إذا جرح مبتدع مبتدعاً آخر، فهل يقبل منه أم لا؟
إذا كانت البدعتان متنافرتين، كالنصب والرفض – مثلاً -، فلا يُقبل إلا بشروط([1])، منها رسوخ المتكلّم في هذا العلم، ولا يكون كلامه في مخالفه من أجل بدعته، وعلى كل حال فالحمد لله أنّ أكثر المتكلمين في الرواة هم أهل علم وفضل، وأهل عبادة وفهم، فلا نحتاج كثيراً ولله الحمد إلى أقوال أهل البدع.
[1])) قلت: يتوقف في قبول الجرح إذا خشي أن يكون باعثه الاختلاف في الاعتقاد، وقد نصّ على ذلك الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (1/16) وذكر فيه عدداً من الأئمة جرحوا أناساً بسبب الاختلاف العقائدي ومنهم على سبيل المثال: عبدالرحمن بن خراش المحدث الحافظ، فإنّه من غلاة الشيعة بل نسب إلى الرفض فيتأنّى في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة في الاعتقاد، والله أعلم.
أضف تعليق