الأسئلة الحديثية

هل المختلط يختلق في الحديث؟

هل المختلط يختلق في الحديث؟

المختلط إذا كان من أهل الشواهد والمتابعات فهو لا يختلق، لكن إذا فَحش اختلاطه، وأصبح من مراتب الرد والترك، فنم المحتمل أن يختلق هذه الأحاديث لا عن قصد، ولكن عن وهم، وعدم شعور، بأنّه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والرجل إذا بلغ هذه المنزلة من الضعف، يأتيه الكذّابون، ويلقنونه هذه الأحاديث، لا سيما إذا كان ذاك الرجل شيعياً، أو صاحب بدعة أو مقالة من مقالات أهل الأهواء، وكان عاميّاً، فيأتيه دعاة البدعة، ويلقنونه هذه الأحاديث، والله المستعان([1]).



([1]) ومثال ذلك: ما روي أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا؟ قال أبو برزة: فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً»، قال الشوكاني في «الفوائد المجموعة» ذكره ابن الجوزي، وقال: لا يصح، يزيد بن أبي زياد كان يتلقن، قال في «اللآلئ»: هذا لا يقتضي الوضع اهـ.

قلت: وعلق عليه المعلمي رحمه الله فقال: لكنّه مظنة رواية الموضوع فإن معنى قبول التلقين؛ أنّه قد يقال له: أحدثك فلان عن فلان، بكيت، وكيت؟ فيقول: نعم، حدثني فلان بن فلان بكيت وكيت، مع أنّه ليس لذلك أصل وإنّما تلقنه وتوهم أنّه من حديثه، وبهذا يتمكن الوضّاعون أن يضعوا ما شاءوا، ويأتوا إلى هذا المسكين فيلقنونه فيتلقن ويروي ما وضعوه… ولا أرى البلاء إلا من يزيد فإنّه من أئمة الشيعة الكبار والراوي عنه لهذا الخبر شيعي وله عنه خبر باطل، وإذا كان من أئمة الشيعة فلا (بدع) أن يستحوذ عليه بعض دجاجلتهم فيلقنه الموضوعات… اهـ «تحقيق الفوائد المجموعة» (ص:408 رقم 58).

للتواصل معنا