

لماذا يرسل الأئمة في حديثهم؟

قد ينشط الراوي فيسند، وقد يكسل الراوي فيرسل، وقد يكون المقام مقام تذكير ووعظ وإرشاد، ليس مقام إسناد وإملاء، أو يكون الراوي في مقام احتجاج على خصم في مسألة من المسائل، وليس في حاجة إلى أ، يسوق الإسناد كاملاً، كما يحدث في المناظرات، وعند المذاكرة بين أهل العلم، فالعلماء يتساهلون – عند ذلك – في مسألة الإسناد، فلا يذكرون الحديث بكامل سنده([1])، والإرسال قد وقع من كثير من العلماء؛ وما عيب عليهم ذلك، إمّا لهذا، وإمّا لأنّه ليس فيه إيهام وتلبيس على السامع، والله أعلم.



([1]) ذكر العلائي رحمه الله كلاماً طيباً حول أسباب الإرسال كما في «جامع التحصيل» (ص:87-88)، فقد قال رحمه الله -: إرسال الحديث من الثقة وعدوله عن تسمية شيخه وهو مشهور بالثقة؟

قلنا لأسباب منها:

أن يكون سمع ذلك الحديث من جماعة ثقات وصحّ عنده ووقر في نفسه مرسله علماً بصحته كما تقدم في إبراهيم النخعي إذا قال: قال ابن مسعود فإنّه يكون سمع ذلك من جماعة من أصحابه عنه كما ثبت عنه ذلك.

ومنها: أن يكون المرسل للحديث نسي من حدّثه به وعرف المتن جيداً فذكره مرسلاً لأنّ طريقته أنّه لا يأخذ إلا عن ثقة كمالك وشعبة فلا يضره الإرسال.

ومنها: أن يكون روايته الحديث مذاكرة فربّما ثقل معها ذكر الإسناد وخفّ الإرسال إمّا لمعرفة المخاطبين بذلك الحديث واشتهاره عندهم أو للإشارة إلى مخرجه الأعلى لأنه المقصود حينئذ دون ذكر شيخه أو غير ذلك.

وهذا كلّه في حق من لا يرسل إلا عن ثقة وأمّا من يرسل عن كل ضرب فربّما كان الباعث له على الإرسال ضعف شيخه ولا يصير المرسل بذلك مجروحاً لأنّه لم يخرج ذلك على وجه قيام الحجة به. اهـ.

للتواصل معنا