الأسئلة الحديثية

في حديث: «مَنْ عادَى لي ولياً…» ذكر الذهبي – رحمه الله تعالى – بخصوص هذا الحديث في ترجمة خالد بن مخلد القطواني أنّه لولا هيبة «الجامع الصحيح» لعُدَّ هذا من مناكير خالد، فهل قوله هذا يعتبر اعتراضاً على تصحيحه، أم يعتبر متابعة للبخاري على تصحيحه؟

في حديث: «مَنْ عادَى لي ولياً…» ذكر الذهبي – رحمه الله تعالى – بخصوص هذا الحديث في ترجمة خالد بن مخلد القطواني أنّه لولا هيبة «الجامع الصحيح» لعُدَّ هذا من مناكير خالد، فهل قوله هذا يعتبر اعتراضاً على تصحيحه، أم يعتبر متابعة للبخاري على تصحيحه؟

كلمة (لولا) حرف امتناع لوجود، فقد امتنع الذهبي – رحمه الله – من تضعيف الحديث، لهيبته من «الجامع الصحيح»، فهذا يدل على تصحيحه، وموافقته للبخاري على إدخال الحديث في «صحيحه»، على أنَّ كلام الذهبي عليه مؤاخذات، وهذا يجرنا إلى مسألة قد سبق الحديث عليها، وهي مسألة الأحاديث التي في «الصحيحين» أو أحدهما، ولم يتكلّم فيها الحفاظ بقدح، فما وسع الحفاظَ يسعنا، وما قبله الأئمة نقبله؛ لأنَّهم قبلوا إدخال هذا الحديث في «الصحيح» وهو موسوم بالصحة، فقد اشترط صاحبه الصحة، ولما لم ينتقدوا عليه، دل على أنّه قد وفّى بشرطه في الأحاديث التي لم ينتقدوها، فما وسعهم يسعنا، وفي الحقيقة ما ينبغي زعزعة الثقة في «الصحيحين»، والأمر ينبغي أن يكون وسطاً في ذلك فما أعلَّه الحفاظ نُعِلَّه، وما قَبله الحفاظ نقبله، ونحن بهذا نُحَكِّم القواعد؛ لأنَّ من جملة القواعد: أنَّ ما اتّفق عليه الحفاظ نقبله، سواء كان تصحيحاً أو تضعيفاً أو تعديلاً أو تجريحاً.


للتواصل معنا