الأسئلة الحديثية

بعض أهل العلم حسَّن سنداً فيه رجل، ثم ساق ترجمته كالآتي: قال: عبدالله بن مسلمة: ضعيف من قبل حفظه، لكنّه هنا يروي أمراً شاهده بنفسه، فالغالب في مثل هذا أنّه لا ينساه الراوي، وإن كان فيه ضعف فالسؤال هنا: لماذا لا يجعل السند صحيحاً؟

بعض أهل العلم حسَّن سنداً فيه رجل، ثم ساق ترجمته كالآتي: قال: عبدالله بن مسلمة: ضعيف من قبل حفظه، لكنّه هنا يروي أمراً شاهده بنفسه، فالغالب في مثل هذا أنّه لا ينساه الراوي، وإن كان فيه ضعف فالسؤال هنا: لماذا لا يجعل السند صحيحاً؟

الجواب من مسألتين، وإن لم يتعرض السؤال صراحة لإحدى المسألتين:

الأولى: هل هذا الكلام مقبول في النقد العلمي، أو غير مقبول؟ لو أنّ رجلاً عُرِفَ بالضعف من قبل حفظه، وحكى شيئاً قد وقع له، وليس مجرد ناقل لهذا الخبر عن غيره، هل في هذه الحالة يُقبل كلامه، أم لا؟

الظاهر من بعض المواضع التي وقفت عليها للحافظ ابن حجر، وصنيع الشيخ الألباني – رحمه الله – في بعض كتبه أنّه في مثل هذه الحالة يُقبل، وقد وجدت أيضاً كلاماً للحافظ ابن حجر في «هدي الساري) في كلامه على الأحاديث التي انتقدت على صاحب «الصحيح»، ذكر أيضاً لو أنَّ الرجل الضعيف روى حديثاً فيه قصة دلّ على أنّه حفظها، ونقله عن أحمد، انظر «التتبع» الحديث رقم (39) (ص:239)([1]).

المسألة الثانية: وهي هل يكون حسناً، أو صحيحاً؟ فالأمر في ذلك سهل.

فمن سماه حسناً فهو في هذه الحالة يعني – إن شاء الله -: أنّه موافق لتعريف الحسن الذي في راويه كلام، أو اختلاف، أو أنّه دون رجال الصحيح.

ومن قال: إنّه صحيح يقصد أنّه ضبط ما جرى له، فالأمر سهل.



([1]) قال الحافظ في «هدي الساري» (ص:363) ح رقم (342): قال الدّارقطني وأخرج البخاري حديث العوام بن حوشب عن إبراهيم السكسكي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً» وهذا لم يسنده غير العوّام وخالفه مسعر فقال عن إبراهيم السكسكي عن أبي بردة قوله، لم يذكر أبا موسى ولا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قلت: مسعر أحفظ من العوام بلا شك إلا أن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي، فهو في حكم المرفوع، وفي السياق قصة تدل على أن العوّام حفظة؛ فإن فيه اصطحب يزيد بن أبي كبشة، وأبو بردة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر فقال له أبو بردة: أفطر؛ فإني سمعت أبا موسى مراراً يقول: فذكره، «وقد قال أحمد بن حنبل: إذا كان في الحديث قصة دلّ على أن راويه حفظه» والله أعلم.

للتواصل معنا