الأسئلة الحديثية

ثقة في حفظه شيءً، أو «صدوق في حفظه شيءً» في أي المراتب هما من سُلَّم الجرح والتعديل؟

ثقة في حفظه شيءً، أو «صدوق في حفظه شيءً» في أي المراتب هما من سُلَّم الجرح والتعديل؟

بين العبارتين فرق واضح، فقولهم: «ثقة في حفظه شيء» أقل أحواله أن يكون حسن الحديث، ويحتمل أن يكون صحيح الحديث، حتى يثبت أن هذا الحديث من أوهامه([1])، ما لم تظهر قرنية تدل على أن ثقة في دينه، ليَّن في حفظه، فذاك أمر آخر.

وأمّا قولهم: « صدوق في حفظه شيء» فهو عبارة عن قولهم: صدوق في حفظه لين، فلا يرتقي للحسن، ويكون من ألفاظ الشواهد والمتابعات([2]).

فالعبارة الأولى تتردد بين الدرجة الثانية والثالثة، من سلَّم الجرح والتعديل، مرتبة «ثقة» أو مرتبة «صدوق»، إلا أن تظهر قرينة تدل على أنّه ثقة في دينه، أمّا في ضبطه ففي حفظه شيء، فلا فرق بينهما حينئذٍ، والله أعلم.



([1]) قال الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى في ترجمة مسلم بن أبي مسلم المجرمي: وقد قدمنا في ترجمة ابن حبان أن توثيقه لمن قد عرفه من أثبت التوثيق، وقوله: «ربّما أخطأ» لا ينافي التوثيق وإنّما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه. اهـ «التنكيل» (ص/712 رقم 244).

قلت: وقد نبه على ذلك ابن حبان رحمه الله تعالى في «ثقاته»، فقال في ترجمة أبي بكر بن عياش: «… كان يخطئ ولم يغلب خطؤه على صوابه…»، ثم قال: والصواب في أمره مجانبة ما عُلِم أنّه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم؛ لأنّه داخل في جملة أهل العدالة ومن صحت عدالته لم يستحق القدح ولا الجرح، إلا بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الجرح، وهكذا حكم كل محدث ثقة صحت عدالته وتبين خطؤه. اهـ (7/669-670).

[2])) انظر ما قاله الشيخ حفظه الله تعالى في «الجزء الثاني».

للتواصل معنا