الأسئلة الحديثية

الجوزجاني صاحب «أحوال الرجال» هل سحّ الكلام فيه بأنّه يتحامل في الكلام على الشيعة؟

الجوزجاني صاحب «أحوال الرجال» هل سحّ الكلام فيه بأنّه يتحامل في الكلام على الشيعة؟

قد تتبعت هذا في «أحوال الرجال» وما رأيته ضعف شيعياً في الحديث، قد وثقه الأئمة بسبب تشيعه، نعم هو يصفه من جهة البدعة أنّه «زائغ» و«مائل» و«جائر»، ويصفُه بهذه الأوصاف الشديدة، إلا أنّه يوثقه في الراوية[2] فيُحمل كلام العلماء على الجوزجاني في كلامه في أهل الكوفة والمتشيعة على أنّه يتكلّم فيهم بشدة من جهة البدعة، وقد يكون محقاً في بعض المواضع، وقد لا نسلِّم له بكلامه الشديد على العلماء المشاهير، فإنَّه يتكلّم في الأعمش وفي أبي إسحاق السبيعي لمجرد وجود شيء من التشيع، لكن كلامه في بعض المتشيعة المتعصبة المقلدة الذين يقولون مقالات شنيعة، كلامه فيهم وطحنه لهم من جهة البدعة، ما أرى عليه غباراً، ثم إنّه ينصفهم في الراوية والحديث، فلا يقال: «إنّه متشدد، ولا يقبل كلامه في الشيعة» بإطلاق، والله أعلم([3]).



([1]) هو الإمام الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السَّعديُّ الجوزجاني أحدُ الأئمة في الجرح والتعديل نسبته إلى جوزجان (بضم الجيم الأول وزاي وجيم).

قال السمعاني: هذه النسبة إلى مدينة بخرسان مما يلي بلخ، يقال لها: الجوزجانان، والنسبة إليها جوزجاني.

قال أبوبكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال: إبراهيم بن يعقوب جليل جداً كان أحمد بن حنبل يكاتبه ويكرمه إكراماً شديداً و… إلخ.

وقال ابن حبان: كان صلباً في السنة، حافظاً للحديث، إلا أنّه من صلابته ربّما كان يتعدى طوره، وقال ابن عدي في ترجمة إسماعيل بن أبان الوراق: سكن دمشق، فكان يحدث على المنبر ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوى بذلك، ويقرأ كتابه على المنبر وقال ابن عدي: وأما الصدق فهو صدوق في الراوية. اهـ.

وتراجع ترجمته في «تهذيب الكمال» (2/244-249) وانظر كذلك مقدمة «أحوال الرجال» للشيخ صبحي البدري السامرائي.

[2] قد تقدم معنا في السؤال رقم (8) لتنظر في حط الجوزجاني على الشيعة واتضح أنَّه لا يجاوز الحد وليس فيه ما يسوغ اتهامه بتعمد الحكم بالباطل، وقد نقلت للقارئ الكريم كلام علامة اليمن الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله فليراجع، والله أعلم.

([3]) أقول: وممن ذكر ذلك عن الجوزجان رحمه الله -: الحافظ ابن حجر رحمه الله في «لسان الميزان» قال: إنَّ الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى أنّه أخذ يليه مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيدالله بن موسى وأساطين الحديث وأركان الراوية… إلخ (1/16).

للتواصل معنا