الأسئلة الحديثية

«فلان يرفع الموقوفات» هل إذا كثر ذلك منه يُعتبر دليلاً على اختلاطه؟

«فلان يرفع الموقوفات» هل إذا كثر ذلك منه يُعتبر دليلاً على اختلاطه؟

لا يلزم من ذلك الاختلاط، إنّما يدل على ضعف في حفظه ،ورفع الموقوفات معناه: أن غيره من الثقات يروي الحديث موقوفاً، أمّا هو فيرفعه، وذلك بسبب سوء الحفظ أو الاختلاط، أو قبوله للتلقين، أو التهمة بالكذب، وقد يكون كذاباً يرفع الموقوفات، أي: يرفعها عمداً لا عن وهم أو اشتباه، فيكون في هذه الحالة كذاباً، وقد يكون عن سوء حفظ، أو للاختلاط الذي طرأ عليه، وتطلق هذه العبارة ونحوها كقولهم: «فلان من الرفّاعين» غالباً على من في حفظه كلام، ويهم لا عن عمد، وإذا أرادوا أن يقولوها في الكذاب، قالوا: يزيد في الأسانيد، والله أعلم([1]).



([1]) انظر كلام الشيخ حفظه الله تعالى في «شفاء العليل» عند قولهم: «فلان يوصل الحديث» (ج1، ص:164)، وعند قولهم: فلان كان رفّاعاً، أو «كان من الرفّاعين» (ج1، ص:178) وعند قولهم: «كان فلان يرفع أشياء لا ترفع»، (ج1 ص:204).

فائدة:
قال الذهبي
رحمه الله في «سير أعلام النبلاء» (13/513) ترجمة الحسن بن علي بن شبيب البغدادي المعمري: قال أبو أحمد بن عدي: كان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قال عبدان: إنّه لم يرَ مثله، وما ذكر عنه أنّه رفع أحاديث وزاد في متنون، قال: هذا شيء موجود في البغداديين خاصة وفي حديث ثقاتهم، وأنّهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الإسناد، قال الذهبي: بئْست الخصال هذه، وبمثلها ينحط الثقة عن رتبة الاحتجاج به، فلو وقف المحدث المرفوع، أو أرسل المتصل لساغ له كما قيل أنقص من الحديث ولا تزيد فيه. اهـ، وسيأتي إن شاء الله تفصيل ذلك في السؤال رقم (118).

للتواصل معنا